وحدات حماية الشعب (YPG) تترك عشرات الآلاف من كورد عفرين تحت رحمة العصابات التكفيرية!

YPG وحدات حماية الشعب تترك عشرات الآلاف من كورد عفرين تحت رحمة العصابات التكفيرية!

قوات وحدات حماية الشعب (YPG) وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” أذرع حزب العمال الكوردستاني بكك بروجآفا كوردستان-كوردستان سوريا، تركت عشرات الآلاف من اللاجئين الكورد النازحين من عفرين المحتلة وكذلك أهالي مناطق تل رفعت، الشهباء وحيّي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب وحدهم تحت رحمة العصابات التكفيرية ولقمة سائغة لمرتزقة تركيا من الميليشيات السورية المسلّحة وهيئة تحرير الشام-جبهة النصرة سابقاً، على غرار ما فعلته عندما تخلّت عن عفرين عام 2018 لدولة الاحتلال التركي لتقوم باحتلالها… واليوم، نرى التأريخ يعيد نفسه، بات مصير أهالي عفرين المحتلة الذين نزحوا منذ احتلال ديارهم يواجهون مصيراً مجهولاً من جديد في ظلّ العمال الكوردستاني المظلم، حيث انسحبت وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية تاركة هذه المناطق دون قتال!

هل يعدّ انسحاب وحدات حماية الشعب خيانة للشعب؟

منذ 6 أيام، تقصف ميليشيات هيئة تحرير الشام مدينتي حلب وحماة وتشنّ هجمات عليها من جميع الجهات، وبمرور الوقت، تتّسع رقعة المعارك والقتال، وتوغّلت هذه الميليشيات في تل رفعت ومنطقة الشهباء منذ ثلاثة أيام، بينما انسحبت وحدات حماية الشعب من هذه المناطق وقامت بتسليمها دون أي مقاومة أو قتال.

وبحسب مصادر موقع “داركا مازي” في روجآفا كوردستان، انسحبت وحدات حماية الشعب بأسلحتها من مناطق تل رفعت والشهباء وحيّي الشيخ مقصود والأشرفية، تلبية لنداء ميليشيات هيئة تحرير الشام، وانسحبت تاركة وراءها عشرات الآلاف من الكورد من أبناء عفرين المحتلة الذين نزحوا لتلك المناطق عقب احتلالها منذ عام 2018 تحت رحمة الميليشيات والعصابات التكفيرية.

وكشفت مصادرنا أن الإدارة الذاتية المفروضة على روجآفا كوردستان-شمال وشرق سوريا، والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” قد أعلنا تعبئة عامة واستنفاراً كاملاً، وطالبا الكلّ بحمل السلاح والالتفاف حول قواتهما، ولكن وبأوامر مباشرة من قنديل وبدعوة من الميليشيات وفي غضون ساعات، انسحبت هذه الوحدات وقوات “قسد” من هذه المناطق، تاركين وراءهم ما يقرب من 200 ألف لاجئ ونازح كوردي، معظمهم من أهالي عفرين المحتلة.

كانت وحدات حماية الشعب تقول للأهالي إن قدرنا ومصيرنا واحد، لكنها انسحبت الليلة الماضية بهدوء ودون قتال!

وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن مقاتلي وحدات حماية الشعب خدعوا الأهالي وأخبروهم أن مصيرهم هو نفسه، لكنهم في وقت لاحق من الليلة الماضية انسحبوا من المنطقة بهدوء وقاموا بتسليم المنطقة لمسلّحي المعارضة السورية، تاركين أكثر من 200 ألف مواطناً عفرينياً لمصير مجهول!

وبحسب التقارير، انتشر الخوف والذعر بين النازحين الكورد المحاصرين الآن من قبل مقاتلي المعارضة السورية وإدارة العمليات العسكرية وغرفتها المركزية.

كورد عفرين الذين فرّوا ونزحوا من ديارهم أصبحوا الآن يواجهون خطراً حقيقياً وتهديدات جدية، فلم يغادروا مخيماتهم، ولم تسمح لهم ميليشيات هيئة تحرير الشام بمغادرة مناطق الحرب.

وكان جيش دولة الاحتلال التركي والميليشيات الموالية لها قد أطلقا عملية احتلال عفرين مطلع عام 2018 باسم (غصن الزيتون) واحتلا المنطقة خلال أقل من شهرين. وتخلّى حزب العمال الكوردستاني بكك والكيانات التابعة لها عن المدينة وتركها للدولة التركية!

وبحسب الإحصائيات الرسمية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد نزح نحو 300 ألف شخص من مدينة عفرين ومحيطها إلى مناطق تل رفعت والشهباء، وأما الكورد المتبقّين في عفرين فيتعرّضون لظلم جسيم وانتهاكات يومية على يد مرتزقة تركيا من الميليشيات والعصابات السورية.

هل يشبه هذا الانسحاب انسحاب عام 2014 في شنگال؟!

الوضع الراهن في روجآفا كوردستان ومسالة انسحاب قوات وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” يتشابه إلى حدّ ما مع عملية عام 2014 في شنگال عندما واجه بيشمركة كوردستان إرهاب داعش وقاوم وحارب العصابات التكفيرية الإرهابية وأشباح الظلام هذه، وسقط العديد من الشهداء في صفوف قوات بيشمركة كوردستان الوطنية المخلصة، في سبيل إنقاذ الغالبية العظمى من الكورد الإيزيديين من إرهاب داعش… لكن حزب العمال الكوردستاني كان يتّهم هذه القوات الوطنية (بيشمركة كوردستان) بالهروب والتخلّي عن الإيزيديين!!

في تلك الفترة، أطلق حزب العمال الكوردستاني زمام إعلامه القذر لتصوير بيشمركة كوردستان كقوة مهزومة، ونشر أنباءً وتقارير إخبارية تحت عناوين “البيشمركة هربت وتخلّت عن شنگال!!” كما قامت وسائل إعلام روجآفا كوردستان والتي تعتبر امتداداً لإعلام وصحافة العمال الكوردستاني بكك بتبنّي نفس الموقف اللامسؤول والتخريبي…

لن ينسى شعب إقليم كوردستان أبداً عندما كانت مراسلة قناة روناهي الإخبارية التابعة للعمال الكوردستاني (بفرين النتنة) بنشر المشاهد داخل شنگال وإطلاق أكاذيب كـ “البيشمركة يفرون من شنگال!”.

والسؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه هنا، هو: لماذا عندما قامت قوات البيشمركة الكوردستانية بالانسحاب من شنگال بحكم عدم التكافؤ في ميزان القوى واعادة تمركز القوات من جديد وتثبيت المواقع في شنگال كلّ ذلك بعد تحرير وإنقاذ معظم الإيزيديين… أن تعتبر ذلك هروباً وفراراً من المعركة وانسحاباً… بينما الانسحاب الذي تقوم به قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ووحدات حماية الشعب حالياً أن تعتبرها بطولة وفداء ووطنية وشجاعة وتضحية…. فهل يعقل أن تعلن في المساء عن التعبئة العامة والاستنفار الكامل وتخاطب الشعب بأن مصيرنا واحد وتطالبه بحمل السلاح والالتفاف حول قواتك وما إلى ذلك… وبعد ساعات قليلة تتركهم في الظلام تحت رحمة العناصر التكفيرية لهيئة تحرير الشام؟!!.

مقالات ذات صلة