تمرّ اليوم الذكرى 121، على ولادة قائد الحركة التحرّرية الكوردستانية والأب الروحي للشعب الكوردي ملا مصطفى بارزاني.
ولد مصطفى شيخ محمد بارزاني، في 14 من آذار/ مارس عام 1903، في قرية بارزان بإقليم كوردستان، أعتقل برفقة والدته لمدة 9 أشهر وهو في السنة الثالثة من عمره، خلال حملة للعثمانيين، بعد اعتقال شقيقه الأكبر عبد السلام.
وينتمي ملا مصطفى بارزاني إلى عائلة دينية، تتبنّى الطريقة النقشبندية، شارك في ثورة الشيخ محمود الحفيد عام 1919، وتمّ تكليفه بقيادة قوة مؤلفة من 300 مقاتل، ثمّ يتم ايفاده من قبل الشيخ أحمد بارزاني إلى الشيخ سعيد بيران في باكور كوردستان (كوردستان تركيا) بهدف التنسيق مع الثورة التي كان قد أشعلها.
وخلال الثورات الكوردية 1931- 1932، وبهدف الدفاع عن محاور (ميركسور–شيروان) قاد قوة كبيرة لمحاربة الإنكليز، وذاع سيطه آنذاك كقائد عسكري ذو حنكة وخبرة كبيرتين.
وخلال الحرب العالمية الثانية أشعل ملا مصطفى بارزاني انتفاضة مسلّحة في منطقة بارزان حتى وصل عدد البيشمركة وقتها إلى 2500 مقاتل الأمر الذي أدّى إلى فقدان حكومة بغداد سيطرتها على المنطقة لكن بعد عام ونصف تمكّنت الحكومة العراقية من حشد قوة كبيرة لتعيد شنّ هجوم على منطقة بارزان واندلعت معارك عنيفة خلال شهر آب/ أغسطس، وسبتمبر/ أيلول، حتى مطلع تشرين الأول/ أكتوبر من عام 1945، وأبدت خلالها قوات البيشمركة مقاومة شرسة وانسحبت لاحقاً إلى منطقة (كاني رش) على الحدود التركية >
في الـ 15 من أغسطس/ آب 1945 تمّ اعلان تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني من إيران، وبعد فترة قصيرة، وصل صوت الحزب الى مناطق كوردستان، وتمّ إيصال وتوزيع العديد من المنشورات على فئات الشعب الكوردي، الأمر الذي أدّى بالحكومة العراقية إلى البدء باعتقال أعضاء الحزب.
وفي الـ 22 من يناير/ كانون الثاني من عام 1946 وخلال مراسيم إعلان جمهورية كوردستان في مهاباد بروجهلات كوردستان (كوردستان إيران) تمّ تعيين ملا مصطفى بارزاني الذي كان واقفاً على يمين القاضي محمد، قائداً لجيش جمهورية كوردستان ومنح رتبة “جنرال”.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وانسحاب روسيا من إيران وانتهاء جمهورية مهاباد اندلعت المعارك بين القوات الإيرانية والقوات التي كان يقودها ملا مصطفى بارزاني. وبعد مقاومة عنيفة تمكّنت القوات الكوردية من الوصول إلى المناطق الحدودية للاتحاد السوفياتي آنذاك والبقاء في هذه البلاد مدة 12 عاماً.
في عام 1968 وقع الانقلاب الثاني للبعثيين وبدأ ملا مصطفى بارزاني والحكومة بالمفاوضات التي نجم عنها اتفاق عام 1970 الذي تضمّن بنوده وفقراته مشاركة الكورد في حكم العراق واعتبار اللغة الكوردية لغة رسمية في المؤسسات التعليمية بالإضافة إلى تطبيق الحكم الذاتي في كوردستان وحكم الكورد لمناطقهم، إلا أن الحكومة العراقية تنصّلت من تلك الاتفاقية واتفقت لاحقاً مع إيران على معاداة الكورد ووقعتا اتفاقية الجزائر الخيانية سيئة الصيت عام 1975.
وبعد عام 1975 مرض ملا مصطفى بارزاني، وتوجّه إلى الولايات المتّحدة الأمريكية بهدف العلاج إلا أنه توفي هناك عام 1979. ونقل جثمانه الطاهر إلى روجهلات كوردستان ووري الثرى مؤقتاً في منطقة شنو، وعقب انتفاضة آذار المباركة اُعيد جثمانه إلى منطقة بارزان في مراسيم مهيبة.
وقد تحوّل مزاره الآن بمنطقة بارزان، إلى مكان يزوره كل عام في ذكرى رحيله الوطنيون الكورد من كل مناطق كوردستان كتقليد سنوي كما يزور الطلاب، الاساتذة، المثقفون، البيشمركة، النساء، وكلّ شرائح مجتمع كوردستان.