داركا مازي يكشف تفاصيل المعلومات التي دارت بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وهيئة تحرير الشام-جبهة النصرة سابقاً في لقاءات سرية

داركا مازي يكشف تفاصيل المعلومات التي دارت بين قوات سوريا الديمقراطية"قسد" وهيئة تحرير الشام-جبهة النصرة سابقاً في لقاءات سرية

التقت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وهيئة تحرير الشام-جبهة النصرة سابقاً وهي إحدى الميليشيات والفصائل المسلّحة في سوريا، عدة مرات بشكل سرّي، وناقشتا العديد من القضايا منها العلاقات العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية بين الطرفين.

بعد انفصال هيئة تحرير الشام عن تنظيم القاعدة عام 2017، أقامت علاقات غير رسمية مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وذلك من خلال عناصر قوات سوريا الديمقراطية من العرب الساكنين في محافظة إدلب، كما قامت هاتان القوة في كثير من الأحيان بتسليم الأشخاص المطلوبين تحت سلطتها إلى الجانب الآخر.

كشفت المصادر الخاصة لموقع “داركا مازي” عن عقد عدة لقاءات بين مسؤولي هاتين القوتين خلال السنوات الماضية، فعلى سبيل المثال، في أيار عام 2022، وفي بلدة منبج التابعة لمحافظة إدلب، اجتمع مسؤولون في هيئة تحرير الشام-جبهة النصرة سابقاً بمسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وخلال الاجتماع ناقشا سبل إضعاف وتدمير ما يسمّى بـ “الجيش الوطني السوري” شمال محافظة حلب وكيفية القضاء عليه.

كما كشفت مصادر موقع “داركا مازي” أنه بتاريخ 12 كانون الأول/ ديسمبر 2022، عُقد اجتماع آخر بين مسؤولي هاتين القوتين في مدينة جرابلس بمحافظة حلب، في هذا اللقاء اقترح مسؤولو هيئة تحرير الشام انسحاب المقاتلين الكورد من شمال وشرق سوريا، وأن تتمركز قوات هيئة تحرير الشام في مواقعهم، لتؤسّس بعدها القوتان معاً “إدارة ذاتية” للمنطقة ويقاتلان معاً ضدّ قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية.

وأكّدت مصادرنا أن أبو محمد الجولاني القائد العام لهيئة تحرير الشام، كلّف بعض المسؤولين في الهيئة بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ومساعدتها ودعمها وتمويلها بالذخائر والأسلحة والمتفجرات.

وفي اجتماع آخر، طالب مسؤولو هيئة تحرير الشام مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بإقامة علاقة عسكرية وتنسيق عسكري بينهم لمواجهة قوات النظام السوري والميليشيات المدعومة من إيران في شمال وشرق سوريا.

وفي الآونة الأخيرة، التقى ممثلون عن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بممثّلين عن هيئة تحرير الشام في حزيران/ يونيو 2023 في قرية الغزاوية الواقعة بين محافظتي حلب وإدلب، وناقشوا القضايا المتعلقة بتجارة النفط فيما بينهما.

هيئة تحرير الشام، والمعروفة أحيانًا باسم تنظيم تحرير الشام، هي جماعة جهادية سلفية ما زالت منخرطة في الحرب الأهلية السورية، تشكّلت الجماعة في 28 كانون الثاني/ يناير 2017 من اندماج واتّحاد جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وجبهة أنصار الدين ثم جيش السنة ولواء الحق وكذا حركة نور الدين زنكي، وبعيد إعلان التأسيس؛ انضمّت مجموعة منَ الجماعات الأخرى للهيئة كما انضمّ لها عددٌ من الأفراد والمُقاتلين من سوريا وخارجها.

وبالرغم من كل هذا الاندماج فإنّ الهيئة تتكوّن من عناصر في جبهة النُصرة بالخصوص حيث يُسيطر قادة هذه الجبهة المُنحلّة على أبرز المراكز في الهيئة.

اتسعت رقعة هذه الهيئة وتضاعفت قوتها حتّى صارت لاعبًا رئيسيًا في النزاع في سوريا خاصّةً بعدما انضمّ لها عناصر من حركة أحرار الشام التي تُعد جماعة سلفية أيضًا لكنها أقلَّ تشدّدًا من نظيراتها، وفي الوقت الحالي أيضاً؛ لا زالَ الكثير من المحلّلين والإعلاميين يُشيرون إلى الهيئة باسم جبهة النصرة أو حتّى هيئة فتح الشام.

مقالات ذات صلة