أعلن حزب العمال الكوردستاني في مؤتمره الثاني عشر الطارئ والأخير والذي انعقد ما بين 3-5 مايو/ أيار أنه قرّر حلّ الحزب وفسخه وإنهاء الصراع المسلّح وإلقاء سلاحه وتسليمه للدولة التركية، ولكن ومنذ ذلك الحين، وجّهت وسائل إعلام الحزب فوهة بنادقها نحو الكورد وكوردستان.
وقد قدّم إقليم كوردستان، وخاصةً الزعيم والمرجع الكوردي، الرئيس بارزاني، دعمًا لا محدوداً لتسهيل العملية الجارية في تركيا وباكور كوردستان-كوردستان تركيا وإنجاحها، وسلاسة عملية نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني بكك وتهيئة الأرضية وتوفير الأمن لنجاح العملية. ولكن مع ذلك، لم يتراجع حزب العمال الكوردستاني عن عدائه لحكومة إقليم كوردستان والحزب الديمقراطي الكوردستاني والحركة السياسية لبارزاني عبر وسائل إعلامه.
فقد تلقّفت وسائل إعلام حزب العمال الكوردستاني بكك خبر زيارة إبراهيم كالن، رئيس جهاز الاستخبارات التركي لعاصمة إقليم كوردستان/أربيل على نطاق واسع، فقد نشرت وكالة (ROJnews) التركية والتي تُذاع في محافظة السليمانية بإقليم كوردستان، الخبر بلغة عادية، بينما نشرت الوكالة نفسها الخبر في قسمها باللغة العربية واللغة الكوردية-اللهجة السورانية تحت عنوان “رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية التركي (MIT) يزور هولير سرًا” وذكرت في السياق أن “مستشار جهاز الاستخبارات الوطنية التركي (MIT) ناقش ملف تركمان الإقليم والعراق بشكل مفصل، والدور الذي يلعبونه في المسارات السياسية، إلى جانب الدعم الذي تقدّمه الدولة التركية لهم، حيث تمّ توجيه تحذير صريح للإقليم بأن أنقرة تقف بقوة خلف التركمان وتدعمهم بشكل كامل!”.
ومؤخرًا، تظاهرت مجموعة من التركمان وعناصر ميليشيات الحشد الشعبي في بردي-ألتون كوبري وهاجمت مبانٍ رسمية احتجاجًا على تعيين رئيس بلدية كوردي. لذلك، من البديهي أنه في ظلّ الوضع الحسّاس بين التركمان والكورد في كركوك والمناطق الأخرى، نُشر هذا الموضوع كخبرٍ بهدف تعميق الخلاف وتعقيد المشكلة أكثر.
فمن جهة، تنشر وسائل إعلام حزب العمال الكوردستاني أخبارًا لتشويه سمعة حكومة إقليم كوردستان، ومن جهة أخرى، تُصنّف جميع الأطراف خارج أطر حزب العمال الكوردستاني كأعداء وخونة وتوجيه تهديدات لهم.
علماً أن أطر الزيارة لا تعدو مسألة قرار حزب العمال الكوردستاني بكك الاستسلام وحلّ نفسه وتفكيك تنظيماته وتسليم سلاحه للدولة استجابة لدعوة زعيم الحزب المسجون في تركيا، عبد الله أوجلان!