شنّت كلّ من تركيا وإيران المحتلّتين لجزء من كوردستان، هجمات متزامنة وعنيفة على جزأين من كوردستان، كوردستان سوريا-غربي كوردستان وإقليم كوردستان المتمتّع بالحرية من بين كافة أجزاء كوردستان.
بدأت هذه العمليات بعد أيام قليلة من محادثة هاتفية بين وزيري داخلية تركيا وإيران، تلك المكالمة التي أكّد فيها الوزيران على العدوّ المشترك لهما، كما شدّدا عل الصراع والحرب المشتركة لهاتين الدولتين ضدّ هذا العدوّ المشترك! وما حصل هو أنه وبعد يومين من هذه المكالمة، شنّت تركيا عملية جوية ضد عموم غربي كوردستان والمناطق الحدودية لإقليم كوردستان بحجة تواجد مقاتلي حزب العمال الكوردستاني بكك فيها، بينما شنّت إيران عملية جوية مكثّفة بالطائرات المسيرة -بدون طيار- والقصف الصاروخي لمناطق واسعة من عاصمة إقليم كوردستان ومحافظة السليمانية بحجة تواجد مقار الأحزاب الكوردية المعارضة لطهران!
تأتي هذه الهجمات في وقت يواجه فيه كلا النظامين أزمات داخلية كبيرة في بلديهما، في شرقي كوردستان-كوردستان إيران وباقي المدن الإيرانية، اندلعت انتفاضة خطيرة ضدّ نظام الحكم المتمثّل بسلطة الملالي، وذلك منذ شهرين، ولم يمرّ يوم دون تظاهرات واحتجاجات شعبية عارمة من قبل الشعب، وقمع وقتل للناس من قبل القوات الأمنية لهذا النظام.
أمّا في تركيا، استحوذ الضغط السياسي على الحقوق والحريات الأساسية والأزمة الاقتصادية التي خنقت الشعب التركي والكوردي في تركيا وكوردستان تركيا، وبسبب ذلك تتناقص أصوات حكومة حزب العدالة والتنمية يومًا بعد يوم. وبحسب نتائج العديد من استطلاعات الرأي الأخيرة، فإن الأمر خطير إذا فقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سلطته التاي دامت لمدة 20 عاماً.
وبالضبط في هذه المرحلة الحرجة، قصفت تركيا كلا الجزأين من كوردستان من عفرين إلى قنديل بذريعة حزب العمال الكوردستاني بكك وأجنحته السورية من وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية، وبعد ذلك بيوم، أطلقت إيران صواريخ على قضاء كويه ومخيّم للاجئين الكورد الإيرانيين في محيط العاصمة أربيل.
وكما أشرنا أعلاه، أن هذه العمليات المتزامنة شرعت بعد أيام قليلة من المكالمة الهاتفية بين وزيري داخلية تركيا وإيران.
وبحسب إعلان الوكالة شبه الرسمية للنظام الإيراني (ISNA) أن إيران ندّدت بالتفجير الذي وقع في إسطنبول، كما أدانت تركيا التظاهرات في إيران، خلال تلك الاتصال الهاتفي!
وأكد الوزيران على تطوير وتوسيع العلاقات بينهما في المنطقة، وقالا إن إيران وتركيا لديهما عدوّ مشترك، وبالتالي فإنهما بحاجة إلى حرب مشتركة ضد الإرهاب!!
وكان رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، حاضراً أيضًا خلال تلك المحادثة الهاتفية، وذكر أن الأمن المتبادل بين البلدين هو في مصلحتهما ومصلحة المنطقة!
هذا، وتركيا وإيران هما البلدان المتنافسان الرئيسيان في المنطقة، ولديهما حروب وصراعات تأريخية، ولكن مع كلّ الصراعات الكبيرة ورغم كلّ الخلافات العميقة بينهما، فعندما يتعلّق الأمر بالكورد فإن هذين البلدين ينسيان كلّ مشاكلهما، ويتحالفان معاً في مهاجمة الكورد!