حسن شنگالي
يتجدّد الجرح نزفاً “ليشتدّ حرقة وألماً” وتهتز الضمائر وتتأجج المشاعر لسالف الأيام السود التي ما كادت لتمر حتى ضاقت الدنيا بما رحبت من هول المأساة لتستفيق شنگال متوشحة بالسواد على فاجعة جديدة حتى فاحت رائحة الموت في أزقة وحارات مدينتي الحبيبة، لما أثخن فيها السفاحون القتلة فبمقل باكية ودموع منهمرة وأفئدة معتصرة بانت عظام بالية لأعزاء من أهلي الشنكاليين (السنجاريين) شاكية إلى بارئها بأي ذنب قتلت بعد أن اختطفتهم يد الغدر والخيانة وكأنها في موسم حصاد الأرواح وكما جاء في الحديث الشريف (لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لايدري القاتل فيم قَتل ولايدري المقتول فيم قُتل).
تعدّ العراق من أكثر الدول التي عثر فيها على مئات المقابر الجماعية والذي بلغ عدد ضحايا تلك المقابر أكثر من ربع مليون شخص قتلوا خلال فترة النظام البائد، وتكررت بعد سيطرة تجار الموت وخوارج العصر من تنظيم داعش الإرهابي على المدينة لا لجريمة إرتكبوها ولا لذنب إقترفوه سوى تكفيرهم من قبل الآخرين، واختلاف في العقيدة؛ لتكون ذريعة لأفعالهم الشنيعة وبحجج ما أنزل الله بها من سلطان وأغلب ضحاياهم من أبناء الشمس كما يحلو لهم أن نسميهم.
لا عليك يا شنگال (سنجار) كلّنا على يقين ونؤمن بأن الله سبحانه تعالى بشًر القاتل بالقتل ولو بعد حين، ولا مفرّ من يوم القصاص للمجرمين حتى تشفى بقتلهم غليل صدور الأمهات الثكالى والأرامل واليتامى.
فأين نحن من مبادئ حقوق الإنسان التي باتت حبراً على ورق حيث نصّت المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على ما يلي (يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق) ناهيك لما دعت اليه كل الأديان والشرائع السماوية إلى نبذ التمييز العنصري والتطرّف والإرهاب والعيش بسلام ووئام حيث قال الله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).