قرّرت العديد من العشائر العربية الشيعية وسط وجنوبي العراق، تأييد قرار زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، بعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة.
ويوم الخميس الماضي (27 آذار 2025) أعلن مقتدى الصدر، عدم مشاركته في الانتخابات، قائلاً في بيان له: “الحمد لله الذي نجانا من القوم الفاسدين، وليكن في علم الجميع، ما دام الفساد موجوداً فلن أشارك في عملية انتخابية عرجاء لا هم لها إلا المصالح والطائفية والعرقية والحزبية، بعيدة كل البعد عن معاناة الشعب وعما يدور في المنطقة من كوارث”.
وعزا الصدر تلك المعاناة والكوارث إلى “زجّ العراق وشعبه في محارق لا ناقة له بها ولا جمل” في إشارة للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
زعيم التيار الوطني الشعبي، نهى القواعد الشعبية عن التصويت والترشيح في الانتخابات لما فيه “إعانة على الإثم”، وفقاً للصدر، الذي أكّد أنهم “سيبقون محبين للعراق ونفديه بالأرواح ولا نقصر في ذلك على الإطلاق”.
استجابة لذلك، أعلن رئيس تجمع عشائر قبيلة بني تميم رضا آل كانون التميمي في بيان له: “نحن شيوخ ووجهاء وأبناء قبيلة بني تميم، إِذْ نتابع بقلق بالغ ما تمرّ به بلادنا الحبيبة من فساد مستشر وتسلُّطِ الفاسدين، نعلن تأْييدنا المطلق لموقف سماحة السَّيّد القائد مقتدى الصَّدر في مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة في دولة تقودها أَيادي دواعش الفساد ودواعش الإِرهاب الَّتي نهبت خيرات الوطن وأَفقرت شعبه وأَهدرت كرامته”.
من جانبه، ذكر رئيس عشائر البهادل ميثم كاظم السدخان، في بيان له: “نعرب عن كامل دعمنا ومساندتنا لقرار سماحة السيد مقتدى الصدر المتضمن تجديد قراره بمقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة، رغم املنا الكبير وطموحنا الاكبر بمشاركة المخلصين من اخوتنا واخواتنا في التيار الوطني الشيعي لاسيما في هذا الظرف العصيب والتحديات الخطيرة التي يمرّ بها بلدنا العزيز، التي تحتاج الى ثلة مؤمنة مخلصة لدينها وشعبها ووطنها، وان يكونوا عونا للمظلوم وللظالم خصماً وان يستكملوا طريق الاصلاح ومحاربة الفساد”.
في نفس السياق أعلنت عشائر أخرى مقاطعتها الانتخابات، وهي عشيرة الذهيبات، وإمارة بني حسن، وقبيلة بني منصور، وقبيلة بني لام، وغيرها.
خلال البيان، كان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد وصف العراق بأنه يعيش أنفاسه الأخيرة!
ومن المقرّر اجراء الانتخابات البرلمانية العراقية في شهر تشرين الأول المقبل، لكن الحكومة لم تحدّد الموعد بعد بشكل رسمي.
يشار إلى أن التيار الصدري شارك في الانتخابات البرلمانية عام 2021، محققاً 73 كرسياً نيابياً، وهو الأعلى بين الأطراف السياسية العراقية المشاركة في الانتخابات وقتذاك.
وعقب الانتخابات شكّل التيار الصدري التحالف الثلاثي مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب تقدم، لكن باقي الأطراف الشيعية الموالية لطهران وما تبقّى من السنة تحالفوا ضدّ التحالف الثلاثي، ومنعوهم من تشكيل الأغلبية تحت قبة البرلمان، وبالتالي تشكيل الحكومة، ممّا دفع الصدر إلى الانسحاب من العملية السياسية برمتها.