شهدت محيط القواعد العسكرية الأمريكية في محافظتي الأنبار وبغداد انتشار مكثّف لقوات الأمن العراقية، عقب الغارات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، مع تزايد المخاوف من هجمات انتقامية محتملة من قبل الميليشيات العراقية الموالية لإيران.
تقارير صحفية نقلت عن مسؤولين في وزارة الدفاع العراقية، أن وحدات مدرّعة وفرق استخباراتية حاصرت قاعدة عين الأسد الجوية غرب الأنبار غربي العراق، مع تقييد الحركة في المناطق المجاورة بشكل صارم. يُسمح فقط لسكان القرى المحيطة بالدخول المتحكم به، بينما تمّ تعزيز المراقبة الجوية لمحيط القاعدة.
بالتزامن، تمّ اتّخاذ إجراءات مماثلة حول قاعدة النصر بالقرب من مطار بغداد الدولي، والتي تستضيف أيضًا قوات أمريكية.
تأتي هذه الإجراءات الأمنية المشدّدة بعد ضرب قاذفات أمريكية من طراز B-2 لمواقع نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان – وهي خطوة أثارت تحذيرات حادّة من الفصائل والميليشيات العراقية المسلّحة الموالية لطهران.
وكانت ميليشيات الحشد الشعبي، وهي تحالف من الفصائل والميليشيات العراقية المسلّحة الولائية لإيران، قد حذّرت سابقًا من أنها ستستهدف المنشآت والمصالح الأمريكية في العراق إذا شنّت واشنطن هجمات على إيران، ومع تأكيد الضربات، يخشى المسؤولون العراقيون من أن التهديد قد يقع قريبًا.
تلك التقارير نقلت عن المحلّل الأمني أحمد النعيمي أن الوضع قد يتصاعد بسرعة إذا تحرّكت هذه الميليشيات. مضيفاً أنه “إذا هاجمت الفصائل الموالية لإيران المصالح والاصول الأمريكية في العراق، فسيكون الردّ الأمريكي سريعًا، ومن المرجّح أن يشمل ضربات مباشرة على قادة الميليشيات ومقراتها” مردفاً بالقول: “الحكومة العراقية في موقف ضعيف – فهي لا تستطيع إيقاف هذه الجماعات إذا تحركت بأوامر إيرانية”.
وأكّدت السفارة الأمريكية في بغداد، في بيان، أن عملياتها مستمرة دون انقطاع، وأن السفارة وقنصليتها العامة في أربيل ليستا مغلقتين وتؤدّيان عملهما كالمعتاد، وفقًا لمتحدّث باسمها، مضيفًا أن وزارة الخارجية “تراقب الوضع الأمني عن كثب”.
وقد تحرّكت القوات الأمريكية في العراق بالفعل لتقليص عدد أفرادها غير الأساسيين في عدة قواعد، كإجراء احترازي وسط تصاعد التوترات في جميع أنحاء المنطقة.
ويأتي التدهور الأمني السريع في أعقاب دخول واشنطن المباشر في الصراع الإيراني الإسرائيلي، حيث انضمّت الولايات المتحدة إلى إسرائيل في استهداف البنية التحتية النووية الإيرانية. ولاقت هذه الخطوة إدانة واسعة من القوى الإقليمية، بما فيها العراق، الذي حذّر من “عواقب وخيمة” وحثّ على العودة إلى الدبلوماسية.
ومع تصاعد التوتّرات الإقليمية، يجد العراق نفسه مجدّدًا في موقف هشّ بين شريكيه الرئيسيين – إيران والولايات المتحدة – حيث تُواجه أراضيه خطر التحوّل إلى خطّ مواجهة في حرب أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط.