خلال الإعلان عن نتائج وقرارات مؤتمر الفشل والاستسلام الذي عقده حزب العمال الكوردستاني بكك بدعوة من زعيمه القابع في إمرالي عبد الله أوجلان، هاجم حزب العمال الكوردستاني الحزب الديمقراطي الكوردستاني زاعماً أن مؤتمرهم انعقد بسلام رغم “الحصار المستمر من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني على مناطقنا!” فحتّى في نفسه الأخير نفث بكك سمومه تجاه الديمقراطي الكوردستاني-البارتي محاولاً تشويه صورته بينما لم يتطرّق البيان ولو بحرف واحد للأتراك ودولة الاحتلال التركي!
وتمّ يوم الإثنين الإعلان عن النتائج النهائية لمؤتمر حلّ حزب العمال الكوردستاني بكك الذي طال انتظاره منذ فترة.
وكان البيان الختامي للمؤتمر الثاني عشر الطارئ لحزب العمال الكوردستاني مثيراً للجدل للغاية، حيث كانت هناك العديد من القضايا التي كان على الكورد مناقشتها بالتفصيل وتوجيه انتقادات جدية وحادّة إليها، من بينها والأكثر وضوحاً هو ذكر حزب العمال الكوردستاني لاسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني صراحة وعلناً في مؤتمر الفشل والاستسلام، ومهاجمته وتشويه صورته في المقابل صمته المريب تجاه ممارسات الدولة التركية.
وجاء في البيان “لقد انعقد مؤتمرنا بسلام رغم الظروف الصعبة حيث الحرب الدائرة، استمرار الهجمات الجوية والبرية والحصار المستمر من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني على مناطقنا، ولأسباب أمنية، عُقد المؤتمر في وقت واحد في منطقتين مختلفتين…”.
وفي اليوم الذي عقد فيه حزب العمال الكوردستاني مؤتمر الفشل والاستسلام، نفّذت الدولة التركية العديد من الغارات الجوية على مختلف مناطق حزب العمال الكوردستاني بكك، وبدلاً من أن يقوم حزب العمال الكوردستاني بإدانة الدولة التركية في مؤتمره، جاء وهاجم الحزب الديمقراطي الكوردستاني ونشر كعادته العديد من الافتراءات والأكاذيب وسمومه المغرضة ضدّ البارتي.
وهذا مهم ليس فقط لفهم المواقف الماضية لحزب العمال الكوردستاني بكك، بل أيضاً لفهم موقفه المستقبلي، حيث هاجم حزب العمال الكوردستاني الحزب الديمقراطي الكوردستاني في مؤتمره، عوض هجوم الدولة التركية!
علماً أنه أكّدت مصادر حزب العمال الكوردستاني بكك أن مؤتمر حزب العمال الكوردستاني تم انعقاده بعلم الدولة التركية وإيعاز منها، وأن زعيم الحزب المسجون في إمرالي قد شارك في المؤتمر عبر تقنية الفيديو.
والحق وكما أكّد البيان الختامي للمؤتمر بشكل خاص على أن أوجلان كان “يدير” الاستعدادات للمؤتمر.
وكذلك أكّدت مصادر محلية أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني لم يفرض أي حصار على حزب العمال الكوردستاني أو مقاتليه وتحرّكاتهم، بل على العكس من ذلك تماماً، فقد حصل بكك على تسهيلات كثيرة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني بصدد تحركات مقاتليه وكوادره وتنقّلات الوسطاء من أجل إنجاح هذه العملية.