أصدرت المحكمة الاتحادية في العراق، يوم أمس قراراً بالحكم بعدم دستورية قانون النفط والغاز لحكومة إقليم كوردستان رقم (22) لسنة 2007 وإلغائه، غير أن القلم الذي وقّع على إصدار هذا القرار كان فارسياً بحتاً، وأن القرار القارسي هذا أسعد وأسرّ قلوب حسن خيريي إقليم كوردستان!
ولدى متابعة موقع داركا مازي لهذا الموضوع، حول قرار المحكمة الاتحادية وأسباب إصدار القرار والتصديق عليه، في هذا الوقت الحسّاس بالذات، اتّضح أن القرار جاء ضمن إطار التنسيق بين (الشيعة الولائيين لإيران وحزب كوردي مشارك في حكومة إقليم كوردستان) غير أن العجيب في القضية: أن من طرح الفكرة على طاولة النقاش أساساً هو رئيس ذاك الحزب الكوردي!!
كيف وافق “القاآني” على مطلب هذا المسؤول الكوردي؟!
قبل يومين من إصدار القرار، عقد اجتماع في بغداد ضمّ كلّاً من قياديي الإطار التنسيقي الشيعي (نوري المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي) بقائد فيلق القدس الإيراني وخليفة قاسم سليماني (إسماعيل قاآني) وبمشاركة مسؤول لحزب كوردي مشارك في حكومة إقليم كوردستان.
كانت النقاشات خلال الاجتماع محصورة في قضية عرقلة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وكسر التحالف الشيعي السني الكوردي، علاوة على موضوع اختيار رئيس الجمهورية.
خلال الاجتماع، طرح مسؤول الحزب الكوردي المشارك في حكومة إقليم كوردستان قضية تدخّل المحكمة الاتحادية، وطرح قائلاً: “لو تدخّلت المحكمة الاتحادية وأصدرت حكماً بعدم دستورية قانون النفط والغاز لإقليم كوردستان، آنذاك، باستطاعتنا ممارسة كافة الضغوطات على التحالف الشيعي السني الكوردي متمثّلة في الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- وكسر هذا التحالف”.
فطلب قاآني من هذا المسؤول الكوردي توضيح نيته، وقال له: “ما هو مطلبكم؟! عبّروا عنه بوضوح!” فأجاب المسؤول الكوردي: “نحتاج إلى قرار” أي قرار من المحكمة الاتحادية بعدم دستورية قانون النفط والغاز لإقليم كوردستان وإصداره!
فوافق إسماعيل قاآني على طرح هذا المسؤول الكوردي، وأصدر تعليماته للمحكمة الاتحادية بإصدار قرار بعدم دستورية قانون النفط والغاز لإقليم كوردستان!
حسن خيريي إقليم كوردستان…
لن نتحدّث هنا عن مدى تأثير هذا القرار على إقليم كوردستان كياناً وشعباً، فالكلّ يعلم أن القرار يستهدف كيان إقليم كوردستان أرضاً وشعباً، إذ أن الجميع يعلم أن واردات النفط في الإقليم هو المصدر الوحيد لتأمين رواتب موظّفي إقليم كوردستان ومعيشتهم، بل سنتحدّث هنا عن جحوش ومرتزقة إقليم كوردستان، الذين لو كان (حسن خيري بك) حيّاً لاستحي من ممارساتهم وأعمالهم وخجل من نفسه!!
ففي يومنا هذا بات الكلّ يعرف مصطلح (الجحوش البرلمانيين) ويعرف حقيقتهم، فالشعب الكوردي وخصوصاً شعب إقليم كوردستان يعرفهم جيداً، فهم بلا نظراء في مجال الخيانة وممارسة اللاأخلاقيات تجاه الأرض والوطن! فأيديهم تعفّنت من كثرة ما مارسوه من الخيانة بحق الوطن! ورغم أن الشعب جازاهم واقتصّ منهم أثناء الانتخابات الأخيرة على سوء أفعالهم بحيث لم يفلح أحد منهم أو يفز بشيء، إلا أنهم مازالوا على أتمّ الاستعداد لمحاربة الشعب الكوردي وتقديم يد العون لأي عدو يريد سوءاً بهذا الشعب العظيم، فهم على أتم الاستعداد لبيع ضمائرهم المعدومة في بازار الخيانة بأرخص الأثمان، طبعاً إن كانوا لا يزالون يملكون أي ضمير! ولقد رأينا اليوم أيضاً وبأمّ أعيينا كيف باع هؤلاء الجحوش ذممهم، وكم أسرّوا وفرحوا بقرار المحكمة الاتحادية المعادي لإقليم كوردستان وشعب الإقليم في الصميم! بحيث بذلوا كافة جهودهم في محاولة منهم لتأويل القرار وتفسيره لصالح الشعب الكوردي وأنه يخدم الإقليم!!
قيادة إقليم كوردستان سيرمون هذه المؤامرة الدنيئة في مزبلة التأريخ
بعد صدور القرار من المحكمة الاتحادية، أسرع الزعيم الكوردي مسعود بارزاني ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني وحكومة الإقليم وبرلمانه، وزعماء ومرشدي الأحزاب الكوردية الوطنية بإبداء مواقفهم الوطنية المخلصة، وأدانوا القرار بأشدّ عبارات الإدانة والاستنكار، وعدّوه قراراً سياسياً وبامتياز، وأنه قرار غير دستوري إضافة إلى أنه قرار يستهدف الحقوق المشروعة لإقليم كوردستان.
فقد أكّد الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، أن قرار المحكمة الاتحادية العليا حول نفط وغاز إقليم كوردستان “سياسي بحت” مشدداً أن الإقليم سيدافع عن حقوقه الدستورية بكل ما أوتي من قوة.
من جانبه عنّف نيجيرفان بارزاني في ردّه على القرار مؤكّداً أن القرار ليس محلّ قبول ولن ينفّذ، كما عدّ زعماء وقادة كورد وطنيون أمثال محمد حاجي محمود بأن القرار بمثابة إعلان الحرب على الكورد واستهدافٌ لكيان إقليم كوردستان.
باختصار، القرار كان مطلباً لبائعي ذواتهم من جحوش الكورد وبإمضاء إيراني بامتياز، إلا أنه ينبغي أن يعلم جحوش إقليم كوردستان أن قادة الإقليم سيواجهون هذا القرار للمحكمة الاتحادية لغاية الانتهاء به في سلة النفايات والقمامة كباقي المؤامرات الدنيئة لأعداء الكورد وكوردستان والتي استهدفت إقليم كوردستان كياناً وأرضاً وشعباً وكان مصيرها مزبلة التأريخ، وكما عاقب شعب الإقليم هؤلاء الخونة والجحوش خلال الانتخابات الأخيرة وجازاهم، فسيعيد الكرّة عشرات المرات، وليعلم هؤلاء جيداً، أن ما سيبقى أخيراً هو الخزي والعار للخونة والجحوش وكلّ من سار على دربهم، ذلك المرض المعدي والذي أصيب به إقليم كوردستان منذ ستينيات القرن الماضي!