الحقيقة التي يجب أن تقال تحت اسم أوجلان مع جائزة نوبل: كوردستان لك… وأعطني جائزة نوبل!

الحقيقة التي يجب أن تقال تحت اسم أوجلان مع جائزة نوبل: كوردستان لك... وأعطني جائزة نوبل!

أطلق حزب العمال الكوردستاني والكيانات التابعة له في أوروبا ودول أخرى حملة سرية لترشيح عبد الله أوجلان لجائزة نوبل للسلام! والملفت للانتباه هو ما يُشاع من قبل الأوساط المقربّة من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM–Parti) أن الدولة التركية لن تعارض ترشيح أوجلان هذا لجائزة نوبل، وأن الدولة لن تخوض أي صراع دبلوماسي ضدّه. وهذا يعني أن أوجلان سيتم ترشيحه لجائزة نوبل للسلام، والدولة التركية لن تمنع ذلك ولن تعارضه ولن تعرقله. أما ما إذا كان أوجلان سيحصل على جائزة نوبل أم لا فهذه مسألة مختلفة، ولكن المثير للاهتمام هو ورود اسم أوجلان مع نوبل.

السبب وراء ذكر اسم أوجلان مع نوبل هو أن الدولة التركية تدعم هذا الشيء سراً وخفية، وهو ما لا يمكن تفسيره باللقاءات الأخيرة وتصريحات أوجلان في 27 آذار/ مارس. فهناك مشروع استراتيجي للدولة التركية بدأ في سبعينيات القرن العشرين.

فبعد قيام الدولة التركية، انتعشت هذه الدولة في أواخر ستينيات القرن العشرين، وأخذت مكانتها واستقرت الأقطاب الداخلية في الدولة. وبعد هذا التاريخ، وضعت الدولة التركية خططاً استراتيجية لاستمرار وجودها. من بين هذه التغييرات سياستها الاستعمارية والإبادة الجماعية في كوردستان. حيث قامت الدولة التركية بإضفاء الشرعية على عملياتها وتنظيمها بين الكورد من خلال مؤسّسات مثل النبلاء والشيوخ ووجهاء ورؤساء العشائر وما إلى ذلك. وعندما أرادت ولأول مرة الاستعانة بالأحزاب والزعماء والقادة المصطنعين المعاصرين قامت بتأسيس تنظيم موالي لها ومتعاون معها وخياني ضدّ الكورد، وهكذا برز اسم عبد الله أوجلان كأفضل خيار والاسم الأجدر لدى الدولة.

فـ أوجلان هو اللاعب والعامل الرئيسي للمشروع المسمى “مصيدة آبو” الذي أطلقته الدولة التركية ضدّ الكورد، وبعد قيادة الكورد نحو الاستلام عقب مقاومة وهمية طالت مدة 40 عاماً، وبقول: “الدولة المستقلة والفيدرالية والتقارب الثقافي ليست ضرورية للكورد” تمّ فرض قبول حماية الجمهورية المتّحدة والدولة التركية باعتبارها إيديولوجية الكورد الأحرار على الكورد، والحقّ أن هذا الوضع شكّل خطوة مهمة للغاية بالنسبة للتاريخ الكوردي والتاريخ التركي بل حتى بالنسبة لتوازنات الشرق الأوسط. فأوجلان أهدى باكور كوردستان-كوردستان سوريا لتركيا على طبق من ذهب، والآن نفس هذا الشخص (أوجلان) سيتمّ تقديمه وتكريمه باعتباره “مهندس السلام ورائد الحرية” للكورد والعالم أجمع! بعبارة أخرى، وباختصار… المسألة كالآتي: كوردستان لك… وأعطني نوبل.

هل أوجلان دياب آغا أو حسن خيري؟

بيان أوجلان في 27 فبراير/ شباط ليس “مانيفستو انتصار” كما يدّعي ويزعم حزب العمال الكوردستاني، بل هو مانيفستو “استسلام الكورد للدولة التركية” نموذج أوجلان للقرن الحادي والعشرين هو “DNA الخيانة وبيع الذات والارتزاق” في تاريخ الكورد.

ففي القرن العشرين، ومن بين الخونة الكورد الذين قدّموا فرص حرية الكورد لـ مصطفى كمال ظهرت أسماء حسن خيري، ودياب آغا، وضياء كوكالب، لكن خيانة أوجلان أعظم من خيانة هؤلاء الأشخاص الذين صهروا الكورد وأذابوه في بوتقة تركيا خلال معاهدة لوزان في القرن العشرين.

فإذا أجرينا مقارنة بسيطة، فـ أوجلان لن يكون أبداً حسن خيري؛ لأن حسن خيري كان يعتقد بأن الكورد سوف يصبحون جزءاً أساسياً لا يتجزأ من تركيا، وسوف يمتلكون وطنهم الذي سيتمّ بناؤه. ثم أدرك بعد ذلك خطأه وعرف ذنبه فحاول بناء علاقات مع الشيخ سعيد. أمّا دياب أغا فكان رجلاً مسنّاً يبلغ من العمر 83 عاماً وكان أمّياً لا يعرف القراءة أو الكتابة. كان جاهلاً فقال: “نحن أتراك” فإذا فكّرنا جيداً عندما قال أوجلان: “أمي تركية” لدى اعتقاله، فهناك تشابه كبير بين أوجلان ودياب آغا. أمّا عندما نأتي إلى ضياء كوكالب، نجد أنه كتب كتابًا عن الهوية التركية للأتراك. كما كتب أوجلان أيضًا كتابًا عن الهوية التركية للكورد، وتحت اسم (النموذج الجديد-الباراديغما الجديدة) ألّف أوجلان آلاف الصفحات النظرية وهدم النضال الوطني الكوردي ودمّره بعبارات ومقولات أيديولوجية ومنشورات حول الحداثة…

منذ 50 عاماً… تحاول الدولة التركية قبول رئاسة أوجلان من قبل الكورد على أربع مراحل

الدولة التركية تعلم جيداً أنها لا تستطيع تدمير الكورد إلا على أيدي الكورد أنفسهم، وقد انتهجت هذه الاستراتيجية لمدة خمسين عاماً مضت بقيادة أوجلان. لذلك؛ فإن قبوله من قبل الكورد أمر غاية في الأهمية وقضية حيوية بالنسبة للدولة التركية. وقد انتهجت الدولة التركية من أجل تنفيذ هذه المهمة وتحقيق هذا الهدف سياسة تتكوّن من أربع مراحل:

1- استخدمت الدولة التركية تسمية (الآبوجيين) لأول مجموعة من حزب العمال الكوردستاني التي تأسّست في أنقرة ضدّ مؤسّسي حزب العمال الكوردستاني بكك، حيث حاولت الدولة التركية جاهدة جعل أوجلان قائداً للكورد حتى ثمانينيات القرن العشرين.

2- في تسعينيات القرن العشرين، وبعدما لم يكن الكورد يعرفون أوجلان جيداً. أرسلت الدولة الصحفيين إلى أوجلان وبثّت مقابلاته وصوره على التلفزيون التركي. أرادت أن يقبله الكورد ويعرفونه كـ “القائد آبو”.

3- عندما عاد أوجلان إلى حضن تركيا عام 1999، قال على متن الطائرة: “والدتي-أمي تركية وأريد أن أخدم بلدي”. بعد ذلك وخلال التحقيق، كشف عن أسماء رجال الأعمال والفنانين الذين موّلوا حزب العمال الكوردستاني ودفعوا أموالاً للحزب، وأعطى معلومات للدولة التركية حول كافة التنظيمات وقيادات حزب العمال الكوردستاني. في البداية، نشرت وسائل الإعلام التركية بفرح وسرور اعترافات أوجلان في الأيام الأولى. فنشرت صحيفة ميللتي التركية الخبر تحت عنوان عريض “قال كلّ شيء” بينما أمين جولاشان نشرته تحت عنوان “يتحدث مثل البلابل!”. كان الكورد مستاؤون من أوجلان ويبتعدون عنه، رأت الدولة التركية أن لغتها الإعلامية تحتوي على خطأ استراتيجي، فقامت على الفور بتغيير لغتها الإعلامية فغيّرت العناوين ونشرت عناوين مثل “أوجلان يقاوم” كما حظرت استخدام ما قاله أوجلان على متن الطائرة من عبارات كـ “أمي تركية وأريد أن أخدم بلدي” على شاشات التلفزيون.

4- عندما ذهب أوجلان إلى إمرالي في عام 1999، كان “القائد آبو”، وبعد خيانة إمرالي، أصبح الزعيم آبو بأوامره الخاصة. بمعنى آخر توجد هناك الدولة التركية أيضاً وراء تسمية الزعيم آبو هذه.

إن قضية ترشّح أوجلان هذه لجائزة نوبل للسلام هو استمرارٌ وتتمّة لقصتنا هذه. فها هي الحقبة والمرحلة الخامسة قد بدأت، فإذا أدار أوجلان هذه العملية وفق مصالح الدولة التركية وحماية وحدتها… فسوف يحصل على جائزة أكبر وسيتم ترشيحه لجائزة نوبل، لذلك نقول: ورود اسم أوجلان واقترانه بجائزة نوبل ليس بسبب خدمته للكورد، بل هو مقابل خدماته الجليلة للدولة التركية. ونعلم أن أوجلان قال بلسانه للدولة التركية: “أنا مقاول، استخدموني لمصلحتكم…” فـ أوجلان المقاول أو التاجر يريد الآن أن يصبح أوجلان المرشّح لجائزة نوبل للسلام.

حزب العمال الكوردستاني بكك لم يسمح أن يحصل أي كوردي على أية جوائز…

في هذه الأثناء، سنكتب هذه الملاحظة، عندما حصلت ليلى زانا على جائزة ساخاروف لحرية الفكر، اتّخذ أوجلان موقفاً عدوانياً ضدّ ليلى زانا بقوله: “في الواقع، كان ينبغي لهم أن يمنحوني هذه الجائزة” وحمل بين ضلوعه الحقد والكراهية تجاه ليلى زانا.

كان يشار كمال، على الرغم من أنه كتب باللغة التركية، كان كوردياً وتمّ ترشيحه لجائزة نوبل، فقام أشخاص مقرّبون من العمال الكوردستاني أمثال محمود باكسي وغيره بصناعة لوبيات عارضت وعرقلت منح هذه جائزة نوبل للآداب لـ ياشار كمال وراء مزاعم وادّعاءات أنه لا يمثّل الكورد وأن له علاقات مع الدولة التركية. ولذلك أبدى ياشار كمال رد فعل قوي وغاضب تجاه العمال الكوردستاني.

وكذلك الآن، فـ أوجلان الذي قال للدولة التركية “تعالوا نحتل أربيل معًا وادعمونا سرًاً…” يترشّح لجائزة نوبل للسلام. وكما قلنا في البداية، فإن أوجلان لا يستحق إلا جائزة الخيانة، جائزة “الخيانة الأكثر تنظيماً والأكثر شعبية وجماهيرية في التاريخ الكوردي”.

فالواضح وضوح الشمس رابعة النهار هو أنه “بهذه الألاعيب الجماهيرية والتضليل والخداع يتمّ التستّر على 40 عامًا من التاريخ المظلم والمريب لأوجلان وحزب العمال الكوردستاني بكك وتطهيره، باختصار، تطهير ساحة أوجلان وتلميع صورته وإظهاره كـ صامد… هو لب سياسة الدولة التركية”.

مقالات ذات صلة