شنّت القوات التركية هجومًا جديدًا وعملية عسكرية جديدة في منطقة برواري بالا، يجوب الجنود الأتراك ويتجوّلون في أنحاء قرية كيسته، يضعون نقاط المراقبة وحواجز التفتيش بين قريتي بابيري وبيليزاني، منطقة برواري بالا، هذه الأرض الواقعة في منطقة بهدينان، حيث تقع أجمل قرى وغابات ومراعي كوردستان، تمّ احتلالها من قبل الجيش التركي المحتل، ما اثار غيض أهالي المنطقة العاجزين، فقام شبان كورد برفع علم كوردستان في قرية كيسته الليلة الماضية.
حزب العمال الكوردستاني بكك هو المسؤول عن توغّل وانتشار الجيش التركي في منطقة برواري بالا
التزم حزب العمال الكوردستاني بكك وقوات الدفاع الشعبي HPG وجميع الكيانات التابعة له والتي دأبت على إطلاق تسمية (مناطق الدفاع المشروع-باراستنا مديا ومناطق وساحات الگريلا) على هذه المناطق منذ عقود، التزم الصمت المخزي، ولم يُسمع لهم صوت، كما التزمت بنادقهم الصمت ولم تطلق عياراً نارياً على عسكري تركي، ألستم من كنتم تقولون ليل نهار بأن هذه المناطق هي مناطق الدفاع المشروع ومناطق الگريلا وساحات قتالهم؟! لكنكم لا تقدرون اليوم على إطلاق رصاصة حتى على العساكر الأتراك! ألستم أنتم من كنتم تقولون إنّنا هنا للدفاع عن الناس وحمايتهم وحماية مكتسبات كوردستان إلى آخره من التفاهات… فأين أنتم الآن؟! ها هم الأتراك يجوبون هذه المناطق بينما أنتم هربتم إلى جبل گاره… ومن دون أن تخجل منظومة البكك-منظومة المجتمع الكوردستاني (KCK) من هذا الوضع، دعت المنظومة “شعب إقليم كوردستان-جنوب كوردستان” إلى مقاومة المحتلّ!!” إن موقف حزب العمال الكوردستاني بكك هذا هو خيانة ووقاحة وجبن، ففي عام 1985، وعندما كان معصوم كوركماز لا يزال حياً كان حزب العمال الكوردستاني يتواجد في هذه القرية، وبعد تسعينيات القرن الماضي، وتمّ بناء عشرات المخيمات والمعسكرات حول القرية، وكان كلّ من يتوجّه إلى القرية يمر عبر نقاط تفتيش العمال الكوردستاني بكك، نعم قام حزب العمال الكوردستاني بتسليم القمم والتلال التي كان يسيطر عليها طيلة 30 عاماً الماضية، قام بتسليمها للجيش التركي دون مقاومة وصمود ولو لـ 30 ساعة! بل لاذ بالفرار… هذا هو واقع المنطقة.
العمال الكوردستاني بكك لم يسمح لبيشمركة كوردستان بالانتشار والتمركز على سفح قمة جبل كيسته
في 23 نيسان/ أبريل 2021، أطلق الجيش التركي عملية عسكرية في مناطق برواري بالا ومتينا، خلال الساعات الأولى من العملية، أحكم الجيش التركي قبضته على قمة كيسته ودولا زندورا وقرية هرور وصولاً إلى سرزيري، تم فصل حدود قشورا وبرواري ژوري عن البعض، قبل بدء العملية، أرسلت قوات بيشمركة كوردستان رسالة إلى حزب العمال الكوردستاني بكك، جاء فيها “اتركوا المنطقة حتى نتمكن من الانتشار والتمركز فيها لئلا يحتلها الجيش التركي” لكن هل تعلمون ماذا كان ردّ حزب العمال الكوردستاني بكك وماذا قال؟ قالوا: “سنعتبر توغّل البيشمركة في المنطقة بمثابة إعلان حرب” رافضين تمركز وانتشار قوات البيشمركة في تلك المناطق، وما حدث بعد ذلك هو أن بكك الذي لم يسمح بتواجد وتمركز قوات البيشمركة في تلك المنطقة، ترك المنطقة للجيش التركي، وعندما لم تتمكن قوات البيشمركة من التمركز في المنطقة، طلبت حكومة إقليم كوردستان من قوات حرس الحدود العراقي بالانتشار والتمركز في المنطقة. وفي أيار/ مايو 2021، استقروا في قلعة قمري، ولو لم تتّخذ حكومة كوردستان هذه الخطوة لكان الجيش التركي متمركزاً اليوم في قلعة قمري أيضاً. فإذا كان العلم التركي أو العراقي يرفرفان هناك فهو بفضل العمال الكوردستاني بكك وهو وحده المسؤول عمّا حدث ويحدث.
ولو توجّه وتمركز بيشمركة كوردستان في قرية كيسته لكان حزب العمال الكوردستاني بكك هاجمه وزرع الألغام في طريقه واستهدفه وقتل العشرات من عناصره… لكن ها هو بكك لا يطلق رصاصة واحدة على الجيش التركي!!
القوات التركية لم تعبر لا من دهوك ولا من آميديي-العمادية لمنطقة العملية العسكرية…
زعمت صحافة ووسائل إعلام العمال الكوردستاني بكك وبعض كتّابه وأقلامه المأجورة، أن العساكر الأتراك عبروا المعبر الحدودي على الخابور، ويعبرون دهوك وأميدي وتوجّهوا من هناك إلى كيسته وشيلادزي ومتينا… لا صحة لمثل هذه الأكاذيب، أنباء عارية عن الصحة تماماً، القوات التركية تتوجّه صوب مناطق العمليات العسكرية انطلاقاً من تركياً مروراً عبر المناطق الحدودية التي أهداها حزب العمال الكوردستاني للدولة التركية، هذه القوات تصل لهذه المناطق انطلاقاً من قلبان آلكي وجلي… ومن هناك انتشروا في المنطقة. الأماكن التي تمّ فيها بناء طرق اسفلتية ومعبدة وكذلك مناطق انتشار جيوش الاحتلال التركي والمناطق التي أنشأت فيها الدولة التركية قواعد عسكرية لعساكرها جميعها كانت مناطق خاضعة لسيطرة حزب العمال الكوردستاني فيما مضى، وتركها لجيش الاحتلال التركي.
أين أنفاق الحرب لـ “مراد قره يلان”؟!
لم يمنع أحدّ مراد قره يلان من إيقاف العملية العسكرية ومواجهتها، فليتفضّل وليقاتل ويوقف الزحف التركي في حدود إقليم كوردستان! فليتوجّه إلى مراعي جولميرك وسهل فراشين على الطرق المؤدية إلى إقليم كوردستان وينصب الكمائن في طريق العساكر الأتراك لمواجهة العملية العسكرية وإيقافها وإفشالها، إذا لم تتمكّن من ذلك فعلى الأقل أوقف الأعداء في قرية آروش وآشوت واقطع طريقه هناك! لكن الحقيقة هي أن ساحة حرب وقتال قره يلان هي شاشات التلفاز، قره يلان على شاشات التلفاز أباد جيوش الاحتلال وجعل من كوردستان جحيماً لهم!! لكن في الواقع لم يفعل أياً من هذا على الإطلاق، سوى إطلاق صرخات ودعوات لشعب إقليم كوردستان بالمقاومة والنضال ضدّ الاستعمار! فالعمال الكوردستاني بكك الذي حمل السلاح لمحاربة الاستعمار والاحتلال… ها هو يدعوا الشعب ليقاتل ويقاوم ويصمد بدلاً عنه…! فشعب باكور كوردستان يقاتل وكالة عن البكك طيلة 40 عامًا، والآن يريد بكك الاختباء وراء شعب إقليم كوردستان!
ليتفضّل حزب العمال الكوردستاني بكك وليتقدّم إلى الأمام وليقاتل وليحارب… أين قره يلان الذين كان يقول بأنهم حفروا انفاقاً بمثابة قلاع تحت الأرض؟!! ألم تكن تزعم بأن حرب الأنفاق ستحقّق انتصاراً عظيماً؟! انكشفت أكاذيب قره يلان، واتّضح أن الأنفاق ليس أنفاق حرب بل هي عبارة عن أماكن للاختباء وقتل الفئران! فاين مقاتلو الأنفاق؟! لماذا لا يوقفون زحف الجنود الأتراك؟ نعم ينبغي أن يقف أحد ويقول لقره يلان القائد المهزوم والوقح: لقد سيطرت أنت وحزبك على جبال متينا وبرواري بالا طيلة مدة 30 عامًا، فلماذا لا تحميها؟!
بايك، قره يلان وكالكان وقادة العمال الكوردستاني بكك ومنظومة المجتمع الكوردستاني مسؤولون عن خسارة إنجازات الكورد ودمارها…
أصدرت منظومة المجتمع الكوردستاني (KCK) بياناً حمّل فيه الحزب الديمقراطي الكوردستاني (PDK) مسؤولية إراقة دماء أبناء الكورد، ولكن هذه المرة من هو المسؤول؟ من المسؤول عن سقوط عفرين وسري كانيه؟ أليس هو البكك؟ أليس البكك هو المسؤول عن تواجد وتجول الجنود الأتراك بأمان في مناطق برواري بالا، كيسته، كاني ماسي، سينيا، كورژار-كوري جهرو، وسور سكيري… اليوم؟ أليس البكك هو المسؤول؟ فما علاقة بارزاني أو الحزب الديمقراطي الكوردستاني به؟!
قام العمال الكوردستاني بكك بتسليم أرض الكورد وموطنهم للغزاة المحتلين فقط من أجل إطالة عمر حزبه وتنظيمه.
إن موقف حزب العمال الكوردستاني بكك في إقليم كوردستان المتمثّل فقط في تقديم إنجازات ومكاسب شعب إقليم كوردستان على طبق من ذهب للجيش التركي، هو موقف خياني غادر.