إعدام السيد رضى وابنه ذو الـ 14 عاماً في (خاربت)
في مثل هذا اليوم 2023/11/15، وقبل 86 عاماً، أعدمت الدولة التركية الفاشية، السيد رضى بعمر يناهز الـ 75 عاماً، وذلك في حكم الطاغية مصطفى كمال أتاتورك، بتهمة مقاومته وثورته ضدّ الدولة التركية الفاشية، فتمّ إعدامه وكافة أصحابه من الثوار الكورد، فكما اتّهمت العراق الأب الروحي الملا مصطفى البارزاني وبيشمركة كوردستان بـ (عصاة والانفصاليين) فكذلك اتّهمت تركيا الأتاتوركية السيد رضا بالتخريب، وحكمت عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت، مع 10 من أصدقائه، وابنه ذو الـ 14 عاماً، وتم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم جميعاً.
السيد رضى الديرسمي أحد القادة البارزين والمعروفين في الوسط الكوردستاني، بعد الشيخ سعيد پيران في باكور كوردستان-كوردستان تركيا، الذين ناضلوا وثاروا على الدولة التركية الفاشية، بعدما مارست تركيا أبشع أنواع الظلم والاستبداد والإبادة الجماعية والمجازر بحقّ الشعب الكوردي وضدّ القومية الكوردية، ونكثها لكافة عهودها ووعودها التي قطعتها للكورد عند تأسيسها.
جينوسايد ديرسم كانت إبادة جماعية مخطّطة للدولة التركية الحديثة لإبادة 50 ألف كوردي علوي
وإضافة إلى عدم التزامها بالوعود التي أطلقتها للقومية الكوردية، بدأت الدولة التركية الفاشية بعمليات إبادة جماعية تجاه هذه القومية التي ساعدت بتأسيس الدولة التركية، وخاصة في مدينة ديرسم، فحاولت تركيا مسح الهوية الكوردية لأهلها، وإذابتهم في بوتقة القومية التركية، ومن المؤسف والمخيب للآمال أنها نجحت في مؤامرتها الهمجية إلى حدّ كبير، فبعد مقتل ما يقارب من 50 ألف كوردي، وترحيل وإجلاء أكثر من 100 ألف آخرين من شعب ديرسم، استطاعت إقناع البعض بأنهم ليسوا كورداً، وإنما هم قوم جاؤوا من خراسان واستوطنوا ديرسم!
أشعل السيد رضى وزملاؤه فتيل الثورة، وحاولوا بشتى الطرق حماية الهوية الكوردية، وحصلت مواجهات عنيفة بين المقاتلين الكورد الأحرار بقيادة السيد رضى والدولة التركية، وحاولت الدولة التركية إنهاء مقاومة وثورة السيد رضى ومقاتليه غير أنها لم تستطع، لذا بدأت الدولة بحياكة مؤامرة دنيئة، فطالبت بعقد مفاوضات مع السيد رضا ورفاقه الثوار، وقد استطاع السيد رضى وفي معركة شرسة عام 1937 ضدّ الدولة التركية الفرار من حصار الدولة التركية، بعد مقتل زوجته وابنه وثلاثة من أحفاده، ووافق السيد رضا على دعوة تركيا للمفاوضات، ورضي بالوعود المزيّفة التي أطلقتها تركيا، واتّجه مع 10 من زملائه من قادة الثورة نحو مدينة أرزنجان، غير أن الدولة التركية القذرة والخبيثة والملوثة حتى المخيخ بالخيانة للقومية الكوردية، وكما هو عادتها وديدنتها، اعتقلت السيد رضى ومن معه.
سيد رضى لم يطلب العفو والصفح من الدولة التركية
عندما كان السيد رضى معتقلاً في السجون التركية، زاره مصطفى كمال أتاتورك سراً، وقال للسيد رضى: إذا طالبت بالعفو، واعترفت بأنك كنت على خطأ سأعفو عنك وأطلق سراحك! غير أن السيد رضى لم يقبل طلبه، وقال لأتاتورك: لم نفعل أي شيء خطأ، فكيف أعترف بالخطأ! ومع أن الدولة العثمانية كانت ظالمة غدارة تجاه الكورد، إلا أن الكورد كانوا يساندونها في حروبها مع الدول الأجنبية، وبعد انهيار الإمبراطورية العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية الحديثة على أنقاضها، لم تنفّذ الدولة عهودها ومواثيقها التي قطعتها للكورد، بل عوض ذلك حاولت إبادة الكورد وتدميرهم، فما الخطأ الذي فعلناه! وكيف أطلب العفو والسماح منكم! كلا، لن أطلب شيئاً كهذا أبداً.
وصية ما قبل الإعدام! السيد يترجى إعدامه قبل ابنه لئلا يرى موت ابنه، والدولة التركية ترفض وتأبى إلّا أن تحرّق قلبه!
أصدرت محكمة تركيا عقوبة الإعدام بحقّ كل من السيد رضى وزملائه، غير أن السيد رضى كان قد بلغ الـ 75 سنة، ولم يكن يسمح بتنفيذ الحكم بحقّه قانونياً، ولكي يستطيع الأتراك الفاشيين تنفيذ حكم الإعدام بحقه قانونياً، قاموا بتقليل سنوات عمره لـ 57 سنة! كما قاموا بزيادة سنوات عمر ابنه ذو الـ 14 سنة لـ 21 سنة، لنفس السبب!
وقيل إنه وقبل تنفيذ حكم الإعدام بحقّ السيد رضى، قالوا له: هل لك أية أمنية أو وصية أخيرة؟ فأجاب السيد بأن لي 40 ليرة وساعة، أعطوها لإبني، غير أنه وعند الإتيان به إلى منصة الإعدام رأى السيد رضى ابنه هناك، فطلب منهم تنفيذ حكم الإعدام بحقه أولاً حتى لا يرى موت ابنه بعينيه! إلا أن طغيان الدولة لم ترض بهذا الشيء، فأعدموا ابنه ذو الـ 14 عاماً، أمام عينيه، ثم أعدموا السيد رضى بعد ذلك!
والجدير بالذكر أن جينوسايد ديرسم كانت إبادة جماعية ووحشية في تأريخ الجمهورية التركية الحديثة، فقد أبادت الدولة الحديثة ما يقارب من 50 ألف كوردي علوي، غير أنه ولغاية الآن لا يُعرف مرقد السيد رضى وزملاؤه ومحل دفناهم! كما لم تتّخذ تركيا أية خطوة عملية لتعويض الكورد المتبقين من حملات الإبادة الجماعية هذه في ولاية ديرسم.