لا يحقّ لمنظمة غير وطنية-قومية مثل (KNK-المؤتمر الوطني الكوردستاني) عقد مؤتمرات باسم الأمة الكوردية…

لا يحقّ لمنظمة غير وطنية-قومية مثل (KNK-المؤتمر الوطني الكوردستاني) عقد مؤتمرات باسم الأمة الكوردية...

مَمَت ميرديني

عقد (المؤتمر الوطني الكوردستاني-KNK) أحد أذرع حزب العمال الكوردستاني بكك في أوروبا، مؤتمراً على شبكة (زووم) حول الاشتباكات والمعارك الوهمية والحرب المزيّفة والعبثية والاحتلالية التي تدور رحاها بين مسلّحي حزب العمال الكوردستاني بكك والجيش التركي على أراضي إقليم كوردستان، خلال المؤتمر، دعا من خلال المؤتمر، الشعب الكوردي أن يتّحدوا مع بعض ضدّ هجمات الجيش التركي وأن يضعوا مصالحهم الحزبية الضيقة جانباً، لكن أيضاً تمّت مهاجمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبارزاني خلال نفس المؤتمر!

عندما ننظر إلى هذا المؤتمر في سياقه العام، يبدو مؤتمراً طبيعياً، لكن إذا قمنا بتقييم المؤتمر بحسب الأشخاص الذين شاركوا فيه، وعلاقات هؤلاء الأشخاص ونضالهم وممارساتهم… نرى أن هذا المؤتمر بحدّ ذاته مؤتمر نفاقي ذو وجهين، كونه لا أولئك الذين شاركوا في المؤتمر ولا الذين أسّسوا (المؤتمر الوطني الكوردستاني-KNK) لا يؤمنون لا بالوطنية والقومية ولا يهمّهم القضية الكوردية ولا يكترثون لها أصلاً، بل يقفون بكافة الاشكال ضدّ الأمة الكوردية، كما يصفون الوطنيين المخلصين بالتخلّف والرجعية، وليس هؤلاء فحسب، بل من يقدّسه ويؤلّهه (المؤتمر الوطني الكوردستاني-KNK) وحزب العمال الكوردستاني بكك ويعتبرونه شخصاً مقدّساً هو أيضاً ضدّ الأمة الكوردية، ويعرّف الدولة الكوردية ويظهرها وكأنه تجرّع للسمّ بالنسبة للكورد! لهذا نقول: لا يحقّ لمؤسّسة وأشخاص كهؤلاء أن يخدعوا الشعب الكوردي بشعارات وطنية قومية رنّانة وبراقة كلّما مرّوا بأزمة أو وقعوا في ورطة أو مشكلة… فالتعبير عن الوطنية والإخلاص يكون بالأفعال، لا بالشعارات والكلمات الفارغة…

كلّما تعرّض حزب العمال الكوردستاني لهزيمة أو نكسة وما أكثرها، أو تعرّض لهجوم أو معضلة… فيُتوقّع في الحال عقد اجتماعات ومؤتمرات وإصدار بيانات… من (المؤتمر الوطني الكوردستاني-KNK)، لكنّنا لم نرَ أو نسمع أن صدر عمّا يُدعى بـ (المؤتمر الوطني الكوردستاني-KNK) البككي ولو بيان حول هجمات الجهات أو الأطراف الأخرى المناهضة المعادية لإقليم كوردستان سوى تركيا، فالحشد الشعبي أيضاً معادي للكورد، شنّ عشرات الهجمات بالصواريخ والمسيّرات على أربيل عاصمة إقليم كوردستان وما زال مستمراً لغاية اليوم، ففي عام 2017، هاجم الحشد الشعبي شنگال-سنجار وكركوك وبردي… إلخ، حاولوا احتلال العاصمة أربيل، لكن لم تكن هناك مؤتمرات وبيانات وتصريحات من المؤتمر الوطني الكوردستاني! باختصار، لأنهم كانوا يعتقدون أن هذه الهجمات والحملات هي ضدّ الحزب الديمقراطي الكوردستاني (PDK)، فهنا نوجّه هذا السؤال للمؤتمر الكوردستاني لبكك: لماذا لم تدلوا ولو ببيان حول الهجمات العديدة والمستمرة لميليشيات الحشد الشعبي وحلفائها كـ حزب العمال الكوردستاني بكك؟!

نعم، يستخدم (المؤتمر الوطني الكوردستاني-KNK) الأمة الكوردية والوحدة الوطنية الكوردية كقناع يتستّر به، ويحقّق جميع ما يصبّ في مصلحة حزب العمال الكوردستاني بكك تحت اسم وشعار هذه الوحدة الوطنية-القومية للكورد، لم يصدر هذا المؤتمر البككي أي بيان ضدّ العمال الكوردستاني بكك وزعميه اللذان مارسا آلاف الممارسات المعادية المناوئة للقومية والوطنية، بل على العكس تماماً، يضفي المؤتمر البككي الشرعية على كافة ممارسات بكك بينما في المقابل كلّ ممارسة تتمّ ممارستها ضدّ العمال الكوردستاني بكك من أي طرف أو جهة أو حزب كوردستاني يعتبره المؤتمر خيانة ومن قام بها خائناً كائناً من كان!! كما يدلي بعشرات التصاريح والبيانات لتخوين من انتقد حزب العمال الكوردستاني أو اعترض على ممارساته ووصفه بأبشع الصفات!

والسبب في ذلك، أن (المؤتمر الوطني الكوردستاني-KNK) يُدار من قبل كوادر العمال الكوردستاني بكك في أوروبا أمثال نيلوفر كوج وآدم أوزون وزبير آيدار ورمزي. كارتال، فمضمون ومحتوى المؤتمر وقيادته ورؤسائه المشتركين وما إلى ذلك، كلّها يتمّ تحديدهم بشكل مباشر من قبل قنديل، يحرّك حزب العمال الكوردستاني بكك أعضاء (المؤتمر الوطني الكوردستاني-KNK) ذهابًا وإيابًا وفقًا لمصالحه الوقتية الضيقة كبيادق وأحجاراً، يستخدم العمال الكوردستاني بكك (المؤتمر الوطني الكوردستاني-KNK) كمؤسّسة لا حول لها ولا قوة غير فعالة ومجرّدة من أي تأثير لأغراضه وأهدافه الخاصة، فكيف بمؤسّسة تحت تأثير حزب غير قومي أن تعمل لصالح الأمة الكوردية؟ حتى إذا أراد (المؤتمر الوطني الكوردستاني-KNK) أن يفكر على المستوى الوطني أو يعمل بوطنية فلن يستطيع ذلك؛ لأن قيادته تضمّ أشخاصًا غير وطنيين قوميين من حزب العمال الكوردستاني بكك، بشكل عام، الأشخاص المعادين للحزب الديمقراطي الكوردستاني وحكومة إقليم كردستان هم من يديرون ويقودون هذه المؤسّسة.

نعم، السواد الأعظم ممّن يديرون مكاتب ومقار (المؤتمر الوطني الكوردستاني-KNK) في بروكسل ويجلسون على طاولاته هم الأشخاص الذي يهاجمون الحزب الديمقراطي الكوردستاني والبارزاني، ومن يوافق البارزاني والديمقراطي الكوردستاني ويتقبّلهما لا يمكنهم الوصول لهرم المؤتمر البككي في بروكسل، فكما أنك لو أردت اعتناق الدين الإسلامي فعليك التشهّد أولاً، فكذلك بالنسبة للانضمام إلى (المؤتمر الوطني الكوردستاني-KNK) والجلوس على طاولته في أوروبا، فعليك أو أن تبايع حزب العمال الكوردستاني بكك وزعيمه وتتعهّد بالولاء المطلق لهما وكذلك تتعهّد بالعداء المطلق للديمقراطي الكوردستاني والبارزاني، ولا سبيل آخر غير ذلك، فكيف بمؤسّسة لها هذا الولاء المطلق والأعمى بقرارات قنديل أن تمثّل الأمة الكوردية والكورد؟!! محال…

فلو أراد (المؤتمر الوطني الكوردستاني-KNK) أن يتخذ موقفاً وطنياً، فعليه أولاً أن يقف ضدّ آراء وأقوال زعيم حزب العمال الكوردستاني بكك أوجلان، وأن يدين تصريحاته القائلة: “أعطوني فرصة، أريد أن أخدم دولتي “تركيا””… أن يدين ويستنكر زعيم بكك نتيجة مواقفه وأقواله البعيدة عن الوطنية بل والمعادية لها، أن يدين ويستنكر الشخص الذي طلب الاعتذار من عوائل القتلة الأتراك أمام المحكمة التركية، ولكن لم يدفعه وجدانه وضميره من التحدّث عن شهيد كوردي! وأحنى رأسه للعدو، فليدن وليستنكر هذه المواقف أولاً، فليدين (المؤتمر الوطني الكوردستاني-KNK) أوجلان الذي سرد سيرة حياة قادة وكوادر تنظيمه بشكل كامل للعدو، فليعارض (المؤتمر الوطني الكوردستاني-KNK) وليستنكر على كلّ من يرى تركيا وحدها عدواً للكورد بينما يرون أن النظام السوري وإيران والعراق إخوة واصدقاءٌ للكورد! فليستنكر وليدين من يقول على رؤوس الاشهاد أن الفضل في بقاء نظام الأسد على قدميه يعود لنضالنا ودفاعنا عنه! ومن يقول بأنّ سبب رفع علم العراق في شنگال-سنجار هو نحن لا غير! وأنّنا لن نسمح لشنگال أن تكون جزءاً من إقليم كوردستان بل هي مدينة عراقية! فليدين (المؤتمر الوطني الكوردستاني-KNK) هؤلاء وليستنكرهم وليدين مواقفهم المعادية للوطنية والأمة الكوردية وكوردستان… وبعدها يلبسوا لباس الوطنية والقومية، ولكن ليس بمقدور المؤسّسات والشخصيات الخاضعة لتأثير حزب العمال الكوردستاني التفكير والسعي بطريقة وطنية قومية وهذه حقيقة واضحة.

قال المؤتمر البككي في مؤتمره: “الدولة التركية ضدّ وجود الكورد وضدّ كوردستان، ولا تخفي نيتها هذه، بل تُظهر نواياه من خلال أعمالها الثقافية والسياسية والعسكرية، الدولة التركية تستهدف وتدمر التركيبة السكانية والبيئة في كوردستان بنوايا سيئة وخبيثة، وذلك من خلال هجمات وعمليات مخطّط لها…” لكن الحقيقة هي أنه ليس الدولة التركية هي وحدها ضد الكورد وكوردستان، بل كذلك كلّ من إيران وسوريا والعراق ضد الكورد وكوردستان، لكنّنا لم نرى المؤتمر البككي اتّخذ موقفاً معادياً ضدّ هذه الدول المحتلة لكوردستان قطعاً، ولن نراه أبداً…

نعم كما تقولون “الانقسام الداخلي للكورد يضعف جبهة حماية مكتسبات وإنجازات كوردستان ويمهّد الطريق للأعداء” ومع ذلك، لم يكن هناك أي شخص أو حزب أصبح سبباً في تشتيت وتفرقة البيت الكوردي والكوردستاني بقدر أوجلان وحزبه بكك.

باختصار، المؤتمر الذي يحمل اسماً كبيراً مثل المؤتمر الوطني الكوردستاني، تمّ تنظيمه فقط لتجريد المفاهيم الوطنية والقومية من مدلولاتها ومعانيها، وخدمة مصالح حزب العمال الكوردستاني بكك، وفي الوقت نفسه، قطع مؤتمر البكك هذا الطريق أمام عقد (مؤتمر وطني كوردي) حقيقي على أرض الواقع.

مقالات ذات صلة