الذكرى الـ 79 لتأسيس جمهورية كوردستان
يصادف اليوم الذكرى الـ 79 لتأسيس جمهورية كوردستان في مهاباد، ورغم أن عمرها كان 11 شهراً فقط، إلا أنها تركت إرثاً قيماً للأجيال اللاحقة، ولا يزال الكورد يفتخرون ويحتفلون بذلك اليوم، بما في ذلك النشيد الوطني الكوردستاني “ئەی رەقیب” وعلم كوردستان واسم البيشمركة الكوردستانية.
إعلان جمهورية كوردستان
في الثاني والعشرين من كانون الثاني عام 1946، وفي احتفال كبير وأمام حشود من الشعب الكوردي والعديد من القادة الكورد من كافة أجزاء كوردستان والعديد من رؤساء العشائر ورجال الدين أعلن القاضي محمد في ساحة (جوار جرا- المشاعل الأربعة) في مهاباد عن تأسيس جمهورية كوردستان، ورفع العلم الكوردي لأول مرة، وانتخب ممثلو جميع الطوائف والعشائر القاضي محمد ليصبح رئيس جمهورية مهاباد.
وألقى القاضي محمد خطاباً جماهيرياً في وسط مهاباد مستعرضاً تاريخ الشعب الكوردي مؤكّداً أن لشعبه الحقّ في تقرير مصيره، ودعا في نهاية خطابه إلى توحيد صفوف الكورد واستغلال هذه الفرصة التاريخية لتحقيق الدولة الكوردية والتطلع نحو الاستقلال والحرية، وبعد ذلك تشكل الهيئة الوزارية:
حاجي بابه شيخ رئيس الوزراء
محمد حسين سيف القاضي وزير الحربية “الدفاع”
محمد أمين معيني وزير الداخلية
أحمد إلهي وزير الاقتصاد
كريم أحمديان وزير البريد والبرق
حاجي عبد الرحمن الباخي زاده وزير مشاور “الدولة”
مناف كريمي وزير التربية
صديق حيدري وزير التبليغات “الأعلام”
خليل خسروي وزير العمل
حاجي مصطفى داوودي وزير التجارة
محمود ولي زاده وزير الزراعة
إسماعيل اليفاني زاده وزير الطرق
سيد محمد أيوبيان وزير الصحة
الملا حسين مجدي وزير العدل
العاصمة: مهاباد
العملة: تومن إيراني.
ورغم ان فترة حكم جمهورية كوردستان كانت قصيرة، إلا أنها بغض النظر عن العمل السياسي والبناء، عملت على الجانب الثقافي والتعليمي أيضاً، أصبحت المناهج التعليمية باللغة الكوردية، وجُلِبت مطبعة إلى مهاباد، وصدرت صحيفة وأربع مجلات، وأقيمت المسرحيات باللغة الكوردية، وأُنشِأ راديو مهاباد أيضاً. كما أنها تمتّعت بدعم باقي أجزاء كوردستان الثلاثة الأخرى.
فقد كان الأب الروحي للأمة الكوردية الجنرال الخالد ملا مصطفى البارزاني على رأس قوات بارزان، القوات الرئيسية الحامية للجمهورية الكوردية، والتي تغير اسمها فيما بعد إلى البيشمركة الكوردستانية، وبقي اسماً مقدساً لدى الكورد حتى يومنا هذا، وأصبح “ئەی رەقیب” النشيد الوطني للجمهورية، ورُفِع علم كوردستان على المؤسّسات الحكومية في الجمهورية.
أقامت جمهورية كوردستان علاقات سياسية واقتصادية مع الاتحاد السوفييتي وجمهورية آذربيجان، وتم تصدير منتجات كوردستان الزراعية إلى الاتحاد السوفييتي، كما فُرِض نظام ضريبي على الواردات لتمويل الحكومة.
جديرٌ بالذكر، كان أول شهيد في جمهورية كوردستان من جنوب كوردستان-إقليم كوردستان، ولهذا السبب وبعد سقوط الجمهورية، سلم القاضي محمد العلم الكوردستاني المقدس إلى الخالد ملا مصطفى البارزاني.
واليوم، وبعد مرور 79 عاماً على تأسيس جمهورية كوردستان، توصف الجمهورية بأنها صفحة مشرقة في تأريخ كوردستان ومثال للتضامن والوحدة الكوردية من أجل التحرر والاستقلال.
وظلّ الكورد وما يزالون ضحية لقوى دولية وإقليمية وصراعات إقليمية بسبب المصالح السياسية والتجارية والاقتصادية العسكرية، حيث يذهب الكورد ضحايا تلك المصالح على حساب تأريخهم وجغرافيتهم.
كانت جمهورية كوردستان تجربة نوعية في تأريخ الكورد، كما وتعتبر محطة تاريخية مشرقة في تاريخ نضال الشعب الكوردي من أجل الحرية، كما أن مجمل الأحداث التي سبقت ورافقت مرحلة التأسيس، والأسباب التي أدت إلى سقوطها، مليئة بالدروس والعِبر لأي نضال تحرري كوردي لاحق…