الكشف عمّن يقف وراء الأنشطة الأخيرة ضد البكك في محافظة السليمانية
خلال الآونة الأخيرة، ارتكبت العديد من الأنشطة والممارسات بحق العديد من كوادر البكك ومسؤوليها وقيادييها في محافظة السليمانية بإقليم كوردستان، كعمليات القتل والتصفية واستهدافهم ومنازلهم بالتفجيرات والقنابل اليدوية، وهذا ما خلق جواً مشحوناً بالاتهامات المتبادلة، علاوة على إشعاله نقاشات حامية بين الشعب الكوردي في إقليم كوردستان على وجه الخصوص.
وسيحاول موقع “داركا مازي” في هذا التقرير، الكشف عن حقيقة ملابسات سلسلة العمليات والممارسات والاستهدافات المنظّمة ضد كوادر ومسؤولي حزب العمال الكوردستاني بكك في محافظة السليمانية بإقليم كوردستان، وإماطة اللثام عنها أمام الشعب الكوردي والرأي العام الكوردي وخصوصاً الشعب الكوردي في إقليم كوردستان.
فوفق المعلومات الخاصة والتي استطاع موقعنا “داركا مازي” من الحصول عليها من مصادره الخاصة في محافظة السليمانية بإقليم كوردستان، أنه خلال الـ 6 أشهر الأخيرة، مورست العديد من العمليات المخابراتية البالغة الدقّة ضد البكك وقيادييها وكوادرها وأعضائها وأنصارها في محافظة السليمانية، وأن هؤلاء الكوادر ومسؤولي البكك هم ممّن استقرّوا في السليمانية في عهد “لاهور شيخ جنكي” وبقراره، وتمّ تهيئة أماكن سكن لهم، إلّا أن تحقيقات مديرية الأمن العامة في محافظة السليمانية بصدد هذه الأعمال والأنشطة والممارسات كشفت عن ضلوع عدد من أعضاء تنظيمات البكك نفسها في ارتكاب هذه الجرائم والأنشطة التي حدثت في المدينة.
مثال ذلك:
في نيسان عام 2022 (4/2022) تمّ إلقاء عدد من القنابل اليدوية في فناء أحد المنازل في حيّ (إبراهيم أحمد) والذي يقطن فيه عدد من مسلّحي البكك، وبعد التحقيقات التي قامت بها مديرية الأمن العامة في محافظة السليمانية، ألقت القوات الأمنية في المدينة القبض على كلّ من (شوخان محمد حامد، ساكو سمكو محمد، جينر شيركو عبد الرحمن، وائل عبد الله كلي، ألند طيب أحمد، سلمان داود إلياس ومحمد نوروز) وكلّهم أعضاء في “حركة الحرية” التابعة لحزب العمال الكوردستاني بكك في محافظة السليمانية، وتمّ توثيق قيامهم بالجرم المشهود بالأدلة والبراهين.
وقد أكّدت التحقيقات التي أجرتها آسايش مدينة السليمانية أن تلك الأحداث وهؤلاء الفاعلين لم تكن تربطهم أية علاقة بالمخابرات التركية MIT، بل كانت لهم علاقات مع مخابرات البكك في قنديل، وأنهم مارسوا تلك الأعمال والأنشطة بأوامر من قنديل، وحسب معلومات موثّقة أنه تمّ إطلاق سراح جميع المذكورين بكفالة في آب 2022.
بعد اغتيال ناكهان أكارسال في 2022/10/4 في حيّ بختياري بمدينة السليمانية، ألقت القوات الأمنية في السليمانية القبض على شخص يدعى (كارمند كمال نور الدين) وهو عضو في منظمة (فژين للشبيبة) التابعة للبكك، وبعد التحقيقات ثبتت أنه لا تربط هذا الشخص أية علاقات بالمخابرات التركية MIT، بل على العكس عمل في مجال المخابرات البككية في قنديل وأن القرار صدر من قنديل، ورغم أن هذا الشخص لم يعترف لغاية الآن بارتكابه جريمة اغتيال ناكهان أكارسال إلّا أنه اعترف بتعاونه مع القاتل.
ووفق المعلومات الخاصة لموقعنا “داركا مازي” كذلك، أن القوات الأمنية في محافظة السليمانية عثرت على مقاطع وتسجيلات صوتية في موبايل هذا الشخص لاجتماعات سرية للبكك في محافظة السليمانية، وأن هذه الأدلة ما زالت بحوزتها.
يأتي هذا في الوقت الذي يتّهم في حزب العمال الكوردستاني بكك الأحزاب الكوردستانية في إقليم كوردستان وعلى رأسها الحزب الديمقراطي الكوردستاني-البارتي بالوقوف وراء مقتل عدد من كوادر وتنظيمات البكك في السليمانية، واتّهامها بإعطاء المعلومات للدولة التركية، غير أنه ووفق التحقيقات التي أجرتها مديرية الأمن العام – الآسايش- في المحافظة، ووفق الأدلة التي حصلت عليها أن الفاعل لهذه الأعمال والممارسات ومن يقف وراءها هو حزب العمال الكوردستاني البكك نفسه، وأن الهدف الرئيسي لقيامه بهذه الجرائم والأعمال والممارسات هو تشويه صورة حكومة إقليم كوردستان واتهامها والأحزاب السياسية الكوردستانية في إقليم كوردستان بالتعاون مع الدولة التركية المحتلة، والقيام بعملية تصفية حسابات واغتيال كوادرها، كلّ ذلك من أجل نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في الإقليم.