اغتيال رجل دين شيعي سوري بارز… وتضارب الروايات حول الملابسات

السكان المحليون يتّهمون قوات الأمن وفصائل مقرّبة من السلطات بارتكاب انتهاكات…
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مسلّحين “أطلقوا النار بصورة مباشرة” على الشيخ رسول شحود، وهو في سيارته “بالقرب من حاجز للأمن العام” يقع عند أطراف مدينة حمص وقرية المزرعة التي يتحدر منها الشيخ، بينما قالت “الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع أهل البيت” إن “اغتيال هذا العالم العامل هو استهداف صريح لصوت الاعتدال والوحدة، ومحاولة يائسة لبث الفتنة وشق الصف الوطني والإسلامي”.
حيث عثر على رجل دين شيعي بارز مقتولاً بالرصاص قرب مدينة حمص في وسط سوريا، على ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس، في حين ندّدت هيئة دينية للمسلمين الشيعة في سوريا بما قالت إنه “اغتيال”.
وأفاد المرصد بأنه عثر على الشيخ رسول شحود أمس الأربعاء “مقتولاً” بالرصاص قرب مدينة حمص، وهو أول رجل دين شيعي يقتل في سوريا منذ سقوط حكم بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024.
وقال المرصد إن مسلّحين “أطلقوا النار عليه بصورة مباشرة” وهو في سيارته “بالقرب من حاجز للأمن العام” يقع عند أطراف مدينة حمص وقرية المزرعة التي يتحدر منها الشيخ.
ونعت “الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع أهل البيت” في سوريا، في منشور على صفحتها في “فيسبوك”، الشيخ رسول شحود ليل أمس الأربعاء.
وقالت الهيئة في بيان النعي الذي وقعه نائب رئيسها أدهم الخطيب إن “اغتيال هذا العالم العامل، هو استهداف صريح لصوت الاعتدال والوحدة، ومحاولة يائسة لبث الفتنة وشق الصف الوطني والإسلامي”.
وأضافت الهيئة في بيانها “إننا في الهيئة العلمائية، ندين بشدّة هذا العامل الغادر الجبان” داعية “الجهات المعنية إلى كشف ملابسات هذه الجريمة النكراء وملاحقة الفاعلين ومن يقف خلفهم لينالوا جزاءهم العادل”، من دون أن تحمل مسؤولية قتل الشيخ لأي طرف.

وقال المرصد إن قرية المزرعة التي يتحدر منها شحود شهدت حالة من الغضب، إذ خرج السكان بتظاهرة لاستنكار الحادثة مساء أمس الأربعاء.
ومنذ سقوط بشار الأسد الذي كان مدعوماً من إيران في ديسمبر الماضي، تعيش الأقلية الشيعية التي يبلغ عدد أبنائها نحو 300 ألف نسمة يتوزّعون خصوصاً بين دمشق وأرياف حمص وريفي حلب وإدلب، في حالة من القلق.
وسارعت الأقلية الشيعية إلى تأييد السلطات الانتقالية، والتقى وجهاء منها مع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع في مارس (آذار) الماضي.
وقبل مقتل العالم رسول شحود، لم تتعرّض الأقلية لأية هجمات باستثناء بعض الحوادث القليلة.
وفي ذكرى عاشوراء قبل أيام، شارك مئات من الشيعة السوريين في مراسم في مقام السيدة زينب في دمشق تحت حماية قوات الأمن.
وأتت هذه الحادثة في وقت يتوقّع أن تنهي لجنة التحقيق بأحداث الساحل السوري التي وقعت في مارس الماضي، وقتل فيها مئات من الأقلية العلوية، عملها الخميس.
وبعيد أحداث الساحل، اندلعت اشتباكات مع مقاتلين دروز في أبريل (نيسان) الماضي في محيط دمشق، أسفرت عن مقتل عشرات من الدروز، مما عزز من مخاوف الأقليات.
وفي يونيو (حزيران) أسفر هجوم انتحاري على كنيسة في دمشق عن مقتل 25 شخصاً، اتّهمت الحكومة تنظيم “داعش” بتنفيذه، ممّا فاقم مخاوف الأقليات في سوريا، في وقت يشكل بسط الأمن في عموم سوريا أحد أبرز التحديات التي تواجه السلطة الجديدة.
وإلى جانب أعمال العنف على خلفية طائفية، يتّهم سكان محلّيون قوات الأمن وفصائل مقرّبة من السلطات بارتكاب انتهاكات أخرى، بينها عمليات خطف طاولت بعضها نساء علويات في الساحل، وإعدامات ميدانية متفرقة في مناطق مختلفة.