ناشدت امرأة كوردية قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي بإعادة ثلاثة أطفال لها أعمارهم (13-14-15 عاما) خطفتهم عصابات وشبيحة الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر المرتبطة بقيادة حزب العمال الكوردستاني بكك والعاملة في ظلّ قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي يقودها مظلوم عبدي، متسائلة: هل ما تقومون به فيه شيء من الأخلاق؟ هل أنتم عصابات وإرهابيون؟!
وقالت الأم (خج) خديجة إسماعيل والدة الأطفال الثلاثة من قرية عرنه في ريف كوباني، في تسجيل مصوّر: “جوانن شورشكر خطفوا 3 أطفال لي، الأول خطفوه عام 2014، وعمره 14 عاماً، والطفل الثاني خطفوه عام 2017 وعمره 15 عاما، والثالث خطفوه في 2 أبريل/ نيسان الجاري، اسمه كاميران حمو إسماعيل وعمره 13 عاماً من أمام منزلهم في قرية عرنه”.
وتساءلت: “هل ما تقوم به جوانن شورشكر-الشبيبة الثورية فيه اخلاق؟ ألم تقولوا إن عمر التجنيد هو 18 عاماً؟ هل ما تقومون به فيه شيء من الأخلاق؟ هل أنتم عصابات وإرهابيون؟ أعيدوا لي ابني الأصغر، فهو لا يستطيع حمل السلاح، إذا ما تجاوز عمره 18 عاماً أو 19 عاماً تعالوا وخذوه”.
وقالت الأم خج: “أوجّه ندائي إلى مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية ليعيد ابني الصغير إليّ ليس لي سواه وهو سندي”.
جديرٌ بالذكر، تصاعدت عمليات تجنيد الأطفال والقصر بوتيرة عالية من قبل عصابات وشبيحة “الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر” الآبوجية، حيث خطفت خلال الآونة الأخيرة عشرات الأطفال من مختلف مناطق روجآفا كوردستان والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وكانت مصادر كوردية مطّلعة في روجآفا كوردستان وكذلك نشطاء وحقوقيون كورد، قد أكّدت قيام عصابات وشبيحة (الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر) المرتبطة بقيادة حزب العمال الكوردستاني بكك في قنديل والعاملة في ظلّ قوات سوريا الديمقراطية “قسد” باختطاف أكثر من 17 طفلاً وطفلة قاصرة في مناطق متفرقة من روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” خلال الأسبوعين الماضيين، بهدف تجنيدهم في صفوف مقاتلي الحزب.
وأضافت بأن أغلب ذوي هؤلاء الأطفال وجّهوا نداءات على وسائل التواصل الاجتماعي لإطلاق سراح أبنائهم وبناتهم حيث لم تتجاوب (قسد) إلا مع ذوي طفلة وحيدة في كوباني وأطلقت سراحها وذلك بعد إدانات ومطالبات واسعة.
وأشارت إلى أن تجنيد القصر وزجّهم في الأعمال القتالية يعتبر جريمة حرب، وأيضاً يعدّ جريمة أخلاقية ويسيء لسمعة النضال الكوردي والكوردايتي.
كما أدانت منظمات حقوقية وشبكات حقوق إنسان كوردية هذه الظاهرة المتصاعدة، معبّرة عن قلقها البالغ من تصاعد حالات اختطاف الأطفال القُصَّر، خاصة الفتيات، من قبل هذه العصابة الآبوجية، حيث يُنتزع هؤلاء الأطفال من أحضان عائلاتهم ويُخفَون في أماكن مجهولة، دون تقديم أية معلومات لأسرهم عن مصيرهم، وفق أصدرها هذه المنظمات الحقوقية الكوردية.
في سياق متّصل، ندّد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، ممارسات عصابة الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر في اختطاف الأطفال واقتيادهم إلى المعسكرات وغسل أدمغتهم… داعياً الإدارة الذاتية التي يشرف عليها حزب الاتّحاد الديمقراطي (PYD) إلى التدخل الفوري، ووضع حدّ لانتهاكاتها.
وقال المرصد في بيان: “تتواصل الانتهاكات بحقّ الأطفال في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، من قبل الشبيبة الثورية “جوان شورشكر” التي تستهدف الأطفال واليافعين من كلا الجنسين، وتسعى إلى استقطابهم عبر أساليب تُصنَّف ضمن إطار غسل الأدمغة والتلاعب بالأفكار، دون أي مراعاة لحقوقهم أو مستقبلهم التربوي والأسري”.
وأضاف بأن “العديد من الأهالي أفادوا للمرصد السوري بتكرار هذه الحالات في مناطق متفرقة من شمال شرق سوريا، ما يعكس اتساع نطاق هذه الظاهرة وخطورتها المتزايدة”.
ودعا المرصد الإدارة الذاتية إلى “التدخل الفوري ووضع حدّ لانتهاكات الشبيبة الثورية” مؤكّداً أن هذه “الممارسات تمثّل انتهاكاً صارخاً لحقوق الأطفال، وتشكّل تهديداً للسلم المجتمعي في المنطقة”.
وأكّد المرصد أن “الظاهرة باتت تأخذ أبعاداً مقلقة في ظلّ استمرارها وتوسعها، مطالباً الإدارة الذاتية بتحمّل مسؤولياتها والعمل الجاد على ضبط هذه الممارسات، وضمان حماية الأطفال من التجنيد أو التأثير الإيديولوجي القسري”.
جديرٌ بالذكر، يتزامن تصعيد عصابة الشبيبة الثورية الآبوجية لعمليات خطف الأطفال والقُصر بهدف تجنيدهم وإلحاقهم بصفوف قوات الحزب مع دعوة زعيم الحزب المسجون بإمرالي، عبد الله أوجلان، لحلّ الحزب وإلقاء سلاحه والانخراط في عملية السلام، ما يطرح تساؤلات جدية عن مدى استعداد الحزب ونيته فعلاً للاستجابة لنداء زعيمه.
يُذكر، أن حزب العمال الكوردستاني بكك، وإصداراته السورية، جنّدوا الآلاف من أبناء الكورد غالبيتهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 12-16 عاماً، لاستخدامهم في خوض حروبه العبثية ومقاومته الوهمية المزيّفة، ويمارس هذا الحزب عمليات خطف الأطفال عبر استغلال الظروف الاجتماعية للبعض ليغريهم أو يخدعهم لضمّهم إلى صفوف مسلحيه، فيما هذه الممارسات تشكل خطراً كبيراً على مستقبل المجتمع الكوردستاني برمته.