اتّهم الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني، قوات الأمن التابعة لحزب الاتّحاد الوطني الكوردستاني في مدينة السليمانية بإقليم كوردستان، بتسليم أحد أعضائه إلى إيران.
وأفاد المركز التنظيمي للحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني في بيان له، بأن بهزاد خوسروي، وهو من أهالي مدينة سقز بروجهلات كوردستان-كوردستان إيران، وعضو في الحزب، كان مقيماً في السليمانية كلاجئ، تمّ اعتقاله وتسليمه إلى إيران.
وأضاف البيان بأن قوات الأمن التابعة للاتّحاد الوطني في السليمانية استدعت خوسروي مرتين، وبعد عدة أيام من الاحتجاز، تمّ تسليمه إلى الاستخبارات الإيرانية.
وعقب تسليمه، أصدرت أجهزة أمن الاتّحاد الوطني الكوردستاني بيانًا زعمت فيه أن خوسروي تمّ اعتقاله وتسليمه لأنه يفتقر إلى تصريح إقامة في إقليم كوردستان وليس له انتماء لأي حزب سياسي معارض كوردي، وأنه تمّ تسليمه إلى إيران بناءً على رغبته، إلا أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني نفى هذه الادعاءات.
وأوضح “خلافًا لبيان جهاز الأمن، كان بهزاد خوسروي يُقيم مع والدته وشقيقته في مدينة السليمانية بإقليم كوردستان منذ أكثر من 10 سنوات، وان إقامته في إقليم كوردستان كانت قانونية، وقد تمّ تسجيله كطالب لجوء سياسي لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهو وعائلته أعضاء في الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني منذ 7 أعوام”.
وأدان الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني بشدة تسليم خوسروي إلى إيران، مؤكّداً أن “قضيته كان ينبغي أن تتمّ معالجتها من قبل النظام القضائي في إقليم كوردستان، وليس من قبل قوات الأمن التابعة للاتّحاد الوطني الكوردستاني”.
وأوضح بيان الحزب (الديمقراطي الكوردستاني-إيران أقدم الأحزاب الكوردية تأسيساً حيث تأسّس عام 1945) بالقول “بينما نعرب عن احتجاجنا، فإنّنا نطالب بمزيد من المعلومات والتوضيحات من الجهات المعنية والتحقيق القانوني في هذا الأمر”.
وكان خوسروي، المولود في مدينة سقز بروجهلات كوردستان عام 1987، يقيم في مدينة السليمانية منذ عام 2014 وكان لديه طلب لجوء لدى الأمم المتحدة.
وكانت منظمة “هنگاو” المهتمة بحقوق الانسان في روجهلات كوردستان، قد أكّدت تسليم حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي يرأسه بافل طالباني، ناشطاً في الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني يدعى بهزاد خوسروي (37 عاماً) إلى السلطات الإيرانية.
منظمة “هنگاو” المهتمة بحقوق الانسان في روجهلات كوردستان، كانت قالت في بيان أمس الجمعة، أن “الناشط بهزاد خوسروي قد تمّ تسليمه من قبل الاتّحاد الوطني الكوردستاني إلى السلطات الإيرانية، بعد تعرّضه للتعذيب”.
المنظمة الحقوقية أوضحت أن “القوات الأمنية في مدينة السليمانية اعتقلت الأسبوع الماضي، الناشط السياسي الكوردي اللاجئ والعضو في الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، بهزاد خوسروي، وهو من مدينة سقز بشرقي كوردستان ومسجّل رسمياً كطالب لجوء لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)”.
وأشارت إلى تسليمه إلى الأجهزة الأمنية الإيرانية “بعد تعرّضه للتعذيب الشديد خلال فترة اعتقاله”.
وتابعت منظمة هنگاو بالقول، إن جهاز الأمن الإيراني في مدينة سنه (سنندج) استدعت الأحد الماضي شقيق خوسروي وأبلغته بأن هذا الأخير معتقل لديه.
وعملية تسليم خوسروي ليست الاولى من نوعها، حيث كان الاتّحاد الوطني الكوردستاني، قد سلّم في عام 2020 ناشطاً سياسياً آخر من روجهلات كوردستان يُدعى مصطفى سليمي إلى إيران بعد 17 عاماً قضاها في معتقلات مدينة سقز، وتمكّنه من الفرار من السجن، ووصوله إلى قرية هنگژال التابعة لقضاء بينجوين في محافظة السليمانية، لتقوم السلطات الإيرانية بعدها بإعدامه.
وكان سليمي قد أمضى 6 أيام بين مسجد القرية وأحد المنازل، وفيما بعد اتّصل صاحب المنزل بمديرية الآسايش في بينجوين التي تتبع لآسايش السليمانية وقام بإبلاغهم ضمن إطار تعليمات مكافحة «كورونا» حينها لإجراء الفحص الطبي له، وكانت آسايش بينجوين قد تلقّت من السلطات الإيرانية مسبقاً قائمة بأسماء المعتقلين الفارين من سجن سقز، لذا كانت على معرفة بهوية مصطفى سليمي، وبحجة إجراء فحص «كورونا» أخذته وسلمته للسلطات الإيرانية.
وفي حينها نفت حكومة إقليم كوردستان رسمياً اطلاعها على القضية، وتمّ تشكيل لجنة للتحقيق في تفاصيلها بأوامر مباشرة من رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني.