صرح عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكوردستاني (PKK) دوران كالكان، في آخر ظهور إعلامي له، وبصريح العبارة، أن تنظيماتهم ستقوم بإخلاء منطقة العملية العسكرية “المخلب-القفل” (الزاب وآفاشين) للعساكر الأتراك والدولة التركية المحتلّة!
خلال مشاركته في برنامج خاص على فضائية (Medya Haberê) البككية، قيّم عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكوردستاني (PKK) دوران كالكان، الأحداث الجارية على الساحة الكوردستانية، وبالأخص هجمات الدولة التركية على غربي كوردستان-كوردستان سوريا وإقليم كوردستان، وتنبّأ باندلاع معارك شرسة بينهم وبين الدولة التركية، منوّهاً إلى أنه إذا “نفّذت تركيا عملية جديدة، فستكون ضدّ الزاب وآفاشين…!”.
أيا تُرى: ما دلالة تصريحات دوران كالكان؟
البكك ومنذ عقود، وبالأخص خلال السنوات العشر الأخيرة، سلّمت العديد من المناطق الكوردستانية من إقليم كوردستان للدولة التركية المحتلة تحت غطاء المقاومة والثورة وما شابهها من المصطلحات المنتهية الصلاحية، بعدها انتقلت إلى مرحلة العلن، حيث شرعنة توغّل جيوش الأتراك وعساكرهم، واحتلالهم للعديد من المناطق الاستراتيجية في إقليم كوردستان، تلك المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة البكك منذ ثلاثة عقود (30 عاماً) فانسحبت من هذه المناطق الاستراتيجية والبالغة الأهمية، وأخلتها للدولة التركية، وها هي اليوم على مشارف المدن والبلدات المكتظة بالسكان في الوقت التي كانت تدير حرباً قبل عقود في المناطق الحدودية.
وها هو كالكان يصرّح اليوم معلناً: “العملية التي تنتظرنا، ستندلع معارك شرسة وصعبة، إذا ما نفّذت الدولة التركية هجوماً فسوف تهاجم خطوط الزاب وآفاشين!” فهذا الكلام إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أن البكك أنهت خططها وتحضيراتها، وأنها ستقوم بمعارك مزيفة واشتباكات شكلية، بعدها ستنسحب من هذه المناطق وتخلوها للعساكر الأتراك كما فعلت خلال العامين المنصرمين عندما أخلت مواقعها في قمم جبل كيسته وعشرات القرى ضمن منطقة برواري بالا، وأعالي قمم خامتير… وأهدتها للدولة التركية على طبق من ذهب، وكما فعلت في السابق بحق جبل شكيف وخواكورك، وما فعلته قبل أشهر بحقّ جبل كورزار (كوري جهرو) المطلّ على ناحية شيلادزي…
فتنظيمات البكك وقبل إخلائها لأية منطقة كوردستانية وتسليمها للدولة التركية، تمهّد الأرضية وتهيّء الظروف لهذه العملية، فقبل كلّ شيء يظهر قادة البكك أمثال مراد قره يلان ودوران كالكان ومصطفى قره سو على شاشات البكك وفضائياتها، ويقدّمون تقييماتهم وتحليلاتهم العسكرية، ويحذّرون من المخاطر التي تنتظرهم! بعدها، عندما يهاجم الأتراك يظهرون مجدّداً على وسائل إعلام تنظيماتهم ويحيّون المقاومة المزيّفة التي تبديها هذه التنظيمات، وأن الحرب التي تدور رحاها في الزاب هي حرب البقاء أو الموت… وبعدها وبعد مرور ثلاثة أيام فقط ينسحبون من تلك المنطقة بكلّ هدوء ويهدونها للعساكر الأتراك على طبق من ذهب، وتختفي البكك من التواجد في تلك المنطقة بشكل تام، باختصار، هي حرب عبثية شكلية مزيّفة، هدفها التضحية بدماء المئات من أطفال الكورد وشبابهم، والفرار بعدها والنجاة بحياتهم، هذا ما تفعله البكك لا غير، وما تقوم به من معارك شكلية واشتباكات سطحية إنّما لتستطيع بعدها تبرير فعلتها الشنيعة من انسحاب وعمالة… نعم، لكي تدّعي فيما بعد أنها حاربت وقاتلت وقدّمت شهداء… غير أن الحقيقة الوحيدة هي أن اتفاقية إخلاء تلك المناطق وتسليمها للأتراك أبرمت قبل بدء المعارك والهجمات، ووراء الأبواب المغلقة…
أنظار تركيا على إقليم كوردستان أكثر من غربي كوردستان-كوردستان سوريا…
يصرّح كالكان لفضائية (Medya Haberê) البككية: “في العملية التي تنتظرنا، ستندلع معارك شرسة وصعبة، هل ستمتد هذه الحرب إلى روج آفا كوردستان أم لا؟ ستقرّر حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بشأن هذا الأمر. إذا تمكنت تركيا من شنّ هجوم جديد، فسوف تهاجم خطوط الزاب وآفاشين…” الحق أن هذا الكلام إنما هو اعتراف مباشر وصريح ومسبق للبكك أن خط الزاب وآقاشين ستحذو حذو قمم جبل كيسنه وكورى جهرو (كورزار) وتضيع على غرارها…
يلقي دوران كالكان هذا الخطاب الانهزامي في وقت تهدّد فيه تركيا باستمرار عملية ضد غربي كوردستان-كوردستان سوريا، ولكن وفقًا لمسؤول حزب العمال الكوردستاني هذا، فإن تركيا موجودة بالفعل في إقليم كوردستان أكثر من غربي كوردستان-كوردستان سوريا.
هذا، وقد بدأ الجيش التركي بأكبر عملية عسكرية في منطقة الزاب منذ 18 نيسان الماضي، وما زال يوسّع نطاق عملياته حتّى مع اقتراب فصل الشتاء وسوء الأحوال الجوية في المنطقة.
هذا، وقد أخلت البكك عام 2020، أكثر المواقع الاستراتيجية في إقليم كوردستان للعساكر الأتراك والدولة التركية المحتلة وفق مخطّط قذر ومؤامرة دنيئة، وسلّمتها لتركيا وفق 4 مراحل، وها هو الحزب التركي يقدم على تسليم مناطق استراتيجية أخرى الزاب وآفاشين… وها هي خط الزاب وآفاشين يدخل هذه المؤامرة الدنيئة والمخطّط القذر كمرحلة خامسة ولكن ليست بالأخيرة…