ماذا تطالب الإدارة الذاتية في روجآفا كوردستان للكورد؟!

بعد ثلاثة أشهر من سقوط نظام الأسد. وحتى الآن لم يقدّم مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” ولا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ولا ما تسمّى بـ الإدارة الذاتية أي تصريحات أو بيانات رسمية أو أدلة ووثائق على المطالب الكوردية. وفي النقاشات التي تدور حول روجآفا كوردستان تلك البقعة التي ضحّى آلاف شباب الكورد وأبناءهم من كافة أجزاء كوردستان الأخرى بأرواحهم وأراقوا دماءهم من أجلها… لا يُطلق عليها تسمية الكورد أو كوردستان! فيا تُرى: هل هناك مطالب كوردية لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”؟ هل تطالب هذه القوات بأيّ شيٍ للكورد كاللغة والثقافة الكوردية…؟! أو ماذا تنوي فعله بنفط روجآفا كوردستان؟! هل يعرف أحد شيئا عن هذه القضايا والمسائل؟!

في 18 شباط/ فبراير، اجتمعت هياكل حزب العمال الكوردستاني بكك في روجآفا كوردستان (قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ومجلس سوريا الديمقراطية “مسد” والإدارة الذاتية المفروضة على روجآفا كوردستان) واتفقوا على 8 نقاط:

1- دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والمؤسّسات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية ضمن هيكلية الجيش السوري.

2- إعادة تفعيل المؤسّسات المدنية والخدمية التابعة للدولة في شمال وشرق سوريا.

3- ضرورة انسحاب جميع المقاتلين غير السوريين من صفوف قوات سوريا الديمقراطية ومنطقة شمال وشرق سوريا.

4- تقوية العلاقات والتنسيق مع الحكومة السورية في دمشق.

5- التأكيد على أهمية وحدة الأراضي السورية.

6- تسهيل عودة النازحين والمهجرين إلى مدنهم وقراهم.

7- تهنئة ودعوة الرئيس أحمد الشرع لزيارة شمال وشرق سوريا لتعزيز العلاقات.

8- تشكيل لجان مشتركة من كافة الأطراف لوضع خطط وآليات تنفيذية لضمان تطبيق البنود بشكل فعال.

هذه النقاط الثماني هي التي ستحدّد مصير روجآفا كوردستان وهذه هي النقاط التي تتفاوض عليها الإدارة الذاتية في روجآفا كوردستان مع دمشق، لكنّ المثير للاهتمام هو أنه لم يتم ذكر الكورد وكوردستان في هذه النقاط مطلقاً! بل وحتى قرارات هذا الاجتماع المهم لم يعلنها كوردي بل شخصية عربية يُدعى أبو عمر الإدلبي.

إذا كنتم لا تريدون شيئاً للهوية الكوردية والحكم الذاتي قبل أن تتّضح الأمور في سوريا، وتستمرون بترديد عبارات “سوريا الديمقراطية، وأخوة الشعوب… الخ” فلا يمكنكم أن تطلبوا أو تحقّقوا شيئاً للكورد بعدها على الإطلاق، الشيء نفسه ينطبق على الأعمال التجارية. عندما تبيع سيارة فإنك أولاً تحدّد سعراً مرتفعاً ثم تخفّضه. يجب عليكم أولاً أن تطالبوا بحكم شبه مستقل وشبه استقلال للكورد، حتى تتمكنوا فيما بعد من تحقيق الفيدرالية أو الاستقلال.

يقول البعض ويزعم أن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” لا تستخدم اسم الكورد وكوردستان لتجنب الحساسية في المنطقة!

هذا القول ليس صحيحاً، لأنه قبل أيام قليلة، في 15 فبراير/ شباط، ردّد الدار خليل شعارات في الساحات وقال: “لا حياة بدون القائد، ولن تكون سوريا ديمقراطية بدون القائد!”.

الذين يقولون “لا حياة بدون أوجلان” لا يقولون “لا حياة بدون روجآفا كوردستان”. من لا يتنازل عن اسم أوجلان، للأسف، يتنازلون عن اسم كوردستان. والحقّ والحقيقة هي أن أهمّ أسباب هذا الابتعاد والهروب عن الهوية الكوردية والكوردستانية لروجآفا كوردستان هو تأثير أيديولوجية أوجلان وسياساته.

في الثاني من شباط، أعلنت الإدارة الذاتية في روجآفا كوردستان أنها لن تعقد مؤتمر النصر -الذي أعلن فيه أحمد الشرع رئيساً جديداً لسوريا- ولكن بعد 15 يوماً من الإعلان، هنّأت الإدارة الذاتية ذاتها أحمد الشرع بالرئاسة الجديدة. فيا تُرى: ما الذي حصل خلال هذه الـ 15 يوما؟ وما الذي تغيّر؟!

ما تغيّر هو أن رسائل أوجلان وصلت إلى الإدارة الذاتية لروجآفا كوردستان، وطلب منهم أوجلان عدم الترويج أو إظهار الهوية الكوردية لروجآفا كوردستان، أراد أوجلان أن تنضمّ منطقة روجآفا كوردستان إلى دمشق وسوريا.

نعم، فمن الواضح أن الهياكل والمؤسّسات التابعة لحزب العمال الكوردستاني بكك في روجآفا كوردستان قد اختارت هذا النهج وهذا الخط وحسمته، لهذا السبب، وخلال الأيام الأولى بعد سقوط نظام الأسد، دعت الإدارة الذاتية ـخوفاًـ الكورد إلى إزالة صور أوجلان من أجل وحدة الصفّ. والآن وبعد أن انسحب المجلس الوطني الكوردي في سوريا (ENKS) من المعارضة السورية، أرجأت قوات سوريا الديمقراطية إجراء محادثات الوحدة مع المجلس، وتوجّهت بمفردها إلى دمشق، كما وتمّ رفع صور أوجلان في شوارع روجآفا كوردستان من جديد.

إذا تحركت الإدارة الذاتية في روجآفا كوردستان وفق رؤى وفكر أوجلان فإنها ستقع في أخطاء قاتلة، فقد دمّر أوجلان كوردايتية باكور كوردستان باسم دمقرطة تركيا، والآن يريد تدمير الهوية الكوردية والكوردستانية لروجآفا كوردستان وكوردها باسم دمقرطة سوريا.

ينبغي لروجآفا كوردستان ألّا يترك مصيره في أيدي قنديل أو أوجلان وعملاء حزب العمال الكوردستاني المختبئين المخفيين.

ينبغي ألّا يصبح روجآفا كوردستان أداة ووسيلة للتفاوض في أيدي قنديل وأوجلان.

ينبغي أن يتحرّك روجآفا كوردستان ويركّز على ضمانة حقوق الكورد في تلك البقعة من كوردستان، لا على دمقرطة سوريا.

ينبغي على من يحملون هوية حزب العمال الكوردستاني في الإدارة الذاتية في روجآفا كوردستان، أن يضعوا هويتهم البككية جانباً ويختاروا الهوية الكوردية والكوردستانية لروجآفا كوردستان ويعتمدونها كأساس لنضالهم.

مقالات ذات صلة