المتباكون الزائفون في سوريا، وجوه منافقة: الحزام العربي

المتباكون الزائفون في سوريا، وجوه منافقة: الحزام العربي

الجزء الثاني

بقلم… ماهر حسن

من المؤكّد أن مشروع الحزام العربي لم يكن إلا أحد أبرز أوجه استهداف الكورد، حيث جرت محاولات مكثفة لتفريغ المناطق الكوردية من سكانها الأصليين، واستبدالهم بمستوطنين من مناطق أخرى. لكن هذه المشاريع لم تكن لتنطوي دون تعاون وتأييد من قبل أفراد ومجموعات كانوا في صفّ النظام، ومنهم من يدعي اليوم أنه كان ضحية أيضًا. هؤلاء الذين يدعون الآن أن الجميع كانوا مستهدفين، لا يعون أو يتجاهلون حقيقة أنّهم كانوا شركاء في هذا الاستهداف.

إننا اليوم أمام معركة ليست فقط لاستعادة الحقوق، بل لحماية الحقيقة من التشويه. فالمساواة بين من عاش الظلم وبين من لم يذق طعمه ليست عدالة، بل هي ضربٌ من القهر المزدوج. إنها محاولة لإعادة الضحية إلى موقعها الأول، لكن هذه المرة ليس بالسلاح أو القوة، بل بالتزوير والكذب والخطاب المغلّف بشعارات مزيفة.

مناطق الحزام العربي وقرى الغمر

وفقًا لمخطّط الحزام العربي، تمّ إنشاء العديد من القرى التي أُطلق عليها اسم “قرى الغمر” حيث استُملكت مساحات شاسعة من أراضي القرى الكوردية لتوطين المستوطنين فيها.

توزيع قرى الغمر في المناطق الكوردية:

في ديريك:

بلغ عدد قرى الغمر 8 قرى موزّعة على 920 وحدة مساحة. أسماء القرى: معشوق، كري فرا، توكل، كيشك، بانه قسر، مصطفاوية، كورتبان.

في قامشلو:

بلغ عدد قرى الغمر 12 قرية موزّعة على 1381 وحدة مساحة. أسماء القرى: المناذرة، حرمون، حلوة، التنورة، القحطانية، أم الفرسان، هيمو، ثورة، حاتمية، أم الربيع، البهيرة، الجابرية.

في عامودا:

بلغ عدد قرى الغمر قريتين موزّعتين على 212 وحدة مساحة. أسماء القرى: البهيرة، الجابرية.

في الدرباسية وسري كانيه:

بلغ عدد قرى الغمر 15 قرية موزّعة على 1094 وحدة مساحة. أسماء القرى: تل تشرين، قنيطرة، ظهر العرب، أسدية، برقة، تل الحلف، تل الأرقم، المثنى، المتنبي، الفطام، العنادية، الراوية، الدهماء، هنادي.

المساحات المستملكة من القرى الكوردية لصالح قرى الغمر:

تمّ استملاك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المملوكة للكورد لصالح القرى المستحدثة. الجدول التالي يوضح أسماء المستوطنات، المساحات الإجمالية المخصّصة لها، وأسماء القرى الكوردية التي أُخذت من أراضيها:

المناذرة: المساحة الإجمالية: 24,750 هكتار، القرى الكوردية المستملكة: كرديم – آله رشه – أوتلجة – قترانيا.

الحرمون: المساحة الإجمالية: 21,600 هكتار القرى الكوردية المستملكة: تل خاتونكي – مزكفت – ملا عباس – خزيموك – قبك وميردهام.

تربه سبيه: المساحة الإجمالية: 16,950 هكتار، القرى الكوردية المستملكة: تربسبيه – دريجيك – تل برهم – تل نصران – محركان.

حلوة: المساحة الإجمالية: 25,200 هكتار، القرى الكوردية المستملكة: حلوة – دوكر – محركان – حاصودة – روتان – زور آفا – كركي شامو – تل جيهان – تل بشك – تل شعير – خويتلة عليا.

التنورية: المساحة الإجمالية: 30,600 هكتار، القرى الكوردية المستملكة: تنورية – خزنة (صغيرة وكبيرة) – بويرة – خريجكة – قره حسن – شورك – تل خرنوب – تل بريش – خربة خليل.

هيمو: المساحة الإجمالية: 30,600 هكتار، القرى الكوردية المستملكة: هيمو – تل فارس – نجموك – دمخية كبيرة – غبارة – نقارة – هرم شرو – علي فرو.

ثورة: المساحة الإجمالية: 6,800 هكتار، القرى الكوردية المستملكة: تل شعير شيخان – خراب كورت – حاتمية – هرم رش – بليقية – جولدارا – علي فرو – توبز – بريفا – شريفلو.

أم الربيع: المساحة الإجمالية: 12,400 هكتار، القرى الكوردية المستملكة: موزان – سي متك فوقاني – كليجا – بريفا – حاصدة فوقاني.

البهيرة: المساحة الإجمالية: 21,800 هكتار، القرى الكوردية المستملكة: حمدوني – معيريك – تل حبش – ماريت – قزمبوك – عوينيك – ديكي – قزلة – سوغان فوقاني.

الجابرية: المساحة الإجمالية: 20,800 هكتار، القرى الكوردية المستملكة: خاص – كودح – قرنكوز – عين قرد – خانكي – قزلة – عين عمشة – عوينيك – طور الياس – عطيشان.

تل تشرين: المساحة الإجمالية: 32,000 هكتار، القرى الكوردية المستملكة: أبو جرادة – بابا محمود – سيرانة – رحيك – تل ايلول – كربطلي – غنامية.

واليوم، يظهر هؤلاء في ثوب المدافعين عن الحقوق أو يتستّرون بعباءة الحياد المزيف، ويتبنون خطابًا يسعى لمعادلة الكفّتين بشكل ظالم؛ خطابًا يساوي بين الضحية ومن لم تطله يد الظلم، بين من تحمّل أعباء القهر والتشريد لعقود طويلة، وبين من لم تُمسّ منه شعرة أو تُنتزع منه حبة رمل. هذا الخطاب، الذي يتنكّر لحقيقة التاريخ ويسعى لمحو آثار الجريمة، ليس مجرّد محاولة مكشوفة لتبييض صفحاتهم السوداء، بل هو طعنة جديدة في قلب كلّ من ذاق مرارة القهر، وكلّ من فقد أرضه أو بيته أو أحبّاءه نتيجة لتلك السياسات التي استهدفت كرامته وهويته.

المثير للسخرية أن بعض من كانوا شركاء في تنفيذ هذه السياسات، سواء عبر مواقعهم داخل النظام أو بتأييدهم لمشروعاته، يظهرون اليوم في ثوب الضحيّة، مدّعين أنهم تعرّضوا للظلم أيضًا.

هؤلاء الذين يذرفون دموع التماسيح اليوم كانوا ذات يوم أدوات طيّعة بيد النظام، يساهمون في تهجير الكورد وتشريدهم، ويساندون سياسات التعريب القسرية. والآن، يحاولون التملّص من مسؤوليتهم عبر خطاب يساوي بين من كان ضحية حقيقية ومن كان شريكًا في الجريمة.

كيف يمكن لمن شارك في نهب الأراضي وتشريد السكان أن يدّعي المظلومية؟! كيف يمكن لمن وقف إلى جانب النظام في مشاريعه العنصرية أن ينصب نفسه مدافعًا عن الحقوق والعدالة؟!

مقالات ذات صلة