جرائم الأنفال بحقّ الشعب الكوردي في إقليم كوردستان في ذكراها الـ 36

جرائم الأنفال بحقّ الشعب الكوردي في إقليم كوردستان في ذكراها الـ 36

قبل 36 عاماً، انطلقت ما سميت بـ ”حملات الأنفال” السيئة الصيت، وهي إحدى عمليات الإبادة الجماعية التي شنّها النظام العراقي البائد عام 1988 ضدّ المواطنين الكورد في إقليم كوردستان-جنوب كوردستان.

وقد أوكلت قيادة الحملة إلى الدموي علي حسن المجيد المعروف بعلي الكيمياوي، ابن عم رئيس النظام صدام حسين المقبور، الذي كان يشغل حينها منصب أمين سر مكتب الشمال لحزب البعث العربي الاشتراكي وبمثابة الحاكم العسكري للمنطقة، فيما كان وزير الدفاع العراقي الأسبق سلطان هاشم القائد العسكري للحملة.

وقد سميت الحملة بالأنفال نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم، ولهذا مرّت بثمانية مراحل، و ‹الأنفال› تعني الغنائم، والسورة الكريمة تتحدّث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة.

وقام بتنفيذ حملة الإبادة هذه قوات الفيلقين الأول والخامس في كركوك وأربيل، مع قوات النخبة من الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى قوات الجيش الشعبي وأفواج ما كان يسمى بالدفاع الوطني التي شكلها النظام العراقي آنذاك من بعض الكورد المعروفين بـ ”جاش-الجحوش” لمحاربة أبناء جلدتهم وقد تضمنت العملية ثمانية مراحل.

وقد حدّدت حكومة إقليم كوردستان يوم الـ 14من شهر نيسان من كل عام يوماً سنوياً لاستذكار ضحايا عمليات الأنفال.

المرحلة الأولى بدأت بالهجوم على منطقة سرگلو وبرگلو وقد استغرقت هذه المرحلة 3 أسابيع.

فيما المرحلة الثانية بدأت بالهجوم على منطقة قره داغ وبازيان ودربنديخان واستمرت هذه العملية من 22 اذار إلى 30 منه عام 1988.

أما المرحلة الثالثة فقد شملت الهجوم على منطقة گرميان، كلار، باونور، كفري، دووز، سنگاو، قادر كرم في محافظة كركوك.

والمرحلة الرابعة بدأت عندما قام النظام العراقي السابق بشن هجوم على منطقة حوض الزاب الصغير أي منطقة كويسنجق وطق طق وآغجلر وناوشوان.

والمراحل الخامسة والسادسة والسابعة من العملية بدأت بالهجوم على المناطق الجبلية في محافظة أربيل ومحيط شقلاوة وراوندوز، وجرى تدمير قرى المنطقة بالكامل.

والمرحلة الثامنة، وهي آخر مراحل العملية، فقد بدأت في 25 من آب سنة 1988 وقد شملت منطقة بهدينان، آميدي (العمادية)، آكري (عقرة)، زاخو، شيخان، دهوك، وقد استمرت هذه العملية حتى الـ 6 من أيلول من نفس العام.

وقد أدّت عمليات الأنفال هذه إلى تدمير أكثر من 5 آلاف قرية واستشهاد أكثر من 182 ألف من المدنيين الكورد الأبرياء، بينهم الآلاف من النساء والأطفال دفنوا أحياء في صحاري جنوب العراق في مقابر جماعية.

كما استخدمت في مراحل حملات الأنفال جميع أنواع الأسلحة المحرمة دولياً وخاصة السلاح الكيمياوي من الخردل والسيانيد وغاز الأعصاب والفوسفور.

مقالات ذات صلة