سجن بارێ المرعب… جحيم البكك الذي يلتهم أرواح شباب الكورد

سجن بارێ المرعب... جحيم البكك الذي يلتهم أرواح شباب الكورد

اعتقل حزب العمال الكوردستاني بكك، العشرات من الشباب الكورد، معظمهم من المكوّن الإيزيدي، وتمّ تغييبهم في سجون ومعتقلات وزنازين سرية تحت الأرض بقرية باري، كما تقوم شبيحة البكك بتعذيبهم شتّى صنوف التعذيب من بينها الحبس الانفرادي، مما جعل هذا السجن (سجن بارێ) جحيماً للشباب الكورد وعلى رأسهم الشباب الإيزيدي في شنگال-سنجار.

وبحسب معلومات غاية في السرية والخصوصية لمصادر موقع (داركا مازي) فإن حزب العمال الكوردستاني بكك اعتقل العشرات من الشباب الإيزيديين، وكذلك العشرات من الشباب الكورد من باكور وروجهلات كوردستان بتهم لا أساس لها من الصحة، ويقبعون حالياً في سجن قرية بارێ، كما حصل داركا مازي على معلومات خاصة حول تصميم السجن وهندسته وعدد الأشخاص المعتقلين ومعلومات عنهم، وكذلك من يدير السجن، وسيتمّ الكشف عن جميع هذه المعلومات خلال هذا التقرير.

قرية بارێ

قرية بارێ، قرية إيزيدية قديمة تتألف من نحو 70 عائلة، غالبيتها من قبيلة السموقيين (من العشائر الإيزيدية القديمة والكبيرة في جبل شنگال) تقع في الشمال الغربي من جبل شنگال-سنجار.

بنى حزب العمال الكوردستاني بكك، الذي احتلّ شنگال-سنجار بعد داعش، عشرات السجون والمعتقلات السرية في المنطقة، ويقوم باعتقال الشباب المعارضين لفكر زعيم البكك (آبو) ومبادئ وسياسات حزب العمال الكوردستاني بكك، باختصار، كلّ من يحمل فكراً مغايراً للحزب تقوم البكك باعتقاله وتغييبه في هذه السجون والمعتقلات السرية، فضلاً عن كل هؤلاء الأطفال الذي ختطفتهم البكك وتقوم بتجنيدهم في رفوف مقاتليها.

سجن على عمق 14 متراً تحت الأرض!

سجن قرية بارێ في شنگال مبني تحت الارض بعمق 14 متراً، فيه ست غرف لحراس وكوادر ومدراء السجن فضلاً عن زنازين فردية (العزل أو الحبس الانفرادي) وغيرها، على مسافة قصيرة من الغرفة الأولى (غرفة مدير السجن) يوجد باب يؤدّي إلى نفق قرية بارێ، كما يوجد بجنب زنانين السجناء باب آخر للنفق، مساحة الزنازين تصل من 3 إلى 4 أمتار، بينما مسافة الزنازين الفردية مترين (2 متراً) وارتفاعها 2 متراً.

السجن مبني من الأسمنت، ويوجد به نظام تكييف وكذلك كاميرات مراقبة.

وبحسب المعلومات الموثّقة لموقع (داركا مازي) من داخل السجن، فإن معظم المعتقلين المغيّبين الذين اعتقلتهم البكك وأقبعتهم في هذا الجحيم متهمون بالتجسّس والعمالة، وتمّ تقييد أيديهم وأرجلهم ويتعرّضون لشتى صنوف التعذيب داخل هذه الزنازين.

من هم أعضاء إدارة السجن؟

يدير سجن قرية بارێ 5 من كوادر حزب العمال الكوردستاني بكك، وقد حصل موقع داركا مازي على أسمائهم ومعلوماتهم، وهي كالآتي:

1- برفرات أورفا/ مسؤولة ومديرة السجن، انضمّت إلى رفوف حزب العمال الكوردستاني بكك في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

2- دلسوز/ مساعد مدير السجن، من أهالي باكور كوردستان-كوردستان تركيا، انضمّ إلى رفوف الحزب بداية الألفية الثانية (2000) وهو متخصص في المتفجرات.

3- جكدار كوباني/ من كوباني، انضمّ إلى رفوف الحزب في الألفية الثانية.

4- بوزان كوباني/ انضمّ إلى رفوف الحزب بين عامي 2017-2018.

5- ماسيرو كوباني/ حارس السجن.

يقبع في سجن قرية بارێ عشرات المعتقلين المغيبين، غالبيتهم من الشباب الإيزيديين الذين اعتقلتهم البكك بتهمة التجسّس والعمالة والخيانة، كما يوجد شباب من باكور وروجهلات كوردستان وبعض السجناء العرب.

أسماء بعض السجناء في سجن قرية بارێ

حصل موقع داركا مازي على أسماء 27 سجينًا في زنزانة قرية بارێ، وهم:

1- سرهلدان/ عضو في حزب العمال الكوردستاني بكك، ومسؤول مضياف عشيرة سموقية.

2- دزوار/ من جزيرة بوطان في باكور كوردستان.

3- غمكين روجهلاتي.

4- سيروان روجهلاتي.

5- جوتكار آمد.

6- بوتان/ من ئاگري بباكور كوردستان-كوردستان تركيا.

7- سرحد شيخ/ إيزيدي وكان عنصراً في جهاز مكافحة الإرهاب لوحدات مقاومة شنگال (YBŞ).

8- منصور/ إيزيدي من قبيلة قيراني من أهالي قرية سيبا شيخ خضر التابعة لناحية تل عزير، مقاتل في وحدات مقاومة شنگال (YBŞ).

9- أبو عرب/ من أهالي قامشلو، كان مسؤولاً لمجموعة قوريا، تمّ اعتقاله للاشتباه في صلاته بالدولة التركية.

10- صلاح – أحمد/ إيزيدي، اعتقل بتهمة التجسس والعمالة.

11- معتقلان إيزيديان اثنان، اعتقلا بتهمة قتل بير جكو قائد الفوج 80 لميليشيات الحشد الشعبي.

12- عبد الله حدو عسكر، الملقب بـ (ريناس) من المكوّن العربي، كان مسؤولاً للقسم العربي لاستخبارات وحدات مقاومة شنگال (YBŞ) تمّ اعتقاله منذ عدة أشهر بتهمة التجسس لصالح تركيا.

13- بختيار وان/ تمّ اعتقاله بسبب وجود علاقة عاطفية وحميمة بينه وبين إحدى كوادر البكك النسوية.

14- القاء القبض على ثلاثة عرب وهم (قيس ومنتصر ومحمود) لارتكابهم أعمال وممارسات منافية للأخلاق والآداب مع فتيات إيزيديات.

15- اعتقال عدد من عمال حفر الأنفاق وهم (عماد وأيمن وعدي وعبود وحسن وأحمد وماهر) بتهمة التجسّس والعمالة.

بمرور الوقت، تنفضح لا أخلاقيات وجرائم وظلم واضطهاد حزب العمال الكوردستاني في شنگال، وأصبحت سجون البكك ومعتقلاتها السرية في شنگال ساحة لتصفية حسابات الكوادر والأعضاء، فضلاً عن الشباب الإيزيديين البؤساء، وبحسب معلومات نشرتها قائمقامية شنگال، تمّ تغييب أكثر من 70 شاباً إيزيدياً في شنگال منذ عام 2020، وبات مصيرهم مجهولاً منذ تلك الفترة، وبعد البحث والتحقيق تبيّن أن معظمهم معتقلين في سجون سرية ومعتقلات مخفية لحزب العمال الكوردستاني بكك.

مقالات ذات صلة