عقد اجتماع بين زعيم الحزب التركي الأكثر قومية وتطرّفاً عنصرية في تركيا، دولت باخجلي ووفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî)، حضر الاجتماع من جانب حزب المساواة (DEM Partî) أحمد ترك وبروين بولدان وسري ثريا أوندر. وصفت وسائل الإعلام التركية الحدث بـأنه “لقاء تاريخي”، وبالفعل، كان هذا اللقاء تاريخياً حقّاً بالنسبة للكورد أيضاً، لأن اللقاء كان لقاء سقوط كلّ الأقنعة عن الوجوه أمام أنظارهم، بالطبع هذا لمن يفهم.
بعد اللقاء، أدلى أحمد ترك بتصريح مثير للجدل والانتباه خلال لقاء مع الإعلامي إسماعيل سايماز من قناة “هالك تي في” فقال: “هناك 50 مليون كوردي في الشرق الأوسط اليوم. وأنظارهم تتّجه صوب تركيا، ويعتبرون أنفسهم جزءًا من تركيا!”. وقال أيضاً: “همّنا الوحيد هو إعادة بناء الأخوة الكوردية التركية من جديد”.
والآن فليضع الكورد أيديهم على صدورهم ووجدانهم ويجيبوا:
– هل همّ الكورد الوحيد هو التعايش مع الأتراك؟ منذ لوزان وحتى الآن، استشهد الآلاف من الكورد في كافة أنحاء كوردستان الأربعة من أجل وطن حرّ ومستقل والعيش في أحضانه بحرية وممارسة ثقافته والتحدّث بلغته…
أم كما قال أحمد ترك أنهم ماتوا من أجل التعايش كأخوة مع الأتراك؟!
– هل أنظار الكورد في سننه-سقز ومهاباد والسليمانية وكركوك وكذلك كورد قامشلو وأربيل… أنظارهم تتوجّه نحو تركيا الآن؟ وقبل عامين، هل استشهد قرابة 100 كوردي استشهدوا في الشوارع في احتجاجات وانتفاضة (ژينا أميني) في إيران لإدانة دولة الاحتلال الإيراني من أجل التتريك والأخوة مع الأتراك؟!!
وبحسب تصريح أحمد ترك، أن همّ الكورد ليست الحرية والحياة على أرض الوطن… بل الهمّ الوحيد لعموم الكورد هو الأخوة مع الأتراك! إن تصريح أحمد ترك هذا هو في الواقع إهانة واحتقار مزري للكورد، احتقار وإهانة للشباب الذين أراقوا دماءهم على هذه الأرض. كاتب هذه السطور، ككوردي، يقول صراحة إن أحمد ترك لا يمثّلني ولا يمثّل إرادتي، بل حتّى لا أرى هذه التصريحات الغادرة الخيانية لأحمد ترك والتي تظهرها هذه القناة كنموذج جديد وأمة ديمقراطية وما إلى ذلك… كـ إرادتي. بل يجب على كلّ كوردي شريف أصيل أن يقول لأحمد ترك أنت لست إرادة الكورد ولا لمثّل إرادتهم، بل كلامك يصبّ في مصلحة تركيا والأتراك، لذلك فتصريحك يمثّل إرادة الأتراك. والحقّ أن أحمد ترك استحقّ لقبه (ترك) بجدارة وامتياز، وهو لقب يليق به فهو يفكّر ويعيش ويتحدّث كتركي.
لماذا لُقّب أحمد ترك بـ “ترك”؟ هذا اللقب لم تفرضه الدولة عليه، لقب “ترك” من بقايا وأنقاض الأعلام-الرايات الحميدية التي تأسّست لمحاربة الكورد والشعوب الأخرى ومناوئتهم منذ أيام الإمبراطورية العثمانية. وهناك قصة طويلة وراءه، لكن شيخ قبيلة-عشيرة قنجو (حسين قنجو) الذي انضمّ إلى الرايات الحميدية أصبح تركيا وسمّى ابنته “تركية” وفي وقت لاحق، اشترط رئيس العشيرة على والد “أحمد ترك (سنان)” رئاسة العشيرة-القبيلة وقصره بشرط أن يتزوج ابنته. وعندما تمّ تأسيس الدولة التركية الكمالية الجديدة، قام والد أحمد ترك طوعًا وبإرادته بتغيير لقبه إلى “ترك” لإظهار ولائه للدولة.
لنفترض أن والد أحمد ترك كان جاهلاً آنذاك- على افتراض ذلك علماً أنّ الأمر لم يكن كذلك- آنذاك كانت ميردين مركز الكوردايتي، لكن أحمد ترك، الذي يدّعي أنه يمثّل الكورد لم يفكر قطّ في تغيير لقبه. لماذا؟ لأن هؤلاء الأشخاص في نهاية المطاف موالون مخلصون للدولة التركية قلباً وقالباً، جسداً وروحاً.
فبالتأكيد، أحمد ترك يستحقّ ويليق بهذا اللقب الذي منحته له الجمهورية التركية، لكنه لا يستحق تمثيل الكورد وتمثيل إرادتهم.
وقد قلنا سابقاً، إن طاولة إمرالي خلت عن الكورد وعن أيّ تمثيل كوردي، أي لا يوجد كوردي يجلس على طاولة مفاوضات ومحادثات إمرالي.
عربية وتركي يحاوران أوجلان حول القضية الكوردية… فيا تُرى ماذا باستطاعة أوجلان أن يقول؟