أكّد زعيم حزب العمال الكوردستاني بكك، المسجون في إمرالي، عبد الله أوجلان، اليوم الأربعاء 9 تموز 2025، أن حزب العمال الكوردستاني بكك قد تخلّى عن هدف بناء الدولة، وبالتالي تخلّى عن استراتيجية الحرب، معتبراً أن انتهاء الكفاح المسلّح بشكل طوعي والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية، لا يعني الهزيمة، بل على العكس يجب تقييمها على إنها انتصار تاريخي!
جاء ذلك في رسالة نقلها أوجلان عبر تسجيل فيديو من داخل سجنه في تركيا.
وفيما يلي نصّ الرسالة:
“الرفاق الأعزاء…
حركتنا التي تستند إلى الرفاقية الاشتراكية، تعيش بعض الأزمات في الوضع الحالي.
أرسل مرة أخرى رسالة موسعة واضحة، كطريق لحل هذه الأزمات، وذلك من منطلق واجب أخلاقي.
في 27 شباط 2025 قمت بإطلاق نداء السلام والمجتمع الديمقراطي، ولا أزال أدعم هذا النداء.
قام المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكوردستاني بالرد بإيجابية على نداء السلام والمجتمع الديمقراطي، وكان هذا الموقف بنظري رداً تاريخياً
يجب النظر للوضع الحالي كنتيجة تاريخية وقيمة، أشكر كل من قام ببذل جهود ودور فعال في هذه المرحلة.
في ظل التطورات الأخيرة والتحول التاريخي، قمت بتحضير مانيفستو المجتمع الديمقراطي، حيث يعتبر المانيفستو انتصاراً (طريق ثورة كوردستان) الممتد منذ 50 عام، وهذا لا يقتصر على المجتمع الكردي التاريخي فحسب، بل أؤمن بأهميته التاريخية للمنطقة وجميع قوى المجتمع العالمي، ليس لدي أي شك أن هذا مثال لانتصار تقاليد المانيفستو التاريخي.
أستطيع القول بكل صراحة، أن هذه التطورات هي نتائج لقاءاتي في إمرالي، ولكي تكون هذه اللقاءات مستندة على الإرادة الحرة، كانت هناك محاولات على أعلى المستويات.
المرحلة الحالية تدفعنا إلى بذل خطوات عملية، هذه المرحلة والخطوات ذات أهمية تاريخية، ولفهم المرحلة يجب إظهار حسن النية، والتقدم إلى الأمام.
حركة حزب العمال الكوردستاني كانت تستند إلى إنهاء إنكار الهوية، وتأسيس دولة مستقلة، انتهاء استراتيجية حرب التحرر القومي، تم الاعتراف بالهوية، لذا تم تحقيق الهدف الأساسي، ومن هذا المنطلق أتمت الحركة عمرها، بالإضافة إلى أنها عانت من التكرار والتوجه نحو أزمة، على هذا الأساس سيتم مواصلة النقد والنقد الذاتي بشكل موسع.
بما أن السياسة لا تقبل بالفراغ، فإن استراتيجية برنامج السلام والمجتمع الديمقراطي ” السياسة الديمقراطية” كتكتيك أساسي، يجب أن يصان بقانون شامل، نتحدث عن مرحلة تحديد مصير من الناحية التاريخية.
في الوقت الراهن يتم تشكيل لجنة واسعة ومسؤولة داخل البرلمان التركي من أجل نزع السلاح بشكلٍ طوعي وفي إطار قانوني وهذا يشكل أمراً بالغ الأهمية، من الضروري أن تكون الخطوات المتخذة حساسة وبعيدة عن المنطق الضيق، أعلم تماماً أن هذه الخطوات لن تذهب سُدى، وأرى في هذه الخطوة بادرة حسن نية وأؤمن بها.
لذا تبذل جهود لفتح أبواب جديدة واتخاذ خطوات عملية واضحة.
الأفكار التي طرحتها كعناوين هي على الشكل التالي:
ـ إن تحمل الجميع للمسؤولية، وتحقيق هدف السلام والمجتمع الديمقراطي، لا يتحقق إلا بتبني منظور اندماجي إيجابي، وبناءً على ما سبق نستنتج أن حزب العمال الكوردستاني قد تخلى عن هدف بناء الدولة القومية، وبالتالي تخلى عن استراتيجية الحرب، أي حل نفسه، وفي المرحلة التاريخية الراهنة هناك آمال بتحقيق مزيد من التقدم.
ـ لجعل عمل اللجنة والمجلس ذو معنى، وإزالة مخاوف الرأي العام، في إطار الإيفاء بالوعود التي التزمنا بها، ينبغي أن يرحب بنزع سلاحكم من قبل الجهات المعنية والرأي العام بشكل طبيعي، إنشاء آلية إلقاء السلاح ستسهم في تحقيق تقدم في العملية، وانتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية، أن هذا لا يعني الهزيمة، على العكس يجب تقييمها على إنها انتصار تاريخي. بخصوص إلقاء السلاح سيتم تحديد الطرق المناسبة والقيام بخطوات عملية سريعة.
ـ حزب المساواة وديمقراطية الشعوب الذي يعمل تحت مظلة البرلمان التركي، سيعمل مع الأحزاب الأخرى، وسيتحمل جميع المسؤوليات التي تقع على عاتقه لإنجاح هذه المرحلة.
ـ بصدد حريتي الشخصية التي نصت عليها جميع القرارات كشرط، أقول، أنتم تعلمون إنني لم أضع حريتي الشخصية كمشكلة في أي وقت، في المعنى الفلسفي لا يمكن فصل الحرية الشخصية عن المجتمع، بحرية الفرد يتحرر المجتمع، وبحرية المجتمع يمكن للفرد أن يتحرر، هذه الحقيقة لا يمكن تطبيقها إلا بشكل طوعي.
يكمن إيماني بالسياسة وسلام المجتمع لا بالسلاح، أدعوكم لتطبيق هذا المبدأ.
أكدت التطورات التي تحدث في الأيام الأخيرة في المنطقة على مدى أهمية وتنفيذ الخطوات السريعة لندائنا التاريخي هذا.
بخصوص المرحلة أو العملية، أنا في غاية الحماس وانتظر انتقاداتكم واقتراحكم ودعمكم.
أظهرت هذه النقاشات في جميع أنحاء الوطن والمنطقة وعلى المستوى العالمي، أننا كقوى الحداثة الديمقراطية نملك برنامج نظري يصل إلى مرحلة استراتيجية وتكتيكية جديدة، أشير من الآن، أنني حالياً في محاولة استعداد، أستطيع أن أقول بكل سرور بأنني متحمس وذو قرار.
ندائي للمرحلة القادمة:
على أساس قرارات المؤتمر الثاني عشر، والآراء والمقترحات الأخيرة التي ذكرتها في هذه الرسالة، سنسير إلى الأمام وسنحقق النصر”.
سلامي ومحبتي ورفاقيتي اللانهائية لكم
عبد الله أوجلان