المعالج النفسي
القيادة المهزومة لحزب العمال الكوردستاني بكك، والتي اتّخذت اسم منظومة المجتمع الكوردستاني (KCK) لو كان هناك ما يسمى بـ “القيادة-الزعامة” في حزب العمال الكوردستاني بكك، أو إذا كانت لديها الشجاعة والجرأة لتسمّي نفسها “القيادة” لأنه في أطر بكك القيادة تعني الرئاسة، والرئيس هو فقط أوجلان وحده، لذلك نقول إن الجماعة “القيادية بالاسم” أصدرت تصريحاً.
في البيان، وكالعادة، أساء حزب العمال الكوردستاني بكك إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني، بينما قدّم طلباً ناعماً للغاية وودياً إلى العراق، السبب هو؛ يقول بكك بأن حكومة إقليم كوردستان والحكومة العراقية اتّقتا على الهجمات التركية على قواعد ومعاقل حزب العمال الكوردستاني بكك في إقليم كوردستان.
بالإضافة إلى الشعارات الغريبة الأطوار والعجيبة-الأنتيكه ولغة الخطاب، في هذا التصريح، يجدر بالمرء أن ينتبه له.
حزب العمال الكوردستاني بكك، الذي وصف الحزب الديمقراطي الكوردستاني في أكثر من مرة، وبوقاحة وتعجرف، وصفه بأنه “خائن وعدو” وفي الوقت نفسه يشتكي من الحكومة العراقية غاية في اللطف، تلك الحكومة التي أدرجت العمال الكوردستاني بكك على لائحة وقائمة المنظمات المحظورة!!
في تصريحها، قالت منظومة المجتمع الكوردستاني (KCK) للحكومة العراقية: “وقد تمّ إعلان حركتنا كمنظمة محظورة في العراق، حيث أن هذه المحاولة تسلط الضوء بشكل ملموس على هذه الحقيقة، وإلا، لماذا يتمّ إعلان حركة تتمتع دائماً بعلاقة ودّية وداعمة مع الدولة العراقية والشعب العراقي كمنظمة محظورة من قِبل الحكومة العراقية؟”.
وبالإضافة إلى أن معظم المعلومات التي وردت في بيان منظومة بكك مزيّفة ومصطنعة، وأنها نتاج ماكينة الأكاذيب والافتراءات لحزب العمال الكوردستاني بكك، فالسؤال هنا هو: لماذا حزب العمال الكوردستاني بكك غدّار وناكر للجميل تجاه الكورد وكوردستان والقوى السياسية الكوردستانية وحكومة إقليم كوردستان ومؤسّساتها الشرعية؟ ولكن وليس الآن، بل منذ البداية، خانع وذليل أمام دول المنطقة؛ ثلاثة منها علناً وواحدة منها سراً، وهو منشغل بخدمة مصالح تلك الدول ومخطّطاتها ومؤامراتها على حساب الأمة الكوردية وتربة كوردستان، بل حتى على حساب أرواح كبار كوادره وقادته؟! والأمثلة والأدلة هنا كثيرة، غير أنّنا لن نوردها ونناقشها هنا.
الثاني؛ حزب العمال الكوردستاني بكك، والذي لا علاقة له بالحقوق الوطنية والكفاح والنضال القومي-الوطني لكوردستان، يصف الكوردايتية بـ “الرجعية” و”العنصرية القومية البدائية” ويرى الحركة التحرّرية الكوردستانية تهديداً وخطراً على ديمقراطية الشعوب، لماذا يلجأ إلى الشعارات الوطنية-القومية عندما ترى العيون الحمراء الغاضبة للدول الإقليمية، ولا ينفكّ اسم الكورد وكوردستان يهجر لسانها؟!! علماً أنه ومنذ سنوات وعقود وخاصة بعد مسرحية إمرالي، يحاول حزب العمال الكوردستاني بكك نسيان اسم الكورد وكوردستان لديها ولدى الشعب!
ولكن رغم هذا، وما يبعث على البهجة والسرور، أن حزب العمال الكوردستاني بكك انكشف لغالبية الشعب الكوردي، وأن الأغلبية الصامتة من الشعب الكوردي تعرف الآن جيداً أن بكك فقط عندما يقع في مأزق أو معضلة فيتحدّث باسم الأمة الكوردية وكوردستان، إن كشف جوهر ومعدن حزب العمال الكوردستاني بكك يعود إلى صحوة وتوعية الأمة الكوردية في كافة أجزاء كوردستان الأربعة والقوى الوطنية المخلصة والمثقفين والكتاب الكورد الوطنيين المخلصين…
من ناحية أخرى، فإن القوى السياسية والشخصيات الذين طلب منهم حزب العمال الكوردستاني بكك المساعدة والدعم في بيانه، هم نفس القوى ونفس الأشخاص الذين باع لهم حزب العمال الكوردستاني الحرب والقتال من قبل، أو هم ضحايا حزب العمال الكوردستاني بكك أو على الأقل اتّهمهم بالخيانة.
القيادة المشكوكة والمشبوهة لحزب العمال الكوردستاني بكك تعاني العجز الإرهاق، وذلك بسبب أنها أصبحت سبباً وذريعة لجرّ الحرب والاحتلال لكوردستان. لهذا، فكيف يمكنه الآن أن يطلب المساعدة من الناس، في الوقت الذي وصفت أدبيات وأيديولوجية العمال الكوردستاني هذا الشعب بـ “المتخلف” و “الرجعي” ووصفت ثوراته بـ “الحروب القبلية والعشائرية” وتصف حقوقه المشروعة بـ “العنصرية القومية البدائية”… كما وقف بكلّ قوته ضدّ لغتهم وثقافتهم وعلمهم؟!!
فهل يكون من الخطأ أن يتساءل الناس: كيف يمكن لحزب العمال الكوردستاني بكك، الذي ركّز نضاله في عام 2024 على حرق متاجر الناس وأسواقهم، أن يتحدث عن النضال الوطني والقومي؟ كيف يمكن لحزب لا يتهم الغرباء فحسب، بل يتّهم أعضائه أيضًا بالخيانة ويقوم بتصفيتهم لاحقاً بسب أدنى انتقاد، أن يتحدث عن الحرية والديمقراطية وتعاون الشعب؟