لماذا أعلن حزب العمال الكوردستاني مقتل ريزان جاويد بغربي كوردستان-كوردستان سوريا؟

لماذا أعلن حزب العمال الكوردستاني مقتل ريزان جاويد بغربي كوردستان-كوردستان سوريا؟

أصدرت الهيئة الداخلية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة بغربي كوردستان-كوردستان سوريا، يوم أمس، بياناً حول استهداف مسيّرة تركية لسيارة في محيط مدينة القامشلو.

كشف البيان ضحايا الغارة الجوية التركية بطائرة مسيّرة على سيارة في مدينة القامشلو، حيث تمّ الإعلان عن مقتل أحد كبار قادة حزب الحياة الحرة الكوردستاني PJAK (يوسف محمود رباني) والملقّب باسمه الحركي (ريزان جاويد).

وهذه تعتبر المرة الأولى والتي يعلن فيها حزب العمال الكوردستاني PKK عن مقتل قيادي بارز ورفيع في صفوف قادته في هجوم تركي بغربي كوردستان-كوردستان سوريا، وهناك اعتقاد سائد بأن هذا الأمر ربما يتعلق بخلافات ريزان جاويد ومشاكله ومشاحناته في صفوف العمال الكوردستاني، فـ “ريزان جاويد” كان معاقباً من قبل قادة الـ PKK منذ عام 2017، فقد مًنع من المشاركة في أية أنشطة وعمليات ونضال في شرقي كوردستان-كوردستان إيران.

من هو ريزان جاويد؟

ولد جاويد في ولاية مهاباد في كوردستان إيران عام 1979، والتحق بصفوف العمال الكوردستاني PKK عام 2003، وبعد إنهائه دورات تربوية وعسكرية للمقاتلين تمّ إرساله للعمل في صفوف حزب الحياة الحرة الكوردستاني PJAK، يتقن جاويد اللغتين التركية والكوردية اللهجة الكورمانجية، بعد انعقاد المؤتمر الأول والتأسيسي لحزب الحياة الحرة الكوردستاني يشارك جاويد نضال الحزب وأنشطته لغاية 2013، كما شارك بعدها في أعمال المؤتمر الوطني -الوحدة الوطنية- للكورد والذي كان من المقرّر انعقاده في عاصمة إقليم كوردستان أربيل، غير أن مصير جاويد بعد عام 2016 شابه غموض مريب حيث أقصي من نضال شرقي كوردستان-كوردستان إيران من قبل اللجنة التنسيقية لحزب العمال الكوردستاني PKK.

لماذا أعتقل ريزان جاويد؟

أعتقل ريزان جاويد حسب إشاعة انتشرت في صفوف التنظيم مفادها أنه قرّر الانشقاق عن صفوف تنظيمات الـ PKK نهاية عام 2016، فقد ذاع خبر في صفوف الـ PKK أن جاويد وطّد من علاقاته مع المدعو (بريار كابار) وهو من كبار الشخصيات وقادة حزب الحياة الحرة الكوردستاني المنشقّين عن صفوف الحزب، فقيل بأن جاويد أخبر بعض المقاتلين في صفوف الـ PKK في قلادزي أنه ينوي ترك صفوف التنظيم والانشقاق عنه، كما ذاع خبر آخر يثبت ارتكاب جاويد لمخالفة أخرى في صفوف التنظيم ألا وهي ارتباطه العاطفي بكادرة نسوية في صفوف التنظيم، غير أن هناك من يقول بأن الخلافات بين جاويد والتنظيم برزت عقب إبرام حزب العمال الكوردستاني PKK معاهدة مريبة مع الدولة الإيرانية عام 2011، وأن جاويد لم يقبل ما أبرمته الـ PKK من معاهدات مع الدولة الإيرانية بين عامي 2011-2012 والتي سلّمت الـ PKK إثرها العديد من القمم الاستراتيجية من جبل قنديل للدولة الإيرانية.

وتشير معلومات إلى أن جاويد اعتقل من قبل الـ PKK عقب هذه الأحداث، غير أنها وبين عامي 2016-2017 أرغمت على إطلاق سراحه وتحريره نتيجة ردود أفعال غاضبة وتحت ضغط الراي العام بشرقي كوردستان-كوردستان إيران، فأطلقت الـ PKK سراح ريزان جاويد واستضافته في برنامج تلفزيوني وأظهرته للشعب، وكلّف من خلال البرنامج بالوقوف موقف العداء من إقليم كوردستان والحزب الديمقراطي الكوردستاني والإساءة إليهما على الهواء!

بعدها لم يتمّ إرسال جاويد للعمل الحزبي والنضال في شرقي كوردستان، وبعد انتهاء عملية اعتقاله، يقيم جاويد في المعهد المركزي لكوادر الـ PKK، عام 2019 يتمّ توجيه جاويد للعمل في صفوف قوات الدفاع الشعبي HPG، فيقيم في الأكاديمية التربوية لهذه القوات، غير أنه يتعرّض لمضايقات وضغوطات جمة هناك، بعدها وفي عام 2020 يتمّ إرساله لكوردستان سوريا، فيشغل جاويد منصباً في الهيئة القيادية لوحدات حماية الشعب YPG في روجآفا ويشارك في النضال التربوي وغيره هناك.

المفاوضات مع أمريكا…

كان جاويد يدير شؤون غربي كوردستان-كوردستان سوريا لا شرقي كوردستان-كوردستان إيران، كما أن اسماً مثل ريزان جاويد قد غاب منذ فترة طويلة على وسائل إعلام الحزب، ما اثار حفيظة أتباع وكوادر الـ PKK بشرقي كوردستان-كوردستان إيران، فكانوا يتساءلون عن جاويد وأسباب غيابه وبالأخص في وقت حسّاس كهذا يحتاج فيه التنظيم إلى أية أسماء بارزة في جبهة المقاومة والنضال! وكيف لم يكلّف بأية مهمّة أو واجب في هذا الظرف الحساس؟! بمعنى أن الـ PKK كانت في موضع الشكوك والاتهامات حول ريزان جاويد، وهذا ما يثبت أن جاويد كان تحت الرقابة السلبية للـ PKK…

لهذه الأسباب وغيرها، أرغمت الـ PKK على الإعلان عن مقتل جاويد في ضربة جوية تركية على غربي كوردستان فوراً على خلاف عادتها بشأن غيره من قادة الـ PKK، وذلك للحؤول دون التحليلات والتقييمات المتباينة، كما أن هناك معلومات تؤكّد أن ريزان جاويد شارك في عدّة لقاءات واجتماعات مع الجانب الأمريكي باسم حزب الحياة الحرة الكوردستاني PJAK، وهذا ما دفع بالعديد من الأطراف السياسية إلى الاعتقاد بأن الـ PKK ستستفيد من الحادث بكافة الأشكال.

يُذكر، أن يوسف محمود رباني والمعروف باسمه الحركي “ريزان جاويد” لقي مصرعه في ضربة جوية تركية بطائرة مسيّرة استهدفت سيارته في حيّ الصناعة بمدينة قامشلو في 2022/8/6.

مقالات ذات صلة