أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الإثنين، استهداف سجن إيفين في طهران، فيما أكّد الجيش قصف مقرّ قيادة للحرس الثوري في طهران وغيرها من أجهزة الامن الداخلي المسؤولة عن “الحفاظ على استقرار النظام”.
وكتب كاتس على إكس: “ينفّذ الجيش حالياً ضربة غير مسبوقة ضدّ أهداف تابعة للنظام وأجهزة القمع الحكومية في قلب طهران”.
وأضاف أن من بين الأهداف: “سجن إيفين ومقرّات الأمن الداخلي للحرس الثوري”.
ومن بين الأهداف التي استهدفتها إسرائيل بحسب كاتس “مقرّ الباسيج (قوات التعبئة الشعبية) وأهداف أخرى تابعة للنظام”.
وفي بيان منفصل أوضح الجيش الإسرائيلي أنه استهدف “عدداً من المقار العسكرية التابعة للنظام الإيراني من بينها مقرّ ثأر الله وهو المقرّ العام التابع للحرس الثوري والمكلّف حماية طهران من التهديدات الأمنية بما في ذلك التهديدات الداخلية”.
وتشنّ إسرائيل منذ 13 يونيو/ حزيران الجاري، غارات واسعة على المنشآت النووية والقواعد العسكرية الإيرانية، لكن قائمة الأهداف توسّعت لتشمل هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية وقوات الأمن الداخلي، ما يدفع إلى التفكير في أن إسرائيل تحاول الإطاحة بنظام الملالي بطهران.
وعرض تقرير ما بدا أنه لقطات مراقبة بالأبيض والأسود تظهر تنفيذ الهجوم.
سجن إيفين-إوين
سجن إيفين، بالفارسية (زندان اِوین) هو سجن يقع في جمهورية إيران الإسلامية، في منطقة إيفين شمال غرب طهران.
تأسّس السجن في عام 1972، وأصبح سيئ السمعة بشكل خاص منذ الثورة الإسلامية، حيث أصبح أحد أشهر مرافق الاحتجاز في جمهورية إيران الإسلامية.
يُعد السجن الموقع الرئيسي لاحتجاز السجناء السياسيين، الصحفيين، الأكاديميين، نشطاء حقوق الإنسان، حاملي الجنسيات المزدوجة، والمواطنين الأجانب الذين يُتهمون بالتجسّس أو الدعاية.
ونظراً لوجود عدد كبير من المثقّفين الذين يحتويهم هذا السجن فقد أطلق علية اسم “جامعة إيفين”.
أصبح السجن معروفًا دوليًا بسبب انتهاكاته المنهجية لحقوق الإنسان، حيث وثّقت العديد من التقارير أساليب التعذيب مثل الضرب، الصدمات الكهربائية، الإعدامات الوهمية، الحبس الانفرادي المطوّل، الاعترافات القسرية، حرمان من النوم، والتحرش الجنسي.
وفي السنوات الأخيرة، سلّطت حالات مثل إساءة معاملة الباحثة المسجونة مهفاش سيدال الضوء على إنكار النظام للرعاية الطبية للسجينات السياسيات كوسيلة للعقاب، كما كشف حريق مميت في أكتوبر 2022 عن الظروف الفوضوية في السجن وفشل السلطات في حماية المعتقلين.
أصبح سجن إيفين رمزًا لجهاز القمع التابع للجمهورية الإسلامية، الذي يسكت المعارضة عبر الخوف والعنف والإرهاب النفسي. وغالبًا ما يُشبه بـ “سجن الباستيل الإيراني” حيث يحتلّ مكانة خاصة في الخيال السياسي للكثير من الإيرانيين، مُجسدًا لحكم الجمهورية الإسلامية المطلق وعدم التسامح مع المعارضة.
تمّ احتجاز الناس في سجن إيفين لأسباب تشمل المعارضة السياسية، النشاط، التجسّس المزعوم، والمعتقدات الدينية، لا سيما تلك الخاصة بالأقليات الدينية مثل البهائيين والمسيحيين.
تمّ احتجاز العديد من المواطنين الأجانب في إيفين، وغالبًا ما يُستخدمون كوسيلة ضغط في المفاوضات الدولية لإيران.
تمّت إدانة سجن إيفين مرارًا وتكرارًا من قبل المنظمات الدولية بما في ذلك منظمة العفو الدولية، هيومن رايتس ووتش، المقرّر الخاص للأمم المتحدة، ومجموعات حقوق الإنسان الإيرانية بسبب الفظائع التي تُرتكب داخل جدرانه.