أكّد فيصل يوسف، الناطق الإعلامي باسم المجلس الوطني الكوردي في سوريا (ENKS) اليوم الخميس، أن التحضيرات لعقد كونفرانس وحدة الصف والموقف الكوردي تسير بخطى ثابتة وراسخة، مدفوعة بإرادة قوية وملموسة لإنجاحه وعقده في أقرب وقت ممكن، وبعد استكمال كافة الإجراءات والترتيبات اللازمة وقد أنجز الكثير منها، سيعلن رسميًا عن موعد عقد الكونفرانس.
وقال يوسف في بيان، إن “التحضيرات لعقد كونفرانس وحدة الصف والموقف الكوردي تسير بخطى ثابتة وراسخة، مدفوعة بإرادة قوية وملموسة لإنجاحه وعقده في أقرب وقت ممكن”.
وعلّق يوسف على موجة الانتقادات الواسعة والسخط الشعبي بين الكورد في عموم أجزاء كوردستان وبالذات في روجآفا كوردستان من جراء تأخر الأطراف الكوردية بالإعلان عن الاتفاق قائلاً: “المخاوف والهواجس من الفشل التي تملأ الشارع الكوردي مشروعة وتستند إلى تجارب السنوات الماضية، ممّا يتطلّب منا استخلاص الدروس والعبر من العثرات والعقبات السابقة وتجنب تكرارها”.
وقال يوسف: “نقف بكلّ احترام وتقدير أمام آراء الأصدقاء والأشقاء ومطالب الشارع الكوردي، ملتزمون بتحقيق تطلعاتهم المشروعة”.
وأكّد أن “المجلس الوطني الكوردي ماضٍ في هذا الاتّجاه بقوة وثبات، ولم يألو جهداً في هذا المجال، ويعتبر وحدة الصف خيارًا استراتيجيًا لا رجعة فيه لتحقيق آمال وتطلعات الشعب الكوردي في إطار سوريا ديمقراطية لا مركزية”.
وختم فيصل يوسف بيانه بالقول: “بعد استكمال كافة الإجراءات والترتيبات اللازمة وقد أنجز الكثير منها، سيعلن رسميًا عن موعد عقد الكونفرانس”.
وأفادت تسريبات من مصدر مطّلع ومقرّب من حزب الاتّحاد الديمقراطي (PYD) وإدارته الذاتية، أن تأجيل الإعلان رسمياً عن “الرؤية السياسة الكوردية المشتركة” التي كان من المقرّر إعلانه عقب عقد كونفرانس يضمّ كافة القوى الكوردستانية في روجآفا كوردستان كان سببه بروز خلافات بين طرفي الحوار الرئيسيين (المجلس الوطني الكوردي في سوريا (ENKS) – حزب الاتّحاد الديمقراطي (PYD)) بسبب تدّخلات حزب العمال الكوردستاني بكك.
وكان من المزمع عقد كونفراس خاص بالإعلان وتصديق “الرؤية السياسية الكوردية” يوم غد 18 نيسان الجاري بحضور أكثر من 300 شخص، من بينهم أحزاب كوردية سورية وشخصيات سياسية واجتماعية وممثّلين عن منظمات المجتمع المدني، والنقابات والمنظمات النسائية.
وأشار المصدر إلى أن “قرار التأجيل جاء بعد بروز خلافات بين حزب الاتّحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكوردي حول آلية عقد الكونفراس والإعلام والصور التي سترفع فيه”.
وقال المصدر إن “تدخّلات وضغوط من حزب العمال الكوردستاني بكك بوضع أعلام وصور للحزب المحظور في المؤتمر تسبّب بأزمة وخلاف مع المجلس الوطني الكوردي الذي اشترط رفع العلم السوري والعلم الكوردي في الكونفراس دون أي أعلام وصور حزبية”.
وإلى جانب مشكلة “الأعلام” برزت خلافات حول الأطراف الكوردستانية والدولية التي ستشارك وترعى الكونفرانس حيث يسعى حزب الاتّحاد الديمقراطي إلى منح حزب العمال الكردستاني (PKK) دور الراعي للاتّفاق الأمر الذي يرفضه المجلس الوطني الكوردي قطعاً، وفق المصدر.
وأكّد المصدر أن “الدول الحليفة للكورد (في إشارة للتحالف الدولي) تتحفظ على أي دور لحزب العمال الكوردستاني في العملية السياسية الحالية بين الكورد السوريين أنفسهم ولاحقا مع الحكومة السورية الجديدة”.
وتضغط واشنطن وباريس على قطبي الحركة السياسية الكوردية من أجل الإسراع في الإعلان عن التواصل لتوحيد المطالب السياسة للكورد في سوريا، إلّا أن حزب العمال الكوردستاني أصبح عقبة كبيرة في تحقيق هذا المطلب.
تأجيل المؤتمر لموعد لاحق
وكانت (سما بكداش) القيادية في حزب الاتحاد الديمقراطي قد قالت في تصريحات إعلامية إن “مؤتمر إعلان الرؤية السياسية المشتركة سيعقد ما بعد تاريخ 18 نيسان الجاري، وسيتم الإعلان عن الموعد الجديد في وقت لاحق”.
وأضافت بكداش أن “التحضيرات مستمرة، وأن الهدف هو ضمان مشاركة شاملة وفعالة من جميع الأطراف”.
من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني الكوردي، فيصل يوسف إنه “بعد استكمال كافة الإجراءات والترتيبات اللازمة وقد أنجز الكثير منها، سيعلن رسميا عن موعد عقد الكونفرانس”.
الحوار الكوردي-الكوردي
جدير بالذكر، بدأ الحوار الكوردي في روجآفا كوردستان أول ما بدأ بمبادرة الزعيم والمرجع الكوردي مسعود بارزاني، وتعثّر ثمّ بدأ مرة أخرى وتعثّر ايضاً، وبدأ للمرة الثالثة لكن استئناف هذه المرحلة من المفاوضات الكوردية أيضاً تعثّر منذ تشرين الأول 2020، رغم الضغط الذي بذلته الخارجية الأميركية عبر ممثليها على طرفي المفاوضات، لا سيّما مع استمرار تصعيد حزب الاتّحاد الديمقراطي الامتداد السياسي لحزب العمال الكوردستاني بكك وأجهزته الأمنية ضدّ الحركات والأحزاب والشخصيات الكوردستانية في روجآفا كوردستان وعلى رأسها المجلس الوطني الكوردي في سوريا من حرق مقاره واعتقال وتهديد أعضائه ومسؤوليه بشكل متكرّر.