خوفاً من بأس ترامب… الميليشيات العراقية المسلّحة مستعدة لنزع السلاح وبعضها غادرت مقراتها في الموصل والأنبار!

خوفاً من بأس ترامب... الميليشيات العراقية المسلّحة مستعدة لنزع السلاح وبعضها غادرت مقراتها في الموصل والأنبار!

نقلت وكالة “رويترز” اليوم الاثنين، عن 10 من كبار قادة الفصائل والميليشيات العراقية المسلّحة الموالية لطهران ومسؤولين عراقيين، أن العديد من هذه الفصائل والميليشيات مستعدة لنزع سلاحها، لتجنب الصراع المتصاعد مع الولايات المتحدة، سيما بعد تحذيرات متكرّرة أصدرها مسؤولون أمريكيون منذ تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة، كما أكّدت المصادر أن هذه الفصائل إن لم تنزع سلاحها فستكون مستهدفة وعرضة لضربات جوية أمريكية.

وذكر تقرير نشرته “رويترز” بأنه “قال 10 من كبار القادة -بينهم 6 قادة لـ 4 فصائل- والمسؤولين العراقيين لرويترز، إن الميليشيات المدعومة من إيران في العراق مستعدة لنزع سلاحها لأول مرة لتجنب التهديد، وإن هذه الخطوة تأتي لنزع فتيل التوترات بعد تحذيرات متكرّرة أصدرها مسؤولون أمريكيون للحكومة العراقية بشكل خاص منذ تولي ترامب السلطة”.

وأضافت بأن الأمريكيين أخبروا بغداد أنه ما لم تعمل على حلّ الميليشيات الناشطة على أراضيها، فيمكن لأمريكا استهداف الجماعات بضربات جوية.

من جهته، قال عزت الشابندر، وهو سياسي شيعي مقرّب من التحالف الحاكم في العراق، لـ “رويترز” إن المناقشات بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والعديد من قادة الفصائل كانت “متقدمة للغاية” وأن الجماعات تميل إلى الامتثال للدعوات الأمريكية لنزع السلاح، مؤكّداً “لا تتصرّف الفصائل بعناد أو تصر على الاستمرار في شكلها الحالي”، مضيفاً أن الجماعات كانت “تدرك تماماً” أنها يمكن أن تستهدفها الولايات المتحدة.

ولفت التقرير إلى أن “قادة الميليشيات الستة الذين تمّت مقابلتهم في بغداد ومحافظة جنوبية، والذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الوضع الحساس، هم من جماعات كتائب حزب الله العراقي والنجباء وكتائب سيد الشهداء وأنصار الله الأوفياء”.

ووفقاً لرويترز فقد قال قائد كتائب حزب الله العراقي، الذي تحدّث من وراء قناع وجه أسود ونظارات شمسية: إن “ترامب مستعد لأخذ الحرب معنا إلى مستويات أسوأ، نحن نعلم ذلك، ونريد تجنب مثل هذا السيناريو السيء”.

وبحسب رويترز فقد أشار القادة إلى أن “حليفهم الرئيسي وراعيهم، القوة العسكرية الإيرانية للحرس الثوري، أعطتهم مباركتها لاتّخاذ أي قرارات يرونها ضرورية لتجنب الانجرار إلى صراع مدمّر محتمل مع الولايات المتحدة وإسرائيل”.

وقال مستشار الشؤون الخارجية لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لـ “رويترز” ردّاً على استفسارات حول محادثات نزع السلاح إن رئيس الوزراء ملتزم بضمان أن تكون جميع الأسلحة في العراق تحت سيطرة الدولة.

وقال مسؤولان أمنيان عراقيان إن السوداني يضغط من أجل نزع السلاح من جميع ميليشيات ما تُطلق على نفسها لقب “المقاومة الإسلامية في العراق” الموالية للحرس الثوري الإيراني أو فيلق القدس بدلاً من بغداد.

وقامت بعض الجماعات بالفعل بإخلاء مقارها إلى حدّ كبير وخفضت وجودها في المدن الكبرى بما في ذلك الموصل والأنبار منذ منتصف كانون الثاني، خوفاً من التعرّض لهجمات جوية، وفقاً للمسؤولين والقادة.

وقالوا إن العديد من القادة كثّفوا أيضاً إجراءاتهم الأمنية في ذلك الوقت، وتغيير هواتفهم المحمولة ومركباتهم ومساكنهم بشكل متكرّر.

في السياق، حذّر مسؤول أمريكي، متحدّثاً بشرط عدم الكشف عن هويته، من أنه كانت هناك حالات في الماضي توقفت فيها الميليشيات عن هجماتها بسبب الضغط الأمريكي، وكان متشكّكاً في أن أي نزع سلاح سيكون طويل الأجل.

مقالات ذات صلة