في الانتخابات المحلية (البلديات) حاول حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) أن يلعب دوراً، فأدلى الحزب بتصريحاته الأولية مدّعياً أن قرار الحزب سيكون مستقلاً وبيد إدارة الحزب، صدق البعض هذا ووثق به، لكن من يعرف حقيقة سياسة حزب العمال الكوردستاني لم يصدق بعضاً من تصريحات (DEM Partî)، فحاول (DEM Partî) أن يظهر أنه في خضم تغيير جذري، لكنهم لم يستطيعوا أو أن هذه لم تكن وظيفتهم، لأنهم في حقيقتهم جنود السياسة بينما مركز قرارهم قنديل.
لم يفهم شخصية مثل صلاح الدين دميرتاش هذا الأمر فتورّط في تصريحاته، ورغم وجود أنصار متحمّسين لدميرتاش في قاعدة الحزب، لكن قنديل أدلى بعدة تصريحات معادية ضدّ دميرتاش بل حتّى اتّهمه بأشياء سيئة للغاية للقضاء على هذا الأمر!
ولأن السلطة الجديدة لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) كانت من اليساريين والكماليين… اعتقد دميرتاش أن بإمكانهم أن يصبحوا مركزًا لصنع القرار، لكن الأمر لم يكن كذلك. ولأي سبب كان، استمرت سياسة الحزب التي مارسها في الانتخابات العامة، كما أنهم كانوا قد أبرموا اتفاقيات سرية مع حزب الشعب الجمهوري من قبل ولم يتم الكشف عن ذلك أبداً، وقد أدلى بعض المسؤولين الجدد للحزب بالعديد من التصريحات وقالوا إنه لن تكون هناك أبداً أية اتفاقات وتحالفات مع حزب الشعب الجمهوري، كما أنهم انتقدوا حزب الشعب الجمهوري، لكنهم لم يجرؤوا على الحديث عن سياسة قنديل.
أدلى الرئيس الجديد لحزب الشعب الجمهوري بتصريح حول الانتخابات قال فيه بأنهم سيكشفون كل شيء، لكنهم لم يكشفوا سوى عن صورتين أو ثلاث صور التقطوها مع الرؤساء المشاركين لـ (DEM Partî)، هذه المرة عقدوا شراكة ذات وجهين، وهناك احتمال كبير أن يسحب (DEM Partî) مرشحهم في إسطنبول في الوقت البدل الضائع، بينما من جانبه اتّفق إمام أوغلو بنفسه مع ناخبي (DEM Partî) وكوّن تحالفاَ معهم، وتمّ ترشيحهم لمجالس البلدية في العديد من المناطق، ووظّف المئات منهم بحيث باتوا يعملون الآن في بلدية إسطنبول، فضلاً عن أن حزب الشعب الجمهوري تحوّل لـ “إمام أوغلو” في إسطنبول والعديد من المناطق…
بعد تصريح عضو قيادة حزب العمال الكوردستاني مصطفى قاره سو تغيّر كل شيء، ولم يصدر أي موقف من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) والتزم الصمت، وبات الواجب الوحيد المنوط بالحزب في ذلك الوقت هو تنفيذ قرارات قنديل، لكن العديد من مرشحي (DEM Partî) انسحبوا بهدوء ووسط صمت مطبق!
كان هدف قنديل الوحيد خلال الانتخابات العامة هو معارضة أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم ومحاربتهما، في بداية الأمر، أكّد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) عن إمكانية الاجتماع والتحالف مع أي طرف كان، وكان هذه بمثابة إشارة إلى أن قنديل قد تخلّى عن سياساته خلال الانتخابات العامة، بل حتى أن لقاءات ومحادثات (DEM Partî) وحزب العدالة والتنمية الحاكم جرت وعقدت بناء على طلب الأول، آنذاك، كانت سياسة دميرتاش في هذا المجال على النقيض من سياسة قنديل وضدّها، وعبّر دميرتاش عن موقفه علناً في البداية، لكن بعد تحذير قنديل بقي صامتاً لم ينبس ببنت شفة.
هناك نقطة أخرى، يطالب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) من قنديل على وجه الخصوص، أن تقوم الدولة بتعيين وكلاء محلّ رؤساء بلدياتهم، لأنهم يقتاتون على هذه السياسة ويعولون عليها، فعلى سبيل المثال، كان أحمد ترك عمدة-رئيس بلدية ميردين السابق، تمّت إقالته من منصبه وتعيين وكيل محلّه، فيا تُرى لماذا أصرّوا مرة أخرى على ترشيح أحمد ترك من جديد لمنصب بلدية ميردين؟! وكذلك بالنسبة للعديد من المرشحين الآخرين حيث الوضع مشابه!
الاتفاقية السرية التي أطلقوا عليها تسمية (اتفاقية المدن) سيئة للغاية وجاءت نتيجة لسياسة انعدام الشخصية، وسيكشف الأول من نيسان/ أبريل كيف ستستقبل القاعدة الجماهيرية لـ حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) وبالأخص أنصار دميرتاش المتحمّسين هذا الأمر…
رۆژەڤاکورد
الترجمة من الكوردية بتصرّف يسير: موقع “داركا مازي”.