تقوم تنظيمات حزب العمال الكوردستاني بكك، ومناضلو وكوادر وأعضاء الحزب، بحشد أهالي شنگال وتأليبهم ضدّ أمير الإيزيديين مير (حازم تحسين بك) وذلك عبر نشر الأكاذيب والافتراءات والإشاعات بين الشعب الإيزيدي وأهالي شنگال.
ففي الآونة الأخيرة، صعّدت البكك من وتيرة عداوتها وسقف أكاذيبها وافتراءاتها وإشاعاتها حول شنگال عن طريق ماكيناتها الدعائية في خضمّ مؤامرة خطيرة ومخطّط مظلم، فيتمّ اعتقال الأبرياء ونزع اعترافات منهم حول ضلوعهم في أعمال التجسّس تحت سوط التعذيب وبالقوة والإكراه، ونشر العداوة والبغضاء بين المجتمع الإيزيدي بهدف تفكيكه وتأليبهم على بعضهم البعض.
وقد شرعت البكك الآن، بشنّ حملة تشويه وإساء ضدّ أمير الديانة الإيزيديين مير حازم تحسين بك، فقامت هذه التنظيمات بمحاولة تحريف مجرى الأحداث الأخيرة، وتزييف الأنشطة التي قام بها أمير الإيزيديين من أجل تعريف الإيزيديين للعالم، ونزع الاعترافات الدولية بالمجازر والإبادات الجماعية التي ارتكبت بحق المكوّن الإيزيدي من الشعب الكوردي، وزعمت هذه التنظيمات أن ما قام به أمير الإيزيديين يسيء إلى المجتمع الإيزيدي والإيزيديين عموماً، فضلاً عن نشر ما يسيء إلى الجانب الشخصي لأمير الإيزيديين وعائلته وتشويه صورتهما أمام أنظار الإيزيديين.
فقامت بنشر صور لأردوغان وأمير الإيزيديين خلال مباحثاته واجتماعاته الدبلوماسية، وتجميع الصورتين ونشر مفهوم مضلّل مفاده أن أمير الإيزيديين يقوم بخدمة الأتراك المحتلّين، وأسّست البكك مجلساً دينياً باسم (مجلس رجال الدين الإيزيديين) وتحاول فصل الإيزيديين عن ديانتهم ومعتقداتهم وتفكيك المجتمع الإيزيدي من وراء هذا المجلس الدخيل على الديانة الإيزيدية.
البكك تحاول فصل المجتمع الإيزيدي في شنگال عن لالش
المجتمع الإيزيدي كعموم المجتمعات البشرية لا يخلو عن انقسامات ومشاكل وخلافات داخلية، فهناك اختلافات وخلافات بين المجتمع الإيزيدي في كلّ من بعشيقة-شيخان من جانب، وشنگال في الجانب الآخر، فالمنطقتان مختلفتان جغرافياً وبعيدتان عن بعضهما البعض، وتعداد الإيزيديين في شنگال بإقليم كوردستان أكثر من تعدادهم في شيخان-بعشيقة، إلّا أن غالبية معابدهم ومقدساتهم تتواجد في منطقة شيخان، وكذلك تختلف الظروف الاقتصادية لخط شيخان-بعشيقة عن المجتمع الإيزيدي في شنگال، فحالتهم الاقتصادية أفضل من شنگال لقربها من مدن وبلدات إقليم كوردستان، فضلاً عن تواجد محل إقامة أمير الإيزيديين في شيخان، هذا الوضع طغى قديماً على نقاشات أهالي شنگال، إلّا أنه لم يتطوّر إطلاقاً ليصبح محل خلاف وتفرقة بين المجتمع الإيزيدي والإيزيديين، وخصوصاً عندما يتعلّق الأمر بقبلة الإيزيديين وأعظم مقدساتهم (معبد لالش) من حيث القدسية والاحترام.
بعد يأسها من نفع الإيزيديين… لجوء البكك للغة التهديد وإحاكة المؤامرات…
منذ عام 2015، تحاول البكك حشد الإيزيديين حول منظومتها بشتى الوسائل والطرق، وعندما أدركت عقم مخطّطها هذا وفشلها وضياع كافة محاولتها وذهابها أدراج الرياح، حاولت استغلال بعض المشاكل والخلافات الاجتماعية الداخلية بين أبناء هذه الديانة لاستقطاع جزء من هذا المكون الكوردي الأصيل وفصله عن الأصل وحشده حول منظومتها الدخيلة، وهي تحاول اليوم فصل إيزيديي شنگال عن معبد لالش وخلق مشاكل عقدية دينية بين المجتمع الإيزيدي، وتعميق الخلافات المتواجدة بين الإيزيديين.
فالبكك ومنذ 2015 تمارس هذه السياسة بسرّية تامة وفي صمت مطبق، وعندما أدركت أن بقاءها في شنگال لن يدوم طويلاً دون تحقيق هدفها هذا، وبالأخص بعد الجهود والمحاولات الدولية والغربية منها على وجه الخصوص (الولايات المتّحدة الأمريكية وأوروبا) وإصرار المجتمع الدولي على تنفيذ بنود اتفاقية شنگال بين الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان، فالوضع الحالي دبّ الرعب في عمق هذه التنظيمات.
فالبكك تحاول إدامة الوضع المضطرب والمأساوي الهشّ في شنگال، وتحاول جاهدة عدم عودة الاستقرار والأمن للمدينة المنكوبة لئلا تفقد نفوذها وتخسر سطوتها الميليشاوية على المدينة والمنطقة، لهذا أسرعت في تنفيذ سياستها القذرة هذه الرامية لتوسيع هوّة الخلاف بين المجتمع الإيزيدي، فبدأت بالشروع في مخطّطها القذر ومؤامرتها النتنة، فصنعت جبهة معادية لأمير الإيزيديين مير حازم تحسين بك، علماً أن أمير الإيزيديين معروف بمواقفه الثابتة أمام القوى والأطراف التي كانت وما زالت تحاول زعزعة استقرار شنگال، وأنه لم ينخرط في الأمور الحزبية والسياسية لكونه كان يعيش في أوروبا، وأنه متمكّن في التحدث باللغة الأجنبية، وأن له تأثيراً كبيراً في العديد من الأوساط وعلى المؤسّسات الدولية وبالأخص في ألمانيا، ورغم عموم ممارسات البكك لم يبدي أمير الإيزيديين أية مواقف معادية للبكك ولكنه في الوقت نفسه لم يقع في مصيدة هذه التنظيمات أو تحت تأثيراتها ولم يخضع لها، بل على العكس وقف أمام مشروع البكك الرامي لتقسيم وتجزئة المجتمع الإيزيدي، فالبكك لم تتمكّن لغاية اليوم من جذب أمير الإيزيديين لصفوفها، وهي تعرف حق اليقين أن أمير الإيزيديين لا يقبل بهذه التنظيمات وممارساتها، ولهذا تبذل كافة جهودها لتأطير وتحجيم دور أمير الإيزيديين وسط أبناء الديانة الإيزيدية والمجتمع الإيزيدي على وجه العموم، وتبذل قصارى جهدها لإبعاد الشعب الإيزيدي عن معبد لالش النوراني.
البكك تهدّد أمير الإيزيديين…
توجّه البكك تهديداتها لأمير الإيزيديين عن طريق مجلسها المصطنع باسم (مجلس رجال الدين الإيزيديين) وتسخّر البكك وتستخدم هذه الثلة المغرّر بها من الإيزيديين لخلق الفتن بين المجتمع الإيزيدي، كما تقوم بتهيئة الأرضية الخصبة لإنماء هذه الفتن والارتقاء بها إلى مرحلة يصعب السيطرة عليها وتجاوزها، كلّ ذلك بالتنسيق مع المجالس التي صنعتها هذه التنظيمات باسم مجالس الشعب الوهمية… فتقوم بتوجيه هذه المجالس المصطنعة بالوقوف بوجه أمير الإيزيديين ومحاربته، ونشر الإشاعات اللاأخلاقية عن أمير الإيزيديين، حيث توهم أهالي شنگال بأن أمير الإيزيديين لا يهتمّ بأموركم وأنه متواطئ مع الاحتلال، وأنهم يعملون من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية! وأنهم لا يطالبون بفصلكم عن إقليم كوردستان!!
وتأتي ممارسات البكك هذه ضدّ أمير الإيزيديين والضغوطات التي تمارسها عليه، بهدف استحصال بعض التعويضات المادية منه، ولهذا تمّ توجيه العديد من التهديدات له، وقد تعرّض أمير الإيزيديين وما زال يتعرّض للعديد من مضايقات البكك.
فالبكك أحاكت عموم هذه المؤامرات والمخطّطات الشريرة من أجل إشعال فتيل الحروب والفتن والاقتتال الأخوي بين أبناء الديانة الإيزيدية، وممّا لا شكّ فيه أن هذه الممارسات ستترك آثاراً سلبية بين المجتمع الإيزيدي وأبناء الديانة الإيزيدية في قضاء شنگال وأطرافها، وأن هذه المناطق ستغرق في أتون فتن ظلماء دامسة…