البنتاغون: سنخفض قواتنا في سوريا لأقل من ألف جندي

البنتاغون: سنخفض قواتنا في سوريا لأقل من ألف جندي

أفاد متحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولايات المتّحدة ستخفض قواتها في سوريا إلى “أقل من ألف جندي” خلال الفترة القادمة. 

وأوضح المتحدث، اليوم الجمعة (18 نيسان 2025)، أن “أميركا ستخفض عدد قواتها في سوريا إلى أقل من ألف جندي خلال الشهرين أو الأشهر الثلاثة المقبلة”.

وفي وقت سابق، صرح مسؤولون أميركيون لوسائل إعلام بلادهم بأن البنتاغون يخطّط لسحب نحو 600 جندي من روجآفا، وبذلك سيبقى نحو 1500 جندي في سوريا. 

وأمس الخميس، صرّحت تامي بروس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، بأن البنتاغون “يقوم بين الحين والآخر بتغيير مواقع قواته وفقاً للاحتياجات والظروف الطارئة، لذلك ليس من الضروري أن تكون خطوة من هذا القبيل “شيئاً غير عادي”.

وذكرت مصادر محلية، أمس الخميس، أن القوات الأمريكية الموجودة في محافظة دير الزور شرق سوريا بدأت سحب جزء من قواتها من حقل ‹كونيكو› للغاز، مساءً، باتجاه محافظة الحسكة في روجآفا كوردستان.

وقال سكان محليون في ريف دير الزور الشرقي، إن “رتلاً من القوات الأمريكية أغلبه ناقلات تحمل آليات وعتاداً خرج ليلاً من حقل ‹كونيكو› للغاز شمال شرقي مدينة دير الزور باتجاه محافظة الحسكة”.

وأضافوا “قامت القوات الأمريكية في حقل ‹كونيكو› قبل يومين بإنزال منطاد المراقبة الذي كان فوق الحقل، ولا تزال حركة الآليات العسكرية الأمريكية في حدودها الطبيعية في المنطقة ولم نشهد انسحاباً كاملاً للقوات”.

وكانت صحيفة ‹نيويورك تايمز› الأمريكية قد أفادت بأن الولايات المتحدة بدأت فعلياً سحب مئات من قواتها المنتشرة في شمال شرق سوريا، في خطوة تعكس تغيراً في البيئة الأمنية منذ اندلاع الصراع وسقوط نظام بشار الأسد، لكنها في الوقت ذاته تحمل مخاطر على الأرض.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولَين أمريكيين رفيعَي المستوى، أن الجيش الأمريكي سيغلق ثلاثاً من قواعده التشغيلية الصغيرة في المنطقة، أبرزها قاعدتي «القرية الخضراء» و«الفرات» التي تشمل حقلي العمر وكونيكو، بالإضافة إلى قاعدة ثالثة أصغر حجماً.

وبحسب المصدر ذاته، فإن عدد القوات الأمريكية في سوريا سينخفض من نحو ألفي جندي إلى حوالي 1400 جندي فقط، فيما سيتم تقييم إمكانية إجراء تقليص إضافي بعد مرور 60 يوماً.

وأوضح أحد المسؤولين أن القادة العسكريين أوصوا بالإبقاء على ما لا يقلّ عن 500 جندي أمريكي في سوريا، لضمان استمرارية المهام الأمنية الحيوية في المنطقة.

ورغم تقليص عدد القوات، أكّدت الصحيفة أن الولايات المتّحدة ستواصل تقديم الدعم العسكري لقوات سوريا الديمقراطية ‹قسد› في إطار مكافحة الإرهاب، إلى جانب تشغيل عدد من معسكرات الاحتجاز الخاصة بعناصر تنظيم داعش.

يأتي هذا، فيما كشف مصدر كوردي سوري مطلع، أمس الخميس، أن القوات الأمريكية بنت لها قاعدتين عسكريتين جديدتين في سوريا، نافيا الأنباء التي تحدثت عن قرب انسحاب الجيش الأمريكي من البلاد.

وقال المصدر وهو مقرّب من قوات سوريا الديمقراطية إن “الجيش الأمريكي بنى قاعدتين جديدتين في سوريا، الأولى بين مناطق شمال شرق سوريا وقاعدة التنف، والثانية في منطقة الضمير بريف دمشق”.

وأوضح المصدر، أن الجيش الأمريكي يرسل أسبوعيا التعزيزات العسكرية إلى سوريا، بهدف تعزيز قواعدها في البلاد.

وتساعد القوات الأميركية في روجآفا كوردستان والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) هذه القوات في مواجهة داعش، كما أصبحت قوة فاصلة لتقليل الصراع بين هذه قوات “قسد” وبعض الجماعات المسلّحة، فيما يتواجد الجيش الأميركي أيضاً في منطقة التنف السورية.

وحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فترته الرئاسية الأولى سحب جميع القوات الأميركية من سوريا وروجآفا كوردستان، لكن كبار المسؤولين في البنتاغون عارضوا قراره، لأنهم اعتقدوا أن ذلك “خيانة” لحلفائهم الكورد. وعلى إثر ذلك وعلى خلفية مخاوف أخرى، استقال جيمس ماتيس، وزير الدفاع آنذاك، من منصبه.

ومع سحب 600 جندي، سينخفض عدد القوات الأميركية إلى نحو 1500 جندي.

وتشير وكالة أسوشييتد برس إلى وجود دلائل على أن داعش “يحاول إعادة تنظيم نفسه” بعد انهيار سلطة بشار الأسد، مبينة أن الولايات المتّحدة لا تريد أن يتقوى داعش مرة أخرى.

مقالات ذات صلة