حكمت فيدان، الشخص الذي خدم حزب العمال الكوردستاني PKK منذ تأسيسه عام 1978، تمّ اعتقاله من قبل الدولة التركية عام 1980 لدعمه وتعاونه اللامحدود للتنظيم، ذاق شتى صنوف التعذيب في غياهب سجون الأتراك، حتى كسرت أضلعه تحت وطأت التعذيب، كان السكرتير العام لحزب الشعوب الديمقراطي بداية الألفية الثانية، تمّ اغتياله في ئامد عام 2005.
تمّ اغتياله بعيار ناري في رقبته وسط أسواق ولاية ئامد، فمن الذي اغتال حكمت فيدان؟ ولماذا؟! فممّا لا شكّ فيه أن الـ PKK اغتالته، والسبب لانتقاده زعيم هذه التنظيمات عبد الله أوجلان!
استاء حكمت فيدان من مواقف الزعيم المسجون للبكك أمام الدولة التركية، فانتقدها، حذّرته PKK غير أنه لم ينفك ينتقد أوجلان، لذا قامت باغتياله بقرار من مراد قريلان، وقد صدر قرار تصفيته من قريلان في قنديل لـ ئامد، وبعد 33 سنة من الوفاء والإخلاص والخدمة والتضحية للـ PKK تمّ تصفيته جسدياً بيد جلاوزة وجلادي هذه التنظيمات، آنذاك كانت الـ PKK في تركيا تسمّى بـ (الحزب الديمقراطي الشعبي الكوردي).
التزمت الـ PKK الصمت حيال قضية اغتياله، ولم تنشر أي تصريح، وعندما أبدى الشعب غضبه واستياءه بشأن اغتياله وبعد مرور 7 أيام أصدرت الـ PKK تصريحاً أبدت فيه أسفها واستياءها بشأن مقتل حكمت فيدان!
قضية اغتيال حكمت فيدان تجسّد انعدام أخلاق ووفاء وضمير وحقيقة الـ PKK، فهي على أتمّ استعداد لتصفية من قدّم أغلى الخدمات لها بعد 33 عاماً! رفيق الدرب لهذا العمر المديد يُغتال من أجل انتقاد حقّ! علماً أنه تمّ إسكات الأفواه المنتقدة، نعم قد أنكرت الـ PKK تضلّعها بقضية اغتيال مدير آسايش معبر سرزير الحدودي (غازي صالح آليخان) أيضاً، غير أن تأريخها الدموي يكشف حقيقة غياب الوفاء والضمير من أطر هذه التنظيمات.
فكلّ من يؤمن بالتحرّر الفكري والديمقراطي ينبغي عليه معرفة التطرّف الفكري والسلطوي الذي تمارسه الـ PKK.