تحذيرات من اندثار الاتحاد الوطني الكوردستاني!

تحذيرات من اندثار الاتحاد الوطني الكوردستاني!

سلّطت صحيفة لندنية، اليوم السبت 2023/6/3، الضوء على تعمق الانقسامات داخل حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية في العراق وإقليم كوردستان، محذّرة من أن «التشظي» الحالي قد يؤدي إلى «اندثار» الحزب.

صحيفة ‹العربي الجديد› اللندنية لفتت في تقرير لها اليوم، إلى ازدياد التوتّر بين جناحي حزب الاتّحاد الوطني الكوردستاني في مدينة السليمانية، وتحديداً بين بافل طالباني ولاهور شيخ جنكي، مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية (مجالس المحافظات) في العراق، المقرّرة في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وقالت الصحيفة: “كان الحزب يدار منذ وفاة جلال طالباني في 2017 بالشراكة بين بافل طالباني، مدعوماً بوالدته هيرو إبراهيم أحمد (زوجة جلال طالباني) ولاهور شيخ جنكي، ابن شقيق طالباني والقيادي الفاعل بالحزب، لكن في مطلع أغسطس/ آب 2021، قاد بافل طالباني انقلاباً على لاهور شيخ جنكي وجرده من عدة مناصب، وأقصى عدداً من المحسوبين عليه، وأبرزهم قيادات أمنية حساسة في السليمانية”.

وتابعت الصحيفة: “وشهدت السليمانية، خلال العامين الماضيين، عدّة مواجهات مسلّحة بين قطبي الحزب، بعد تصاعد حدّة الخلافات، التي تفجّرت بإجراء تغييرات في المناصب الهامة بالمحافظة، تحديداً منصبي رئاسة (مؤسسة المعلومات-المؤسّسة المخابراتية) ومؤسّسة (مكافحة الإرهاب) في السليمانية، لكنها استمرت حتى سيطر بافل طالباني على رئاسة الحزب وحده”.

وقال تقرير ‹العربي الجديد› إن “قراراً قضائياً أعاد لاهور شيخ جنكي إلى الرئاسة المشتركة للحزب، وهو ما لم يقبل به لغاية الآن بافل طالباني، المدعوم إيرانياً”.

وأشارت الصحيفة، إلى أنّ الاتحاد الوطني الكوردستاني يشكّل «ثقلاً واسعاً في إقليم كوردستان وبغداد، لكن الانقسام بين نفوذ بافل ولاهور قد يؤدي إلى انتهاء الحزب، في الوقت الذي يتمدّد فيه الحزب الديمقراطي الكوردستاني في مناطق داخل معاقل الاتحاد الوطني التقليدية، وهي السليمانية وكركوك وحلبجة”.

ونقلت ‹العربي الجديد› عن مصادر سياسية من حزب الاتحاد الوطني قولها، إن “شيخ جنكي يستعد لدخول الانتخابات المحلية في المحافظات العراقية التي تضمّ شرائح الكورد، بالتحالف مع قوى مدنية” وأضافت أن “شيخ جنكي يستعدّ أيضاً لحصد أكبر عدد من أعضاء مجلس نواب كوردستان، من خلال إعادة تفعيل اتّحادات الطلبة والصحافيين والعمال، التي كان بافل قد عطّلها خلال الفترات الماضية، من أجل الإطاحة بالأخير واستعادة مكانته الطبيعية”.

كما نقلت الصحيفة اللندنية عن مصادر مقرّبة من لاهور شيخ جنكي قولها، إن الأخير “يسعى لتشكيل تكتل سياسي يضمّ مجموعة من أحزاب المعارضة في السليمانية لخوض منافسات الانتخابات في برلمان إقليم كوردستان. كما باشر التنسيق مع قيادات في الاتحاد الوطني، أبرزهم رئيس الجمهورية السابق برهم صالح”.

من جهته، أشار ناجي هورامي، وصفته الصحيفة بأنه سياسي قريب من عائلة طالباني، إلى تنامي الصراع في السليمانية، لافتاً إلى أن “المرحلة المقبلة قد تكون متوترة أيضاً، خصوصاً أن لاهور شيخ جنكي يرفض العودة إلى رئاسة الحزب بالاشتراك مع بافل، ويسعى إلى السيطرة على الحزب عبر نتائج الانتخابات وعزل بافل نهائياً” فيما يعمل بافل طالباني، وفق ‹العربي الجديد› على “محاصرة لاهور سياسياً من خلال منع التحالف مع جهات سياسية عراقية قوية، لأن الأخير على تفاهم مع كيانات عراقية مهمة”.

ولفت هورامي إلى أن “الاتحاد الوطني يشهد تشظياً كبيراً في السليمانية، وسيتسع هذا التشظي خلال الأشهر المقبلة، لأن قطبي الحزب يريدان خوض الانتخابات تحت عنوان الحزب الواحد، وهذه مشكلة قد تؤدي إلى إرباك حقيقي في الوضع السياسي للحزب”.

مقالات ذات صلة