قال المراقب السياسي هيژا عثمان إن الوضع المعيشي للمواطنين في العراق وصل إلى مستوى دول إفريقية فقيرة، مشيراً إلى أن السلطة الحقيقية بيد العشائر في جنوب العراق والميليشيات في بغداد، بينما الدولة غائبة فعلياً عن إدارة شؤون المواطنين.
وأوضح عثمان في منشور عبر صفحته على ‹فيس بوك› أن “العرب الشيعة الحاكمين في بغداد قرّروا منذ عام 2014 إنهاء وجود إقليم كوردستان، وبدأوا بتنفيذ ذلك بقطع موازنته، ثمّ في عام 2017 وبمساعدة الاتّحاد الوطني استولوا على أجزاء واسعة من أراضي كوردستان”.
وتابع “المرجعيات في إيران والعراق تعتقد أن العراق يجب أن يتحوّل إلى دولة شيعية خاضعة لحكم المرجعية، وهذا أمر صرّحت به تلك الجهات بشكل واضح، ولا تزال هذه العملية مستمرة، لكن سقوط نظام الأسد في سوريا والضربات المتكرّرة لإيران من قبل إسرائيل والولايات المتّحدة جعلتهم يتردّدون في المضيّ بها”.
وأشار المراقب السياسي إلى أن “العراق حالياً في وضع لا يسمح باستخدام القوة ضدّ الكورد، ولم يتجرؤوا على ذلك حتى الآن، لكن مشكلتنا نحن الكورد أننا منقسمون تجاه بغداد؛ الحزب الديمقراطي الكوردستاني من جهة وبقية الأطراف من جهة أخرى، وإذا لم نوحّد موقفنا فلن نصل إلى نتيجة”.
وأضاف “العراق اليوم دولة فاشلة تحكمها العشائر جنوباً والميليشيات في بغداد، ومستوى معيشة شعبه في وضع كارثي لا يختلف عن دول إفريقية فقيرة. ولولا النفط والسلطة لما بقي شيء لديهم”.
وبيّن أن “إقليم كوردستان تقدّم بشكل ملحوظ، ومستوى المعيشة فيه جيد مقارنة ببقية العراق، وهذا التقدّم إن استمر سيتحوّل بالإقليم إلى كيان مستقل، وهو ما تخشاه القوى الشيعية المتنفذة في بغداد وتسعى إلى عرقلته بكل وسيلة”.
وختم منشوره بالقول: “الخلاف بين كوردستان وبغداد لا يتوقّف عند مسألة الميزانية والرواتب، بل هو خلاف وجودي سياسي شامل. وقد يمنحوننا في النهاية جزءاً من مستحقاتنا، لكن من المؤكّد أنهم سيعودون لقطعها في أول فرصة”.