مرور 46 عاماً على رحيل قائد الحركة التحرّرية الكوردستانية ملا مصطفى بارزاني

يصادف اليوم السبت 2025/3/1، الذكرى 46 على رحيل قائد الحركة التحرّرية الكوردستانية والأب الروحي للشعب الكوردي ملا مصطفى بارزاني.
ولد مصطفى شيخ محمد بارزاني، في الـ 14 من آذار/ مارس عام 1904، في قرية بارزان بإقليم كوردستان، أعتقل برفقة والدته لمدة 9 أشهر وهو في السنة الثالثة من عمره، خلال حملة للعثمانيين، بعد اعتقال شقيقه الأكبر عبد السلام بارزاني.
ينتمي ملا مصطفى بارزاني إلى عائلة دينية مرموقة، تتبنى الطريقة النقشبندية، شارك في ثورة الشيخ محمود الحفيد عام 1919، وتمّ تكليفه بقيادة قوة مؤلفة من 300 مقاتل، ثم تمّ ايفاده من قبل الشيخ أحمد بارزاني إلى الشيخ سعيد بيران في شمالي كوردستان-كوردستان تركيا، بهدف التنسيق مع الثورة التي كان قد اشعلها.
وخلال الثورات الكوردية 1931- 1932، وبهدف الدفاع عن محاور (ميركسور – شيروان) قاد ملا مصطفى قوة كبيرة لمحاربة الإنكليز، وذاع صيته آنذاك كقائد عسكري ذو حنكة وخبرة كبيرتين.
وخلال الحرب العالمية الثانية أشعل ملا مصطفى بارزاني انتفاضة مسلّحة في منطقة بارزان حتى وصل عدد البيشمركة وقتها الى 2500 مقاتل الأمر الذي أدّى إلى فقدان حكومة بغداد سيطرتها على المنطقة لكن بعد عام ونصف تمكنت الحكومة العراقية من حشد قوة كبيرة لتعيد شنّ هجوم على منطقة بارزان واندلعت معارك عنيفة خلال شهر آب /أغسطس، وسبتمبر/أيلول، حتى مطلع تشرين الأول/أكتوبر من عام 1945، وأبدت خلالها قوات البيشمركة مقاومة شرسة وانسحبت لاحقاً إلى منطقة (كاني رش) على الحدود التركية.

في الـ 16 من أغسطس/آب 1946 تمّ اعلان تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني من إيران، وبعد فترة قصيرة وصل صوت الحزب إلى عموم مناطق كوردستان، وتمّ أيصال وتوزيع العديد من المنشورات على فئات الشعب الكوردي، الأمر الذي أدّى بالحكومة العراقية إلى البدء باعتقال أعضاء الحزب.
وفي الـ 22 من يناير/ كانون الثاني من عام 1946 وخلال مراسيم إعلان جمهورية كوردستان في مهاباد بشرقي كوردستان-كوردستان إيران، تمّ تعيين ملا مصطفى بارزاني الذي كان واقفاً على يمين القاضي محمد، قائداً لجيش جمهورية كوردستان ومنحه رتبة “جنرال”.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وانسحاب روسيا من إيران وانتهاء جمهورية مهاباد اندلعت المعارك بين القوات الإيرانية والقوات التي كان يقودها ملا مصطفى بارزاني، وبعد مقاومة عنيفة، تمكّنت القوات الكوردية من الوصول إلى المناطق الحدودية للاتحاد السوفياتي آنذاك والبقاء في هذه البلاد مدة 12 عاماً.
في عام 1968 وقع الانقلاب الثاني للبعثيين وبدأ ملا مصطفى بارزاني والحكومة بالمفاوضات التي نجم عنها اتفاقية آذار عام 1970 والتي تضمّنت بنودها وفقراتها مشاركة الكورد في حكم العراق واعتبار اللغة الكوردية لغة رسمية في المؤسسات التعليمية بالإضافة إلى تطبيق الحكم الذاتي في كوردستان وحكم الكورد لمناطقهم، إلا أن الحكومة العراقية تنصلت من تلك الاتفاقية واتفقت لاحقاً مع إيران على معاداة الكورد ووقعتا اتفاقية الجزائر الخيانية عام 1975.
وبعد عام 1975 مرض الزعيم الكوردي ملا مصطفى بارزاني، وتوجّه إلى الولايات المتحدة الأمريكية بهدف العلاج إلا أنه توفي هناك عام 1979 ونقل جثمانه الطاهر إلى شرقي كوردستان-كوردستان إيران، ووري الثرى مؤقتاً في منطقة شنو وعقب انتفاضة آذار المباركة اُعيد جثمانه إلى منطقة بارزان في مراسيم مهيبة.
وقد تحوّل مزاره الآن بمنطقة بارزان، إلى مكان يزوره كل عام في ذكرى رحيله الوطنيون الكورد من كل أجزاء كوردستان كتقليد سنوي كما يزور الطلاب، الاساتذة، المثقفون، البيشمركة، النساء، وكل شرائح مجتمع كوردستان الذين يعتبرونه الزعيم الخالد والأب الروحي للشعب الكوردي في كل مكان.