حزب العمال الكوردستاني يتخلّى عن سلاحه في رحلة نحو المجهول!

حزب العمال الكوردستاني يتخلّى عن سلاحه في رحلة نحو المجهول!

أعلنت مجموعة من مقاتلي-گريلا حزب العمال الكوردستاني بكك وهي أول فصيل من الحزب يلقي سلاحه، اليوم الجمعة (11 تموز 2025)، أنها أتلفت أسلحتها بإرادتها “الحرة” خلال المراسم التي أُقيمت في كهف “جاسنه” بمحافظة السليمانية في إقليم كوردستان، حيث يتمركز معظم مقاتلي الحزب منذ سنوات، وذلك استجابة لنداء زعيم الحزب المسجون في إمرالي، عبد الله أوجلان.

وستتمّ العملية على مراحل، حيث ستقوم مجموعة من مقاتلي الحزب بإلقاء أسلحتهم “رمزيا” في البداية، على أن تكتمل عملية نزع السلاح بشكل كامل خلال بضعة أشهر، مع توقعات بانتهائها بحلول سبتمبر/أيلول المقبل.

وتشرف على العملية لجنة تضمّ ممثّلين عن الاستخبارات والجيش التركي، وبالتنسيق مع حكومتي إقليم كوردستان والاتّحادية العراقية، كما يشارك في المراسم أعضاء من اللجنة التنفيذية والمركزية لحزب العمال الكوردستاني بكك، وأحزاب كوردية ويسارية أخرى.

ولأسباب أمنية حسب بيان منظومة بكك، لن تبثّ المراسم مباشرة، كما تمّ منع دخول الصحفيين إلى موقع الحدث، على أن تنشر لقطات للمراسم لاحقاً لوسائل الاعلام.

ووفقاً للمعلومات، فإن 30 مقاتلاً من الحزب تخلّوا عن أسلحتهم التي شملت بنادق كلاشينكوف، ورشاشات “بي كي سي”، وبنادق قنص، بالإضافة إلى “آر بي جي”. 

وحسب قول مجموعة المقاتلين هذه أن تخلّيهم عن السلاح هو تعبير عن حسن النية وعزمهم “الصارم من الآن فصاعداً في خوض نضال الحرية والديمقراطية والاشتراكية عن طريق السياسة الديمقراطية والسبل القانونية، وتأسيساً على سنّ قوانين التكامل والاندماج الديمقراطي…” وأنهم اتّخذوا هذه الخطوة “بإرادتهم الحرة” حسب قولهم.

وتأتي عملية تدمير السلاح استناداً إلى دعوة أوجلان في (19 حزيران 2025) التي نُشرت الأربعاء (9 تموز 2025) في رسالة مصورة عن نهاية الكفاح المسلّح والانتقال الكامل للعمل السياسي القانوني والديمقراطي، وكذلك نداء (27 شباط 2025)، إلى جانب قرارات المؤتمر الثاني عشر الطارئ لحزب العمال الكوردستاني المنعقد في أيار الماضي.

وأكّدت المجموعة -حسب قولها-دعمها الكامل لما ورد في تصريح أوجلان: “إني أؤمن بقوة السياسة والسلم المجتمعي، لا بقوة السلاح؛ وأدعوكم إلى تطبيق هذا المبدأ عملياً” مُعربة عن فخرها كونها تطبق هذا “المبدأ التاريخي” المزعوم!

كما شدّدت المجموعة على أن “النضال سيكون شاقاً وعصيباً من الآن فصاعداً أيضاً. إننا ندرك هذه الحقيقة جيداً. بالتالي، وبهدف إنجازِ نجاحاتٍ موفقة، وتحقيقِ مكتسباتٍ ديمقراطية جديدة بالتأسيس على ذلك”.

وبعد سنوات طويلة من الجمود والنزاع، انطلقت في تشرين الأول 2024 عملية مفاجئة بدأت بتحية غير متوقعة في البرلمان التركي، اتّخذها زعيم حزب الحركة القومية، دولت باخجلي، وبلغت مرحلة جديدة بدعوة من زعيم العمال الكوردستاني، عبد الله أوجلان إلى حلّ الحزب وفسخه وإنهاء الكفاح المسلح وتسليم السلاح للدولة دون أية ضمانات أو شروط في رحلة نحو مصير مجهول!

مقالات ذات صلة