ضبط كادر في حزب العمال الكوردستاني بكك لتهريبه المواد المخدّرة

ضبط كادر في حزب العمال الكوردستاني بكك لتهريبه المواد المخدّرة

وفق المعلومات الواردة لموقع “داركا مازي” ألقت قوات حرس الحدود العراقي، القبض على أحد كوادر البكك على الحدود بين إقليم كوردستان وكوردستان سوريا-غربي كوردستان، لتهريبه شحنة من المواد المخدّرة.

كشفت مصادر موقع “داركا مازي” أن أحد كوادر حزب العمال الكوردستاني بكك، يُدعى (جاسم محمد نزال طراح البجاري) من أهالي قرية (تل حاجم-أبو الراسين) من قرى شمر تتبع قضاء البعاج، كان يسكن محافظة الحسكة قبل فترة، وكان أحد أعضاء تنظيم داعش الإرهابي، بعدها التحق بصفوف وحدات مقاومة شنگال (YBŞ) تمّ إلقاء القبض عليه على الحدود بين إقليم كوردستان وكوردستان سوريا-غربي كوردستان، من قبل قوات حرس الحدود العراقي.

وأوضحت مصادرنا أنه تمّ ضبط جاسم محمد من قبل الفوج الأول لحرس الحدود العراقي في المنطقة السادسة، في يوم 2023/4/9، بعد محاولته عبور الحدود من غربي كوردستان نحو إقليم كوردستان وبحوزته شحنة من حبوب الكبتاجون تقدّر عددها بـ (1000) حبة مخدّرة، ووفق معلوماتنا الخاصة أن كادر البكك كان يحاول تهريب هذه الحبوب لمدينة شنگال.

ما هو مخدّر الكبتاجون؟

مخدر “الكبتاجون” أو مخدر الحروب، اشتهر بذلك الاسم، بعدما استخدمه الجيش الأمريكي لتمكين الجنود من البقاء مستيقظين وقت الحروب، وتمّ تصنيعه لأول مرة في ألمانيا عام 1961.

وحبوب الكبتاجون هي مركب كيميائى يعرف باسم “الفينيثلين”، يتركب من مادتي “الثيوفيلين” و”الأمفيتامين”، ولكن بحلول الثمانينات، أعلنت الحكومة الأمريكية أنه مادة خاضعة للرقابة وليس له استخدام طبي مقبول حالياً، وتوقف تصنيعه في معظم دول العالم عام 1986، ومع ذلك استمر الصنيع غير القانوني، وزاد تصنيعه في السنوات القليلة الماضية في أوروبا والشرق الأوسط، وتشير التقارير إلى أن “الكبتاجون” أحد أكثر العقاقير الترويجية شيوعاً بين الشباب الأثرياء في الشرق الأوسط.

أضرار-الكبتاجون

لحبوب الكبتاجون أضرار على الجسم تتمثل في اليقظة لفترة زمنية طويلة، والشعور بالطاقة الكبيرة، وزيادة مشاعر السعادة، والتقليل من تناول الطعام وساعات النوم، والهلوسة سواء البصرية أو السمعية، ويؤدي إلى الإدمان.

والجدير بالذكر، في سبتمبر الماضي أقرّ الكونغرس الأميركي قانونا يطالب حكومة الولايات المتحدة برسم استراتيجية لتعطيل وتفكيك شبكات تجارة الكبتاغون والمخدرات التابعة لبشار الأسد في سوريا.

وسمي القانون بـ”قانون الكبتاغون” أو “قانون مكافحة انتشار وتهريب المخدرات للأسد”.

ويعتبر القانون تجارة الكبتاغون المرتبطة بنظام الأسد “تهديداً أمنياً عابراً للحدود”، ويوجب على وزراء الدفاع، والخارجية والخزانة، ومدير إدارة مكافحة المخدرات، ومدير الاستخبارات الوطنية، ورؤساء الوكالات الفيدرالية الأخرى أن يقدموا إلى لجان الكونغرس تقريراً باستراتيجية تعطيل وتفكيك إنتاج المخدرات والاتجار بها والشبكات التابعة لها المرتبطة بنظام بشار الأسد في سوريا.

وهناك مصادر تشير إلى كونه “مخدر المتطرفين” و”العقار الذي يؤجّج الحرب في سوريا” بسبب شيوعه بين مقاتلي الفصائل المتطرفة المقاتلة في سوريا.

وتقول المصادر الطبية، إن “الكبتاغون” الذي استخدمه داعش، والجماعات المتطرفة الأخرى، لتعزيز قدرات جنودهم اليوم بعيد كلّ البعد عن كبتاغون الثمانينات.

ويعدّ الكبتاغون أو ما يعرف أيضا باسم “الأمفيتامين” أحد أكثر المواد المخدرة شعبية في الشرق الأوسط، سواء لدى الجماعات الإرهابية المتطرفة السنية والشيعية منها أو لدى دول مثل سوريا باتت تستغلها كمصدر يدر ملايين الدولارات.

وبدلاً من مكونين رئيسيين فقط في الكبتاغون القديم، من المحتمل أن يجمع التصنيع غير القانوني بين العديد من المنشطات شديدة الإدمان في “حبة صغيرة مدمرة واحدة” ومن المرجّح أن هذا النوع يسبب تغييرات لا رجعة فيها في دوائر الدماغ التي تتحكم في الانفعالات، مما يسلب قدرة الشخص على التفكير أو التفكير بعقلانية.

ويقول موقع الحكومة البريطانية إن نحو 80٪ من إمدادات العالم من الكبتاغون يتم إنتاجها في سوريا.

ويضيف أن النظام السوري يشارك عن كثب في هذه التجارة، حيث تغادر شحنات بمليارات الدولارات معاقل النظام مثل ميناء اللاذقية، ويقول إن ماهر الأسد، شقيق الرئيس بشار الأسد، يقود وحدة الجيش السوري التي تسهل توزيع وإنتاج المخدرات.

ووفقا للموقع فإن تجارة المخدرات هي شريان الحياة المالي لنظام الأسد، ويقول إن التجارة تساوي حوالي 3 أضعاف التجارة المشتركة للكارتلات المكسيكية مجتمعة.

وفرضت المملكة المتحدة والولايات المتحدة، الثلاثاء، عقوبات منسقة على الأفراد المتورطين في هذه التجارة، حيث شملت قائمة المملكة المتحدة كبار مسؤولي النظام تسهيل التجارة لمصنعي المخدرات وشركاء حزب الله الرئيسيين المسؤولين عن تهريبها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وأثبت تحقيق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في 5 من كانون الأول 2021، أن “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات النظام السوري بقيادة ماهر الأسد، الأخ الأصغر لبشار الأسد، هي المسؤولة عن تصنيع مادة “الكبتاجون” وتصديرها، فضلًا عن تزعّم التجارة بها من قبل رجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بالنظام، وجماعة “حزب الله اللبناني” وأعضاء آخرين من عائلة الأسد.

كما أوضحت دراسة صادرة عن مركز “COAR” للتحليل والأبحاث (كوار)، في نهاية نيسان 2021، أن سوريا صارت مركزًا عالميًا لإنتاج “الكبتاجون” المخدر، وأنها أصبحت أكثر تصنيعًا وتطورًا تقنيًا في تصنيع المخدرات من أي وقت مضى.

وفي عام 2020، بلغت قيمة صادرات سوريا من “الكبتاجون” فقط، أكثر من 3.46 مليار دولار أمريكي، بحسب دراسة مركز “COAR”.

مقالات ذات صلة