أعلن سيامند معيني، رئيس حزب الحياة الحرة الكوردستاني “PJAK” النسخة الإيرانية لحزب العمال الكوردستاني PKK، استعداد حزبه للتعاون والتنسيق مع الحكومة الإيرانية إذا ساءت الأوضاع في شرقي كوردستان-كوردستان إيران، والقيام بمهمّة حماية المدن الكوردستانية وعدم السماح لأية قوة بإخضاعها لسيطرتها.
معيني قال في تصريح له، وفق ما نقل موقع (Nerina Azad) “إذا ساءت الأوضاع في إيران، فإن PKK مستعد للتنسيق مع الحكومة الإيرانية بهدف الدفاع عن المدن الكوردستانية وعدم السماح بسيطرة القوى الأخرى عليها”.
هذا وتصريح الرئيس المشترك لحزب الحياة الحرة الكوردستاني، معيني، خلّف وراءه ردود أفعال وتقييمات متباينة، فـ “معيني” لم يقم سوى بكشف حقيقة سياسة حزب العمال الكوردستاني PKK وقيامه منذ أعوام بحماية النظام الإيراني ومحاربة الحركة التحرّرية الكوردية بما أوتي من قوة، غير أنه وللأسف الشديد فإن القوى والأحزاب والحركات الكوردستانية في إيران تجاهلت هذه الحقيقة الساطعة ولم تتحرّى حقيقتها في محاولة منها لتضييق هوة الخلافات والمشاكل بين الأحزاب الكوردستانية.
فكما هو واضح أن حزب العمال الكوردستاني PKK على أتمّ الاستعداد لممارسة دوره المكلّف به في شرقي كوردستان-كوردستان إيران، ذلك الدور والمهمة التي كلّف بها في غربي كوردستان-كوردستان سوريا، فهو على أتمّ الاستعداد لحماية نظام الملالي كما حمى ودافع عن نظام الأسد في سوريا، بمعنى أن الوضع الكارثي والمأساوي الذي ابتلي به المجلس الوطني الكوردي في سوريا (ENKS) في روجآفا بانتظار الحركة التحرّرية الكوردية في شرقي كوردستان-كوردستان إيران وعموم الأحزاب السياسية المعارضة لسياسة الـ PKK.
وكما تحالف الـ PKK وتكاتف مع ميليشيات الحشد الشعبي في شنگال، وعادى وحارب بيشمركة كوردستان والحزب الديمقراطي الكوردستاني وعموم الحركة التحرّرية الكوردية، وأصبح حارساً حامياً لمصالح الدولة العراقية وحكومة بغداد ومحارباً لها قي محاولة استقطاع شنگال وغيرها من المناطق الكوردستانية من إقليم كوردستان.
وها هي هذه التنظيمات المعادية لكلّ ما هو كوردي تبدي استعدادها لحماية نظام الملالي وقمع الصوت الكوردي في كوردستان إيران.
ورغم أن هذه التنظيمات تندّد في بعض الأحيان وتدين حادث اغتيال الفتاة الكوردية ژينا أميني، وتنظّم بعض التظاهرات إلا أن كلّ ذلك مدرج ضمن ضغوطات الرأي العام، ولهذا نراها تقترب من هذه الحداث بحساسية بالغة.
فقد اعتادت الـ PKK وقادتها على الكشف عن سياسة الحزب وعدم المبالاة بالراي العام الكوردستاني، إلا أن الأحزاب الكوردستانية وعموم الحركات والقوى الكوردية تتجنّب فهم هذه الحقيقة وتتجاهلها عمداً في محاولة منها لردم هوة الخلاف والشقاق بين الكورد، ممّا جلعت تنظيمات الـ PKK تتمادى في غيّها، وفي الجانب الآخر حاولت بعض القوى والأطراف الداخلية الكوردية استغلال الـ PKK واستثمارها واستخدامها كورقة ضغط عند الحاجة إلا أن العملية هذه لم تكن إلا خداعاً وتضليلاً لهذه الأطراف والقوى لنفسها ممّا جعلتها فريسة في مصيدة سياسة الـ PKK يصعب النجاة منها إن لم يكن مستحيلاً.
لهذا، ينبغي على الأحزاب والحركات الكوردية في شرقي كوردستان-كوردستان إيران فهم هذه الحقيقة من الآن، والتحرّك بحذر شديد واتّخاذ الإجراءات المسبقة لعدم الوقوع في هذه المصيدة، وعليها جميعاً تبنّي موقف مشترك وموحّد ضد هذه التنظيمات لئلا تقع فيما وقعت فيها أخواتها في روجآفا.
فالـ PKK تعادي عموم المنجزات والمكتسبات الوطنية للكورد تحت اسم الكوردستانية ودعوى الكوردايتي، وهذا ما أصبح أخطر تهديد يهدّد تحقيق المطالب والوطنية المشروعة للكورد في العديد من المناطق الكوردستانية، وروجآفا خير دليل على ما نقول.