ضمن الانتهاكات المستمرّة بحقّ الطفولة والأطفال في مدن وبلدات روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا، والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” أقدمت عصابات ومرتزقة شبيحة حزب العمال الكوردستاني بكك أو ما تسمّى بـ “الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر” المرتبطة بقيادة بكك في قنديل مباشرة، والعاملة في ظلّ قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على اختطاف طفلة لم تتجاوز العاشرة من عمرها من بلدة تل رفعت بريف محافظة حلب بهدف تجنيدها قسرياً في رفوف مقاتلات الحزب في أحدث مسلسل للانتهاكات المستمرة لدى هذه القوات.
وأكّد زكريا دياب، من أهالي قرية كشتعار التابعة لمدينة شرا في ريف عفرين المحتلة، أن عصابة ومرتزقة الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر، اختطفت طفلتهم التي لم تتجاوز الـ 10 سنوات أمام منزلهم، بغية تجنيدها ضمن رفوف وحدات حماية المرأة (YPJ) الجناح النسوي السوري المسلّح لحزب العمال الكوردستاني بكك.
وناشد والد الطفلة “جودي دياب” الجهات المعنية، بإعادة ابنته التي لازالت تلميذة في الصف السادس، وتعاني من ضعف في البصر، وترتدي نظارات طبية.
وبحسب نسخة من دفتر العائلة، فإن الطفلة “جودي زكريا دياب” تولد محافظة حلب، يوم 3 كانون الثاني 2014.
من جهتها، ناشدت فاطمة دوغان، والدة الطفلة “جودي” القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، والمنظمات الدولية، بإعادة ابنتها القاصر التي تعاني من ضعف النظر، إلى المنزل، وفقاً لوثيقة منع تجنيد الأطفال التي وقّعت عليها قوات سوريا الديمقراطية.
وذكرت أن القوة المسؤولة عن اقتيادها، أقرّت بتواجد الطفلة لديهم.
وتابعت: “اختطفوا الطفلة للمرة الأولى من المدرسة مع طفلة أخرى تكبرها سناً، وتمكنّا بعد إثارة الأمر وممارسة الضغط، من رؤية الطفلة وإعادتها علماً أنها بدت غير طبيعية، لكن بعد نحو 15 يوماً قاموا باختطافها من أمام المنزل في المساء مرة أخرى”.
يجب اتخاذ إجراءات حازمة ضد الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر
مطلع الشهر الجاري، اتّهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عصابة ومرتزقة منظمة “الشبيبة الثورية (جوانن شورشكر)” بتجنيد الأطفال في المجموعات المسلّحة، مطالبة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) باتّخاذ إجراءات “فورية وحازمة” لضمان التزام الحركة بسياسات منع تجنيد القاصرين واستغلالهم.
وذكرت المنظمة، في تقرير لها، أن الحركة “تربطها صِلات بسلطات الأمر الواقع” في إشارة إلى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وأشار التقرير إلى أن الحركة “جنّدت فتيات وفتيانا في سنّ الـ 12، مقتلعة إياهم من مدارسهم وعائلاتهم، ومنعت ذويهم من الاتصال بهم، وصدّت جميع محاولات عائلاتهم الحثيثة لإيجادهم”.
وأشار إلى أن تجنيد الأطفال يحرمهم من طفولتهم ويُعرضهم للعنف الشديد وقد يؤدي إلى صدمات جسدية ونفسية طويلة الأمد.
من جانبه، قال آدم كوغل، نائب مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هيومن رايتس ووتش: “مع أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التزمت بإنهاء جميع أشكال تجنيد الأطفال، فإن الانخراط الصارخ لمجموعات مثل حركة الشبيبة الثورية والعدد المستمر لحالات تجنيد الأطفال كلّ سنة يُبيّنان تقاعساً خطيرا”.
وشدّد على أنه “يتعين على قوات سوريا الديمقراطية “قسد” اتّخاذ إجراءات فورية وحازمة لضمان التزام جميع المجموعات العاملة في مناطق سيطرتها بسياسات صارمة لعدم تجنيد الأطفال، وحماية جميع الأطفال من الاستغلال”.
ووثقت المنظمة أنه “بين حزيران وآب 2024، قابلت هيومن رايتس ووتش سبع عائلات في مناطق خاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية قالت إن حركة الشبيبة الثورية أخذت أطفالها، ست فتيات وفتيان تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاما، بين آذار 2023 وتموز 2024”.
جديرٌ بالذكر، كانت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، قد أكّدت في تقرير لها في 2024/9/4، أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قامت بإنشاء معسكر جديد للأطفال الذين تختطفهم عصابات وشبيحة حزب العمال الكوردستاني المعروفة بـ “الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر” حيث يتمّ احتجاز نحو 400 طفل وطفلة تتراوح أعمارهم بين 11 و13 عاماً، مؤكّدة أن هؤلاء الأطفال يُجبرون على الخضوع لتدريبات عسكرية مكثّفة على حمل السلاح، ويتعرضون لعمليات غسل دماغ عبر دورات أيديولوجية مع استخدام حبوب مخدرة وعقاقير محظورة دوليًا، وذلك في منطقة “صباح الخير” على أطراف محافظة الحسكة، في روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا.
كما كانت قد أكّدت في السابق، قيام عصابات الشبيبة الثورية الآبوجية بتهديد ذوي الأطفال المختطفين بالقتل والضرب في حال استمرار مطالبتهم بإعادة أبنائهم.
يُذكر أن حزب العمال الكوردستاني بكك، وإصداراته السورية، جنّد الآلاف من أبناء الكورد غالبيتهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 10-16 عاماً، لاستخدامهم في خوض حروبه العبثية ومقاومته الوهمية المزيّفة، ويمارس هذا الحزب عمليات خطف الأطفال عبر استغلال الظروف الاجتماعية للبعض ليغريهم أو يخدعهم لضمّهم إلى صفوف مسلحيه، فيما هذه الممارسات تشكل خطراً كبيراً على مستقبل المجتمع الكوردستاني برمته.