عقد حزب العمال الكوردستاني بكك، مؤتمره الـ 12 الأسبوع الماضي، وقرّر حلّ نفسه وإلقاء السلاح، حسبما ذكرت صحيفة “تركيا” المقرّبة من السلطة الحاكمة نقلاً عن مصدر كبير وبارز في حزب العدالة والتنمية الحاكم (AKP). مؤكّداً على أنه بعد هذه المرحلة سيتمّ اتّخاذ خطوات قانونية جديدة بصدد العملية.
وبحسب الصحيفة ذاتها، فإن السبب وراء عدم إعلان حزب العمال الكوردستاني بكك عقد مؤتمره للرأي العام وتكتّمه عليه حتى الآن يعود لوفاة سري سريا أوندر، الذي كان عضواً في وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) المعروف بـ “وفد إمرالي” وأضافت بأن “حزب العمال الكوردستاني سيعلن خلال الأيام القليلة المقبلة عقد مؤتمر حلّه”.
وذكرت الصحيفة أيضاً أن حزب العدالة والتنمية الحاكم والجهات الحكومية المعنية أعدت مسودة برنامج بشأن الخطوات القانونية التي سيتم اتّخاذها في المستقبل القريب بصدد العملية، منوّهة إلى أن الجهات الأمنية اجتمعت مع زعيم الحزب المسجون، عبد الله أوجلان لمناقشة الاستعدادات.
وقالت مصادر في حزب العدالة والتنمية الحاكم للصحيفة إنهم يعملون منذ فترة على المسائل القانونية المتعلقة بالعملية، وأنهم أعدوا مسودة بشأن الخطوات التي سيتم اتخاذها بصدد العملية، وبحسب المصادر فإن السلطات ستعلن عن هذه الخطوات في المرحلة المقبلة ما بعد إعلان حلّ حزب العمال الكوردستاني بكك وفسخه.
وأشارت صحيفة “تركيا” إلى أنه سيتم اتّخاذ خطوات جديدة بشأن أوجلان، وأنه سيتم تعيين ضابط رفيع لمساعدته، وسيتم تحسين ظروف عمله. بالإضافة إلى ذلك، سيُسمح له بلقاء من يريد والاجتماع معه، وسيعقد أوجلان المزيد من اللقاءات مع حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) وعائلته.
وبحسب الصحيفة فإن أوجلان نفسه صرّح خلال محادثاته مع مسؤولي وصناع القرار في الدولة بأنه لا يريد مغادرة سجن إمرالي لأنه سيواجه مشاكل أمنية عند إطلاق سراحه.
تأتي هذه التطوّرات بعد اجتماع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بعدد من الوزراء ونواب البرلمان في مقرّ حزب العدالة والتنمية الحاكم، أمس الخميس، وإبلاغه النواب أنه تمّ تجاوز جميع العقبات وأن حزب العمال الكوردستاني بكك سيلقي السلاح اليوم أو غداً، وأنه سيفكك صفوفه، من ثمّ ستبدأ مرحلة جديدة لتركيا بأكملها، قائلاً: “سيقع على عاتق السياسة عمل كبير”.
ووجّه أردوغان تحذيرات بشأن إدارة المرحلة جيداً، قائلاً: “قد يسعى البعض لاستغلال الأمر سياسياً وعلينا أن نستعدّ لهذا. لا تنتظرنا مرحلة سهلة، لكني أثق بكم في هذا الصدد”.
وكان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم (AKP)، عمر جليك، قد أكّد في آخر تصريح له في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنهم يتوقّعون أن يلقي حزب العمال الكوردستاني بكك سلاحه ويحلّ نفسه خلال أيام قليلة.
وأضاف جليك “كلّ خطوة ملموسة تتّخذها المنظمة الإرهابية نحو إنهاء الإرهاب وحلّ نفسها وإلقاء السلاح ستقود إلى ردود وخطوات إيجابية جديدة”.
ومضى بالقول: “من المهم للغاية أن تعلن المنظمة الإرهابية قرار حلّ نفسها وإلقاء السلاح في أقرب وقت ممكن”.
وقال جليك إن هدف “تركيا خالية من الإرهاب” هو سياسة الجمهورية التركية.
يشار إلى أن موقع “سربستيت” التركي، الذي يصف نفسه بـ “ديمقراطي ويساري” قد نشر مقالاً اليوم بتوقيع رئيس تحريره، يلدراي أوغور، أعلن فيه أن حزب العمال الكوردستاني بكك “عقد مؤتمراً في 3 أيار في السليمانية ولم يتبق سوى إعلان النتائج” كاشفاً أن زعيم الحزب أوجلان شارك في المؤتمر عبر الهاتف.