أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وسرق سوريا-روجآفا كوردستان التي يشرف عليها حزب الاتّحاد الديمقراطي PYD، عفواً عاماً لإطلاق سراح عناصر تنظيم داعش الإرهابي من سجونها في كافة أنحاء روجآفا كوردستان، بينما شدّدت الدولة العراقية السيطرة على حدودها المشتركة مع سوريا خشية انتقال عناصر التنظيم الإرهابي للعراق وتنظيم صفوفه واشتداد هجماته داخل العراق، في حين وصف قائد قوات بيشمركة كوردستان في شنگال هذا القرار والممارسات من جانب حزب العمال الكوردستاني بكك المهيمن على الإدارة الذاتية في روجآفا كوردستان، وصفها بالمؤامرة الخطيرة لحزب العمال الكوردستاني بكك.
بعد أقل من أسبوع على صدور قرار العفو العام عن سجناء داعش في سجون الإدارة الذاتية، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية والمعروفة بـ “قسد” أطلقت سراح جحافل من إرهابيي داعش بلغ عددهم 1500 سجيناً يشتبه في أنهم مقاتلون وعناصر في صفوف تنظيم داعش الإرهابي.
وكان قد حكم على بعض السجناء بالسجن لمدة 10 سنوات لكنّهم قضوا عامين فقط في السجن، في حين حكم على آخرين بالسجن لمدة أربع سنوات لكنهم قضوا سنة واحدة فقط في السجن، وتمّ إطلاق سراحهم!
إطلاق حزب العمال الكوردستاني بكك سراح إرهابيي داعش يأتي في إطار تخفيف الضغوطات عليه
بالصدد، قال قاسم ششو، قائد قوات البيشمركة في شنگال-سنجار، إن حزب العمال الكوردستاني بكك بدأ بلعبة خطيرة حيث استخدم ورقة داعش لتخفيف الضغوطات التركية العراقية على الحزب.
وأطلق حزب العمال الكوردستاني بكك سراح الآلاف من مقاتلي تنظيم داعش من سجون روجآفا كوردستان ما أثار المخاوف بين سكان الموصل ومحافظة نينوى بشكل عام والقوات الأمنية العراقية المنتشرة على الحدود السورية العراقية.
وقال قائد البيشمركة في شنگال-سنجار، قاسم ششو، إن حزب العمال الكوردستاني بكك أصدر قراراً باسم العفو العام لإطلاق سراح أكثر من 1500 مقاتل من داعش من السجون على مرحلتين. في المرحلة الأولى، تمّ إطلاق سراح 1112 مقاتلاً من سجن الرقة، وفي المرحلة الثانية سيتم إطلاق سراح 400.
مخاطر وتهديدات عودة الإرهابيين إلى نينوى
وأشار أيضًا إلى أن حزب العمال الكوردستاني بكك يقوم بلعبة خطيرة وفظيعة. وهو يعلم جيداً أنه يتعرّض لضغوط من تركيا في قنديل والسليمانية، وأن السلطات هناك لم تعد قادرة على تجاهل تحركات حزب العمال الكوردستاني بكك، لذلك، فإن إطلاق سراح مقاتلي داعش الخطرين من مؤامرات ومخططات حزب العمال الكوردستاني بكك وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” خلق أيضًا تهديدًا لحدودنا لأن هناك خطرًا من وصول مقاتلي داعش هؤلاء إلى محافظة نينوى وسيتدهور الوضع الأمني مرة أخرى.
ودعا قاسم ششو رئيس الوزراء العراقي والأطراف المعنية إلى أخذ التهديد الذي شكّلته ورقة الضغط التي استخدمها حزب العمال الكوردستاني بكك على محمل الجد وعدم تجاهلها.
مظلوم عبدي: خطتنا هي إطلاق سراح جميع السجناء وتحريرهم…
من جانبه، قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي حول مصير المساجين من عناصر داعش الإرهابي في سجون “قسد”: “في الوجبة الأولى أطلقنا سراح ما يقرب من 1500 أسير، وخطتنا هي إطلاق سراح جميع السجناء باستثناء من تلطّخت أيديهم بدماء السوريين، وكذلك المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا في صفوف داعش”.
غرب نينوى يتّخذ تدابير الحيطة والحذر…
كشفت وثيقة مسرّبة ومتداولة، للفرقة 20 ضمن قيادة عمليات غرب نينوى وهي تطالب تشكيلاتها باتّخاذ تدابير الحيطة والحذر على خلفية إصدار عفوٍ عام للسجناء المودعين لدى قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وأظهرت الوثيقة التي تحمل عنوان برقية سرية وفورية وهي معمّمة على القطعات العسكرية في الفرقة 20 المتمركزة في قضاء شنگال-سنجار باتّخاذ تدابير الحيطة والحذر بعد اصدار قوات سوريا الديمقراطية عفواً عاماً لما يقارب 1500 سجين ومعتقل لديها، وأن هؤلاء لديهم نوايا للتسلل الى العراق.
من جانبه كشف مصدر عسكري في الفرقة 20 للجيش العراقي، أن قوات سوريا الديمقراطية أطلقت سراح المئات من المعتقلين في سجونها في شمال وشرق سوريا-روجآفا كوردستان كوجبة اولى، ولدينا معلومات بانها ستفتح السجون الاخرى التي تضمّ المئات من المعتقلين والسجناء بعد إصدار هذا العفو وتناقلته وسائل إعلام تابعة لسوريا الديمقراطية والمقرّبة من حزب العمال الكوردستاني بكك”.
وتابع المصدر بالقول، إن “تشكيلاتنا العسكرية ضمن صحراء الحضر وقرب الحدود العراقية السورية ابلغت باتّخاذ تدابير الحيطة والحذر منعاً تسللهم الى العراق عبر نينوى”.
من جانبه، قال محمد الشمري، من قيادة عمليات غرب نينوى، لصحيفة العربي الجديد، إن القوات العراقية اتّخذت إجراءات وقائية لمنع أي دخول مشبوه إلى الحدود العراقية من سوريا، ونشرت قوات على الحدود بطول 200 كيلومتراً.
وقالت الصحيفة إنه تمّ تركيب كاميرات مراقبة على الحدود العراقية السورية في محافظة نينوى.
نحو 10 آلاف مقاتل من داعش في سجون الإدارة الذاتية
ويوجد نحو 10 آلاف من مقاتلي وعناصر داعش الإرهابي في السجون الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية في روجآفا كوردستان، بينهم نحو 2000 أجنبي.
وأعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا-روجآفا كوردستان، يوم الأربعاء الموافق لـ 2024/7/17، قانون العفو العام وقرّرت إطلاق سراح جميع السوريين الذين كانوا مسجونين قبل صدور العفو.
وكخطوة أولى من تنفيذ القرار، ووفق المعلومات الواردة، تمّ إطلاق سراح أكثر من 1500 شخص، معظمهم من أعضاء تنظيم داعش.
قلق الحكومة العراقية
أثارت خطوة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) هذه، استياءً وقلقاً لدى الحكومة الاتّحادية العراقية، فضلاً عن مخاوف من عبور عناصر تنظيم داعش المحرّرين من سوريا الحدود العراقية لتجنب القبض عليهم مرة أخرى، وتنظيم صفوفهم في العراق من جديد.
تزامن مع قرار قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والإدارة الذاتية هذا، نشر الجيش العراقي المزيد من قواته على الحدود مع سوريا لمنع هروب وعبور مقاتلي داعش نحو الأراضي العراقية.
