دلپاك كوردستاني…
إذا ألقينا نظرة على أماكن تواجد العمال الكوردستاني “بكك” في أجزاء كوردستان الأربعة، ماذا سنجد؟ سنجد القضاء على الفكر القومي، الدمار، الخراب، الفقر، التشريد، التهجير، القتل، الخطف، التجويع، العمالة، الارتزاق، بيع الشعارات الوطنية المجانية ورفع سقفها للتغرير بالقصر واللعب على الوتر العاطفي لاستقطاب الشرائح ذات الوعي السياسي القليل، إضافة لشقّ وحدة الصف الكوردي وخلق أحزاب كرتونية لزيادة العدد وتمييع القضية السياسية، خلق الأزمات والبغضاء والفتنة بين الكورد وباقي المكونات، ضرب الاستقرار والعيش المشترك، خلق الفتن بين الكورد والكورد، السرقة والنهب والفساد المنظّم، خلق جيوش من العاطلين عن العمل، وتأسيس شبكات للفساد والتزوير، ترويج المخدرات وانتشار الفساد الأخلاقي والدعارة. هذه أبرز محطات وأفكار وفلسفات حزب العملاء التدميرستاتي.
إن دخلوا أرضاً، لم يخرجوا منها دون تدميرها وحرقها، وإن زاروا بيتاً لا يغادرونه دون إفساد عقول الشباب الصغار والفتيات خاصة، إن تعاملوا مع أحد، جعلوه أسيراً لمؤامراتهم الدنيئة، وإن دخلوا في المفاوضات مع أي طرف كوردي، يعتقد الكورد إنهم يحاورن البعث أو الأتاتوركية أو مصلحة تشخيص النظام الإيراني. هم ليسوا سوى استطالات للأنظمة الغاصبة لكوردستان، ويستغرب الكوردي لماذا تفضل تلك الأنظمة العمال الكردستاني على باقي الأحزاب والحركات السياسية الكردية؟!
خلال عمر الثورة السورية ماذا قدّم العمال الكوردستاني للكورد وباقي المكونات في سوريا؟ فقد قرابة 20 ألف شاب وشابة لحياتهم في معارك عبثية، زرعوا الكراهية والحقد في قلوب الناس تجاه الكورد بسبب سياسات التجويع تحت أسم الكورد، حاربوا المعارضة المعتدلة كرمة للنظام السوري، وقفوا في وجه الجيش الحرّ ارضاءً لإيران، تمكّنوا من خلق الذرائع المناسبة للهجوم التركي، تنفيذاً للمهام، سعوا جاهدين للاتفاق مع حكومات العبادي والمالكي فقط لأجل حصار الإقليم وتجويع شعبه، حاربوا الإيزيديين واحتلوا جبالهم شنگال وساعدوا داعش في التمركز ومنعهم من الفرار والانسحاب. سرقوا مقدرات البلاد ونقلوا أطنان الدولارات إلى قنديل، هرب كوادرهم محملين بملايين اليوروات إلى تركيا وقنديل وإيران، زرعوا صورة سيئة وانفصالية عن الكورد في ذهنية العرب والمسيحيين في كل مكان، حاربوا الزراعة واحتكروا التجارة، ومنعوا الصناعة، كل ذلك ليبقوا لوحدهم في المشهد المالي وتجويع الناس وتركيعهم ودفعهم للعمل في الإدارة الذاتية التي تتسبّب قراراتها يومياً بسيل كبير من الكوارث والمشاكل على مستوى المجتمع ككلّ، كما حصل في قضية معبر سيمالكا، واعتراضهم على اتخاذ الإقليم للتدابير الوقائية التي تحميهم وتحمي أمنهم وسكانهم والملايين من اللاجئين إليهم، ها هم وقد تسبّبوا بإغلاق المعبر وفقدان المواد الغذائية من الأسواق، كيف لا وهم المتحكمين بكل مخازن المواد الغذائية والأسمنت والحديد المستخدم في البناء، أين ذهبت كل تلك الأطنان التي كانت تدخل عبر المعبر؟! لماذا اختفت فجأة. بالعموم فإن العمال الكوردستاني حول المعبر من حالة إنسانية نبيلة إلى أداة ابتزاز وضغط سياسي وتهريب السلاح والمتفجرات والمخدرات عبره. لا يجدون أحداً على حقّ غيرهم، هم الحق الكامل الكلي، وكل هدفهم وأحلامهم هو القضاء على الفكر الكوردي القومي الكوردستاني…
أمام كل تلك الكوارث، برز للإعلام صبي جميلو على اساس أنه جنرال وقائد عسكري لا يُشقّ له غُبار، ليتبين أنه مجرد “صبي سخرة” لدى قنديل، يأمر بأوامرهم، وينفذ طلباتهم ويحمل قراراتهم على ظهره ورأسه رغماً عنه. كيف يصف نفسه “قائد” قوات سوريا الديمقراطية، ويُمكن لمندوب صغير من قنديل أن “يمصع رقبته” ويفرض عليه القرارات؟! هل نسي جنرال البوبجي أن أمريكا هي التي تحميه، وأنه إن لم ينفذ قراراتها سيكون مصيره كمن غيره من العمال الكوردستاني في مزبلة التاريخ؟! هل نسي نفسه؟! عليه إن يعي أن إقليم كوردستان هو الأمل الوحيد للأمة الكوردية، وأن قنديل أداة تنفيذ المهمّات القذرة ضد كوردستان، بأمر من النظامين السوري والإيراني، وبمجرد انتهاء صلاحيته ستنتهي مهامه.
يا مظلوم كيف لك أن تتسبّب بإغلاق الحدود، وفتح جبهات عسكرية مع تركيا وليس لك إمكانية إدارة قرية صغيرة دون واردات المعبر، وليس لك قدرة على مواجهة أصغر فصيل عسكري؟! إرحم هذا الشعب وكن شجاعاً وابتعد عن قنديل، فإنها وكرٌ للإرهابيين والعملاء والمرتزقة…