نفت تركيا ما أعلنته أميركا بشأن اتفاق هدنة أو وقف لإطلاق النار مع «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» في منبج، معتبرة أن ذلك قد يكون «زلة لسان» من جانب واشنطن.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع التركية، ردّاً على سؤال حول إعلان وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، تمديد هدنة أعلنتها، الأسبوع الماضي، بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إنه “من غير الوارد بالنسبة لنا أن نتوافق مع أي منظمة إرهابية. نعتقد أن ذلك مجرد زلة لسان”.
وأضاف المسؤول العسكري، خلال إفادة صحافية أسبوعية لوزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس: “تركيا لا يمكن أن تكون مخاطبة مع أي منظمات إرهابية أو طرفاً في اتفاقات من أي نوع معها، ونؤكّد أننا سنواصل اتّخاذ الإجراءات الوقائية والمدمّرة ضدّ المنظمات الإرهابية، وسنتعاون مع الإدارة الجديدة في سوريا في مكافحة الإرهاب”.
المسؤول العسكري التركي قال كذلك: “ستستمر استعداداتنا وإجراءاتنا في نطاق الحرب ضدّ الإرهاب، حتى يُلقى حزب العمال الكوردستاني بكك وذراعها السورية (وحدات حماية الشعب YPG) أسلحتها، ويغادر مقاتلوها الأجانب سوريا”.
وقال المسؤول العسكري التركي: “نعتقد أن الإدارة الجديدة في سوريا وجيشها (الجيش الوطني السوري) الموالي لأنقرة، بالتعاون مع الشعب السوري، سوف يحرّرون المناطق التي تحتلها وحدات حماية الشعب الكوردية (الإرهابية)» وفق تعبير المسؤول العسكري التركي.
وكانت تقارير صحافية، افادت باندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات «مجلس منبج العسكري» التابعة لـقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والمدعومة أميركياً، وفصائل وميليشيات ما يسمّى «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا، بعد منتصف ليل الأربعاء بريف منبج؛ ما أسفر عن مقتل 21 شخصاً من الفصائل وقوات (قسد) وعمودها الفقري (وحدات حماية الشعب) والتي تعتبرها تركيا امتداداً لحزب العمال الكوردستاني PKK المحظور.
وتزامنت الاشتباكات مع حركة نزوح كبيرة للمدنيين من المنطقة باتجاه المناطق الأكثر أمناً.
من جهتها، تعهَّدت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بقتال تركيا والجماعات التي تدعمها في مدينة كوباني بروجآفا كوردستان.
وقالت (قسد) في بيان، اليوم: “إننا في قوات سوريا الديمقراطية نؤكّد على أهمية وقف التصعيد ووقف جميع العمليات العسكرية وحلّ كافة المواضيع العالقة عبر الحوار. لكنّنا لن نتردّد في التصدي لأي هجوم أو استهداف لشعبنا ومناطقنا” وأضافت: “ستحارب قواتنا بمشاركة أهالي كوباني بكلّ ما أوتيت من قوة”.
ودعت قوات سوريا الديمقراطية ‹قسد›، أهالي مدينة كوباني بروجآفا كوردستان-كوردستان سوريا، إلى حمل السلاح إلى جانب مقاتليها في الجبهات، للتصدي لهجمات الفصائل المسلّحة الموالية لأنقرة.
وأشارت ‹قسد› إلى استمرار هجمات الفصائل المسلّحة في قره قوزاق وسد تشرين جنوب كوباني «رغم كلّ الجهود التي يبذلها التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية في خفض التصعيد وإعلان وقف إطلاق النار»، لافتة إلى نشوب اشتباكات عنيفة في هذه المحاور يوم أمس.
كما أشار البيان إلى أنه تمّ استهداف مناطق مختلفة من كوباني عبر الطيران التركي المسيّر وبالمدفعية الثقيلة.
وذكر البيان أن هناك «تحشدات» للجيش التركي في منطقة سروج بباكور كوردستان-كوردستان تركيا، إلى جانب تمركز “الدبابات والمدرعات التركية على الحدود الشمالية لكوباني، وفي الجهة الغربية لقره قوزاق”.
يأتي هذا إثر تأكيدات تركية على أن الفصائل المسلّحة المدعومة من أنقرة سوف تسيطر على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية الحدودية في روجآفا.
وكالة (رويترز) نقلت عن مسؤول بوزارة الدفاع التركية، أن” المقاتلين السوريين الذين ندعمهم سيدخلون مناطق وجود قوات سوريا الديمقراطية”.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أمس الأربعاء، إنه “لا سبب قد يدفع تركيا لشنّ هجوم ضدّ (قسد) في سوريا إذا عالجت السلطات السورية الجديدة بالطريقة الصحيحة وضع هذه المجموعات” في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وقال فيدان في مقابلة تلفزيونية “هناك إدارة جديدة في دمشق الآن. أعتقد أن هذا الأمر هو أكثر ما يثير قلقهم حاليا” مضيفا “باعتقادي، إذا عالجوا هذه المشكلة بالطريقة الصحيحة فلن يكون هناك سبب لكي نتدخل”.
وكانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت، مساء الثلاثاء، تمديد وقف إطلاق النار بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا في منبج شرقي حلب، شمالي سوريا، حتى نهاية هذا الأسبوع.