بعد دعوة زعيم حزب العمال الكوردستاني المسجون، عبد الله أوجلان، إلى عقد مؤتمر الفشل والاستسلام وحلّ حزبه وفسخه وإنهاء الكفاح المسلّح وإلقاء السلاح وتسليمه للدولة في 27 شباط الماضي، نشر رسالتين إحداهما كانت عبارة عن مقطع مصوّر مؤرّخ في 19 حزيران بُثّ الأربعاء الماضي، خاطب فيه حزبه بكك والشعب الكوردي باللغة التركية!!
لم يتحدّث أوجلان في أيٍّ من هاتين الرسالتين عن أبناء الكورد وبناتهم الذين وجّههم نحو الموت المحتوم في المقاومة الزائفة الوهمية والتي استمرت لـ 41 عامًا.
ومع ذلك، فهذه هي المرة الثانية التي يُعرب فيها أوجلان عن حزنه الكبير والعميق لمقتل بعض الجنود الأتراك. المرة الأولى عندما اعتذر لأمهات قتلى الجنود الأتراك الذين قُتلوا على يد الگريلا وذلك خلال محاكمته في المحكمة التركية عام 1999، وطلب العفو والسماح منهنّ، ودعا لقتلاهم بالرحمة! والمرة الثانية كانت الأسبوع الماضي عندما فطس خمسة جنود أتراك نتيجة استنشاقهم لغاز الميثان في كهف-مغارة-نفق لمقاتلي حزب العمال الكوردستاني بكك بمنطقة زاب.
لم تتحرّك مشاعر أوجلان تجاه استشهاد عشرات آلاف الگريلا-مقاتلي بكك وشباب الكورد وبناتهم وأطفالهم وشبابهم على يد العساكر الأتراك وجيش الاحتلال، لكنّه عبّر عن حزنه العميق والكبير على العساكر الأتراك الذين لقوا حتفهم في نفق لمقاتلي حزبه وقال: “أنا حزين جدًا، وأدعو بالرحمة لهم!!”.
جديرٌ بالذكر، كان القيادي في العمال الكوردستاني، مراد قره يلان، صرّح في المؤتمر الثاني عشر الطارئ (مؤتمر الاستسلام والفشل) لحزب العمال الكوردستاني بأن 40 ألف مقاتل فقدوا حياتهم خلال الأربعين عامًا الماضية من الحرب المسلّحة مع الدولة، ولكن، هناك إحصائيات دقيقة وخاصة تُشير إلى أن عدد القتلى من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني يقارب 50 ألفًا!