سمكو عبد العزيزي
مفهوم الإيزيديين إيزديين هو مشروع استراتيجي لحزب العمال الكوردستاني بكك بالتنسيق مع الشيعة المعارضين.
تعرّض الكورد الإيزيديين لـ 74 فرماناً-إبادة جماعية في التاريخ، كان الهدف من هذه الفرمانات القضاء على الإيزيديين كقومية كوردية وكدين له خصائصه الخاصة على هذه الأرض، صدرت غالبية هذه الفرمانات من قبل السلطات والأنظمة الإسلامية-بالاسم-، سواء كانت سلطات سنية أو شيعية، لكنّ هذه الفرمانات لم تحقّق أي أهداف لهذه الأطراف والأنظمة، والسبب في فشلها يعود على أصالة الإيزيديين وإيمانهم بكورديتهم ودينهم.
استمد الإيزيديون أصالتهم ومعتقداتهم الفلسفية من المثرائية (الأزداهية) ومن أهمّ خصائص المثرائية التي أُنشأت عليها الإيزيدية هي قدسية الأرض والهواء والماء والنار، ويتمّ أداء وعمران هذه المقدسات بلغة خاصة، وتعود أسس هذه اللغة إلى اللغة الكوردية، وكانت أهمية اللغة الكوردية عند الإيزيدية وأصالتها السبب الرئيسي في وجود الكتابين المقدسين للإيزيديين، “المصحف الأسود” وكتاب “الجلوة” باللغة الكوردية. ويتحدثون باللغة الكوردية في جميع طقوسهم ومراسيمهم، كما ويعبرون عن أفكارهم باللغة الكوردية، لذلك، إذا قمنا بدراسة حول قول وبيت ودعوات الإيزيديين لتبيّن لنا أن اللغة الكوردية تأخذ نصيب الأسد منها، ويرمز مصطلح (الأرض-الدين) إلى جغرافية كوردستان الحالية بجميع أجزائها الخمسة. وكانت اللغة الدينية للإيزيديين، الكوردية، عاملاً رئيسياً في الحفاظ على الثقافة الإيزيدية “الأعراف، العادات، الملابس، اللغة، الطبيعة، العلاقات الاجتماعية… إلخ”. ولو رأيت (إيزيدياً، سريانياً، يهودياً، وثنياً، صابئياً أو زرادشتياً… إلخ) على اختلافهم، ولم يؤدّوا طقوسهم الدينية لكانوا جميعاً متساوون من حيث الثقافة واللغة، أي أن جميعهم مشتركون في الكوردية كقومية، ولكنهم مختلفون في دينهم. هذه الثقافة المشتركة هي سبب علمي لجميع المصادر التاريخية في الثقافات مثل (شرف خان البدليسي والمستشرقين والقواميس العالمية والقيود-السجلات العثمانية والفارسية والبريطانية…) وما إلى ذلك، والتي عرّفت الإيزيديين ككورد، وأعتقد أن هذه الأسطر القليلة كافية لمعرفة أن الإيزيديين كورد.
بمعنى آخر، أن هذه الفرمانات بحقّ الإيزيديين لم تتمكّن من القضاء عليهم كدين أو ككورد.
وعندما وصل حزب البعث العراقي إلى السلطة في العراق، قاد العديد من المحاولات الفاشلة لفصل الإيزيديين عن الكورد، وكانت أهمّ محاولتهم إصدار مرسوم في عام 1977 يعلن أن الإيزيديين عرب، وقاموا بهذه الممارسات والأعمال بحقّ الإيزيديين في ظلّ هذا المرسوم:
فرض الملابس العربية (الدشداش والعكال) على الإيزيديين.
فرض التعليم باللغة العربية.
فرض الكتابة والتحدّث في المؤسّسات الحكومية باللغة العربية.
إلحاق مناطق سكنى الإيزيديين وديارهم بالمحافظات العربية.
ورغم هذا الكمّ الهائل من المحاربة والأعمال الشوفينية لم يمكّنوا من فصل الإيزيديين من كورديتهم.
بعد تحرير العراق من الشوفينيين العرب عام 2003، وإنشاء كيان كوردستان فيدرالية ضمن عراق موحّد اتّحادي، وتحرّر الإيزيديون من الممارسات الشوفينية التي كانت ترتكب ضدّهم، النتيجة أصبحت المناطق التي يسكنها الإيزيديون مناطق كوردية وكوردايتية محضة بجميع نواحيها، وهذا ما شكّل خطورة على التشيّع والشيعية، وهذا ما دفعت المعارضة الشيعية إلى وضع برنامج فكري وعملي ضدّ الإيزيديين، وخاصة في شنگال-سنجار، وكان برنامج المعارضة الشيعية على النحو التالي:
كتبت الشيعة تأريخاً مزيفاً مصطنعاً يزعم أنه عندما حلّت المآسي والإبادة بآل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) توجّه الناجون من آله من المذبحة إلى شنگال-سنجار واستقروا هناك، ثمّ من هناك توجّهوا نحو الشام-سوريا، علماً أنه لا يوجد أساس علمي لهذا التاريخ، لكن الهدف منه كان دعم إنشاء عدد من المراقد والأضرحة الشيعية في حدود شنگال-سنجار، وتمّ تحقيق هذا الهدف، والآن هناك العديد من الأضرحة والمراقد الشيعية هناك والتي أصبحت منبعاً لنشر التشيّع في المنطقة.
جميعنا يعلم أن الشيعة لعبوا دوراً رئيسياً في داعش، لأن هناك مفهوماً في التشيع يسمى بـ (التقية) والتقية في دين هؤلاء هي أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن تديّنا، وعندما ننظر إلى تنظيم داعش حسب الظاهر يظهر كأنهم من السلفيين السنة، لكن في جوهره يتبع داعش سياسة التشيّع ويحقّق أهدافه، فكانت مهمة داعش هي السيطرة على المناطق السنية وتدمير الإيزيديين من جذورهم، ونتيجة لذلك، حصل ما حصل من الفرمان الأخير بحقّ الكورد الإيزيديين من مجازر وإبادة جماعية في المنطقة.