البكك تقتل شاباً إيزيدياً بشكل وحشي

البكك تقتل شاباً إيزيدياً بشكل وحشي

قامت تنظيمات حزب العمال الكوردستاني بكك، بقتل شاب إيزيدي يُدعى (جيا) بأسلوب وحشي، حيث أطلقت رصاصتين عليه، إحداهما انغرزت في قلبه بينما الرصاصة الأخرى اخترقت راسه!

كشفت مصادر موقع “داركا مازي” أن شاباً إيزيدياً يدعى (جيا بوتان 21 عاماً) قتل على يد مسلّحي البكك بدون سبب، والبكك من جانبها وللتغطية على الحادث، أخبرت رفاقه ومن يسأل عنه أنه نُقل إلى غربي كوردستان-كوردستان سوريا!

وكما أن موقعنا “داركا مازي” قد كشف الغطاء عن مئات الجرائم الوحشية لهذه التنظيمات ضدّ الشعب الكوردي، والمكوّن الإيزيدي خصوصاً، فكذلك استطاع هذه المرّة الحصول على ملابسات هذه الحادثة المأساوية، والقصة الكاملة والتفاصيل الدقيقة حول مقتل الشاب الإيزيدي (جيا) على يد جلاوزة البكك وجلاديها.

من هو جيا بوتان؟

جيا بوتان، لقب لمقاتل في صفوف البكك، شاب إيزيدي، من مواليد 2002، من أهالي مجمّع (بورك) بقضاء شنگال، شاب طويل القامة قوي البنية، بحيث كان قادة البكك يخشونه ويحسبون له حساباً خاصاً من بين رفاقه، لهذا، كان يُعرف بين زملائه ورفاقه باسم (هوفو-).

كانت له أخت صغيرة، ودائماً ما كان يُعرض صور أخته الصغيرة على رفاقه المقرّبين، ويقول (أنا وأختي وحدنا، أحبها كثيراً، وأشتاق إليها جدّاً، ولكن هؤلاء لا يسمحون لي بالذهاب لرؤية أختي واحتضانها، فأمي مسؤولة في البكك، وتتلقّى عائلتي مبلغ 1700-2300 دولار شهرياً من البكك).

أين ومتى انخرط جيا بوتان في رفوف البكك؟

عام 2017، ونتيجة تأثير كوادر البكك الذين كانوا يتردّدون كثيراً على منزل جيا، ويعقدون الاجتماعات في البيت، انخرط جيا بوتان في رفوف البكك، بقي فترة في صفوف قوات (هات) في شنگال، غير أنه لم يرغب في البقاء في أطر هذه القوات لوجود مشاكل له مع قائد هذه القوات بحيث بلغت أن قام يوماً ما بضرب مسؤوله في هذه القوات.

كان القلق يحيط بالبكك من فرار جيا والانشقاق من البكك لأنه كان يمتلك الكثير من الأسرار بحكم العائلة المقرّبة من البكك، ووالدته المسؤولة في صفوف البكك، لهذا التجأت البكك لخلق تهم وإلصاقها بـ جيا، فألصقت به تهمة تعاطي المخدرات لتقوم بعدها بسجنه لمدة 6 أشهر على خلفية هذه التهمة، كما نُقل إثرها لمدينة الحسكة بغربي كوردستان-كوردستان سوريا، وشارك هناك في التدريبات على استخدام الأسلحة الثقيلة كالمدفعية والهاون.

ولنشاطه وكفاءاته العالية، تلقّى جيا 5 كورسات في التدريب على العديد من أنواع الأسلحة (القنص والمتفجرات والأسلحة الثقيلة والمداهمات والعمليات والأسلحة المتوسطة…).

وكانت آخر وظيفة له، الانضمام إلى “الفرقة المتنقلة للشهيد كريم” في (تبا بابلا) بقرية بابولا التابعة لناحية دينارته.

في أواخر كانون 2021، قامت البكك أيضاً بإلصاق تهمة أخرى لا أساس لها من الصحة بالشاب (جيا) حيث اتّهمته هذه المرة بوجود علاقات جنسية لاأخلاقية له مع مقاتلة شابة تُدعى (ئاخين عرب) وسجنته عقب التهمة مرّة أخرى.

وحول هذه التهمة الجاهزة الموجّهة إلى (جيا بوتان) تشكّلت لجنة للتحقيق ومحاكمة جيا، فانعقد اجتماع بحضور رئيس أكاديمية الشهيد ماهر (ريزان ئامد) ومسؤول الوحدة المتنقلة للشهيد كريم (عادل) وخلال الاجتماع التحقيقي مع جيا قرّر المجتمعون بالإجماع ضدّ جيا بوتان، فغضب جيا وقال: (لو كنتم صادقين فكونوا شجعاناً وأصدروا قراراً جريئاً واقتلوني وإلّا فأنا سأقتل نفسي وانتحر!) وبعدها احتقر وأهان ريزان ئامد، وتوجّه لغرفة المطبخ محاولاً الحصول على سكين والانتحار، إلّا أن رفاقه منعوه، وقاموا بإمساكه ووثاقه (ربط يديه) وأخذوه لغرفة في النفق، وتمّت حراسته من قبل حارس يُدعى (كاراسو) هناك قال عادل لـ كاراسو: “صدر قرار إعطاء فرصة لـ (جيا) بقتل نفسه والانتحار، لهذا فاترك سلاحك معه بحجة تدخين سيجارة، وابتعد عنه كي يقتل نفسه بسلاحك!).

بعدها، أخبر كاراسو مسؤول الوحدة المتنقلة (عادل): “فعلت ما أمرتموني به، فتركت سلاحي بحجة تدخين سيجارة، غير أني عدت ووجدت جيا نائماً في الغرفة ولم ينتحر”، بعدها تمّ اقتياد جيا بقرار صدر من ريزان وعادل، تمّ اقتياد جيا لجبل (حفت طبق) من قبل مسلّحين اثنين من مسلّحي قوات الدفاع الشعبي HPG، ويعدم هناك، وعند عودة المسلّحين اللذين نفّذا حكم الإعدام بحق جيا في الجبل، قال عادل لمقاتليه: (لو سأل أي شخص عن جيا، فقولوا له بأنه نُقل من هنا لمكان آخر!).

كيف قُتل جيا، وأين قتل؟ وعلى يد من قُتل؟

في الساعة 15:50 من إحدى أيام كانون الأول عام 2021، قام مسلّحان اثنان من قوات الدفاع الشعبي (HPG) هما كلّ من (جوان كاتو-وميليتان بوتان) باقتياد جيا بوتان والمعروف بين رفاقه بلقب (هوفو) إلى جبل (حفت طبق) بالقرب من (کانیا هشک) في حدود ناحية دينارته، ويعدم هناك بإطلاق رصاصتين عليه، قام هذان المقاتلان في صفوف قوات الدفاع الشعبي بقتل جيا بطريقة وحشية وبدم بارد، بعدها قاموا بدفن جثته تحت الأغصان والحشائش اليابسة، فقد قتل هذان المسلّحان جيا برصاصتين إحداهما انغرزت في قلبه بينما الثانية اخترقت راسه…

مقالات ذات صلة