دلباك كوردستاني
تحت مانشيت عريض خادع ومضلّل على قدر عرضه وطوله، أعلنت تنظيمات حزب العمال الكوردستاني بكك، أنه في نهاية المطاف ستنتصر الگريلا!
يبدو أن هذه التنظيمات الكوردية اسماً فقط، تجهل أو تتجاهل أن الشعب الكوردي بات يعرف كنهها، حقيقتها، أهدافها، أجندتها، وكلّ ما يتعلّق بقضية توظيفها وعمالتها للمحتلّ في أمرين أساسيين:
أحدهما: جرّ العدو المحتلّ لاحتلال المزيد من أراضي كوردستان.
ثانيهما: إراقة المزيد من دماء أطفال الكورد البريئة على يد قوى الاحتلال.
عندما رأيت هذا العنوان البارز والعريض (في نهاية المطاف ستنتصر الگريلا) ظننت أن البكك قد ألحقت خسائر فظيعة لا تُعدّ ولا تُحصى بدولة الاحتلال التركي، وأنها باتت تنتفض في كبرى المدن الكوردستانية في شمالي كوردستان-كوردستان تركيا، إلّا أن ظنّي خاب كالعادة، فما رأيت سوى مقطع فيديو لطفلة كوردية في جبال كوردستان، سُلبت منها طفولتها البريئة، وجنّدت في صفوف مقاتلين عبر خطفها وقتل طفولتها في بكرة أبيها! نعم طفلة استنطقت بكلمات أكبر من عمرها مرّات ومرات، حول فلسفة آبوجية يختبئ المتغنّون بها وراء جثث الأطفال ودمائهم الزكية الطاهرة!
نعم، كنت آمل أن أرى طفلة صغيرة مثلها تتحدّث عن آمالها في أن تصبح طبيبة أو مهندسة أو معلّمة أو محامية أو… إلّا أن ظني ما زال خائباً ويخيب على الدوام تجاه هؤلاء…
نعم، كنت آمل أن اسمع منها قصة (فلة والأقزام السبعة) ولكن للأسف الشديد، سمعت منها قصّة قائد مهزوم ودمى تردّد صدى فلسفة لا يدرون كنهها…
نعم، كنت آمل أن أرى هذه الطفلة تدلّ والديها على طريق مدرستها على خريطة كوردستان… غير أني ما رأيته أنها تتحدّث عن خواكورك والزاب وآفاشين ومتينا… تلك المناطق التي أصبحت جحيماً لا يطاق بالنسبة لشباب الكورد وأطفالهم في صفوف هذه التنظيمات!
نعم، كنت آما وآمل إلا أن آمالي ذهبت أدراج الرياح… عندما سمعت صدى حديث قادة البكك يخرج من فمها، ذلك الحديث الذي ما زلت اسمعه منذ نعومة أظافري، أن الجيش التركي ليس لديه القدرة على مواجهة نضال وإرادة الگريلا! وأن الگريلا ستنتصر في هذه الحرب!!
تساءلت نفسي… هل يعقل أن تعتقد هذه التنظيمات أن الشعب الكوردي بهذا المستوى من الغباء والجهالة أن يصدّق أن هذا كلام طفلة صغيرة بريئة كـمن أسماها البكك باسم مستعار (تكوشين فدا)؟!!
لنسمع ما أوردته وكالة فرات للأنباء التابعة للبكك، على لسان هذه الطفلة البريئة…
“أوضحت كريلا وحدات المرأة الحرة، تكوشين فدا، بأن هنالك نضال ومقاومة عظيمتين في خاكورك، وزاب، وآفاشين، ومتينا والمناطق الأخرى، وقالت إن الإرادة التي برزت في خنادق القتال تعاظمت بشكل كبير، ويتصرف كل واحد من رفاق دربنا من خلال فلسفة القائد أوجلان ويستلهمون القوة منها، وكل واحد من رفاق دربنا يتخذ من هذه الفلسفة أساساً له، ويحاربون دون التنازل عن ثقافة وأخلاقيات حزب العمال الكردستاني، وسننتصر في هذه الحرب، بفضل جهود القائد أوجلان والشهداء؟!!”.
تساءلت نفسي… كيف لأناس سمح لهم ضميرهم أن يجلبوا طفلة كوردية بريئة كهذه للجبال، وإقناعها أن وحشية دولة الاحتلال التركي ستنهار على أيدي أمثالها؟!!